الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أودع عقيلا وانتظر موتي القادم

احمد ثامر جهاد

2005 / 5 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


آثم أنا
أودع عقيلا وانتظر موتي القادم
احمد ثامر جهاد
( لقد كنتم مأثرة
وها انتم صرتم نواحا ، وصباحا قاتما للأوفياء . )

ما الذي أصاب أيامنا التي ما عادت رياحها تحمل سوى أخبار الكوارث والفواجع ؟
أحقا مات عقيل علي ؟
هاقد رحل عقيل ، توارى ، ربما مات الآن ، أو منذ زمن . ولكن قبل الأوان دائما . هكذا يرحلون – على الدوام – في غفلة مريرة ، ويتركوننا لمقبرة الأسى والذكريات . بالأمس ضيفت السماء : محمود البريكان بجسده المطعون ، ورعد عبد القادر بقلبه الدامي كمدا على الوطن ، وجان دومو بغربته الأبدية . واليوم تنسل خلسة يا عقيل من دون وداع حتى .
( اقلب ما قد تركتموه
والنفير يعلن عن معركة لن تقع ! )

قتلك عهر العاصمة يا صديقي النحيل . قتلتك سهام النفاق والزيف والظنون . اعرف انك :
( كنت تحبهم بكل يأسك
هم الذين يقفون الآن مثل جدار أمامك ،
انهم لا يريدون فكاكا من حقيقة انهم قد امتلكوك إلى الأبد . )

لماذا لم تمت بين أيدينا نحن ولد أولايتك الأوفياء ؟ كنا شيعناك بابتساماتنا وصدحنا لروحك بنشيد فيروزي عذب .
لا تحزن يا صديقي ، قريبا سترى السماء الأخيرة ، ومهما أعاقوك ، لا ترض بأقل من ( الجنة ) فأنت وحدك من خبر كيف تكون ( النار ) . ولا تخجل من أكذوبة انك مت مخمورا ، لأنك ستكلم يسوع ، وسينصت لنبلك ، فهو مثلك قد خانه الأصدقاء يوما ، وحيدا تركوه مع جراحه الغائرة .
فردوسك ابدي ..مجدكما الكلمات ومحبة البشر .
مذ أن جعلوا روحك الشاعرة أحجية يحارون بها ليالي وليالي ، عرفت نهايتك الأليمة ، وواجهت الحياة بقبحها ومذلتها ، لكنها توارت عنك خجلا وتركتك للعدم . ألم تقل كلماتك الحقيقة :
( أولئك الذين يمنحون القصائد
ماذا سنعطيهم ؟
أولئك الممتطون ظهور نسائنا
كيف لنا أن نمسح أحلامهم ؟
صانعو التيجان والواجهات
موزعو الرسائل والأهداف
أصغ … أصغ بيديك الباردتين ،
وبالذكريات الشديدة الوجل
دون أن تسأل . )
من خانوا صداقتك ، سيرثونك كلهم ، السادة منهم والعبيد . لا تنصت يا صديقي فنحن من تآمر عليك ، نحن من باع دمك للشيطان .
( يا أسير المدن
يا أخي
أنت وحدك من يزدان بالألم . )

أيامي تعيسة كموتك . لكني أفكر بحزني الذي يمطر على جسدي مطرا اسود يدميني بأشواكه السامة . أفكر بمسائي الذي أردته ورديا وأنا اقلب أوراق الحياة الماضية ، مستعيدا كلماتك التي أنصتت إلى صوت إنسان تحول إلى قضية ، فاقدا كينونته .كنت أحدثك عن كافكا حينها ، وتبتسم كنت يا عقيل لائذا بدرابين شارع الحبوبي ، تحتمي من شتاء المطر . نعم أتذكر بوضوح :
( عصفورا ، وقف بين عيني
- مرحبا ..
قلت له ، يا صديقي . )

لماذا لم يصدق برج الدلو معي ثانية ، وهو يعدني بسعد يوم الأحد ( يوم رحيلك ) وبأخبار سارة تنتظرني ؟
هل مت فعلا يا عقيل ؟ وهل أنا من يكتب الآن عنك . ماذا عساني أقول لنفسي فيك ؟
اشعر بإثمي الغزير وأنا امتص حياتك في مأتم كلماتي هذه .
عقيل .. رنين كلماتك يردد إلى الآن :
( لا زلت وحدي
وانتم لستم بملاذي يا من أحببتكم . )

* ما بين الأقواس مقاطع من قصائد مختلفة للشاعر الراحل عقيل علي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن