الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يجب ان تتعامل أمريكا مع الأرهاب المنظم ؟

يوسف ألو

2013 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


كيف يجب ان تتعامل أمريكا مع الأرهاب المنظم ؟
عرف الأرهاب المنظم وأنتشر بشكل يثير الريبة لشعوب العالم أجمع بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 حيث الهجوم الدامي والمروع على أبرز المنشآت التجارية الأمريكية وفي قلب نيويورك بالذات ومنذ ذلك الحين تعهدت أمريكا وعلى لسان قادتها المتنفذين آنذاك بمحاربة العدو الجديد الذي يتكون من التنظيمات الأسلامية السلفية والمتشددة والتي تريد أعادة عجلة التأريخ والتقدم للوراء عقودا بل قرونا من الزمن .
بدات الحملة الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على ذلك التنظيم بعد تلك الأحداث الدامية فهوجمت تلك التنظيمات المتمثلة آنذاك بتنظيم القاعدة المحمي من قبل طالبان التي كانت تحكم أفغانستان بالحديد والنار حكما أسلاميا سلفيا متخلفا وتمكن الحشد الدولي من اسقاط حكم طالبان في أفغانستان وتحولت طالبان ومعها القاعدة الأرهابيتين من العمل العلني الى العمل السري وحرب العصابات التي بدات تشنها ضد القوات التي حررت شعب أفغانستان من ظلمهم وطغيانهم وراحت توقع الخسائر الفادحة بتلك القوات على مدى عدة سنوات ولازالت تلك القوات منتشرة في أفغانستان حتى اليوم !! ألا أن قوة طالبان والقاعدة انحسرت في أماكن محدودة ولم تعد تشكل خطرا كبيرا لا على تلك القوات ولا على شعب أفغانستان ولكنها تمكنت من تشكيل تنظيمات وفروع أخرى تابعة لها أنتشرت في بلدان عربية واسيوية عدة مثل العراق واليمن والصومال واليوم في سوريا وقد تتواجد مستقبلا في لبنان او الأردن ومصر بعد أزاحة أحدى قواعدها الممولة في مصر وهم الأخوان المسلمين وأيضا انتشرت وتوسعت تلك الجماعات السلفية المتشددة في باكستان أيضا بأعتبارها البلد المجاور لأفغانستان .
أتهمت أمريكا وحلفائها حكومة الدكتاتور صدام البعثية بحيازتها للأسلحة النووية والكيميائية وأعتبرت ذلك منطلقا لها لأسقاط حكومة البعث والطاغية صدام في 2003 بعد أن كانت قد شنت عليه عملية عسكرية واسعة بعد أحتلال صدام للكويت عام 1990 ولكنها أكتفت حينها بأيقاع أفدح الخسائر بالجيش العراقي راح ضحيتها مئات الآلاف من ألأبرياء من أبناء شعبنا أضافة لتدمير الآلية العسكرية للطاغية صدام آنذاك , بعد سقوط النظام في العراق بالطرقة التي لم يكن يرغبها شعب العراق ! وحل الجيش العراقي من قبل الحاكم الأمريكي بريمر تمكنت القوى الأرهابية الأسلامية السلفية المتشددة وعلى رأسها تنظيم القاعدة الأرهابي من التوغل داخل العمق العراقي وفي جميع مدنه تقريبا ( عدا مدن كردستان العراق التي كانت محمية من قبل قوات البيشمركة الكردية ) والسبب في ذلك يعود لحل الجيش وفتح الحدود على مصراعيها ورفع كافة الحواجز والسيطرات التي كانت سوف تحد من ذلك وكانت تمنع تلك المجاميع من دخول العراق ومعها أطنان من الأعتدة والأسلحة المختلفة أضافة لما أستولت عليه من معسكرات الجيش وترسانات الأسلحة المكدسة فيها التي أستخدمت لأبادة وقتل شعب العراق بالدرجة الأولى !! أمام مرأى ومسمع القوات الدولية وعلى رأسها الجيش الأمريكي الذي فتح الأبواب على مصارعها للنهب والسلب بما فيها الثكنات العسكرية التي كانت مكتضة بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة وأعتدتها مما أتاح لتلك الجماعات السيطرة السريعة على تلك المخازت والأكداس وأستخدامها كما أسلفت من أجل قتل شعبنا وتدمير بنيته التحتية التي لازالت تعاني حتى يومنا هذا من وهل تلك الهجمات التي قادتها وتقودها تلك التنظيمات الأرهابية المتمثلة بالقاعدة وتوابعها وذيول البعث العراقي الذين رضوا ان يكونوا ادلاء للغرباء لقتل ابناء العراق الأبرياء .
اليوم وبعد مضي أكثر من عشر سنوات على أحداث العراق وأفغانستان تحاول أمريكا من جديد أعادة نفس اللعبة الخاسرة سلفا في سوريا التي يعاني شعبها من شغف والخوف والتشرد والقتل والترهيب على أيدي نفس الجماعات المسلحة التي تنفذت في أفغانستان والعراق واليمن والصومال وليبيا وتونس ومصر وها هي أمريكا وبعض حلفائها تمد تلك الجماعات التي هاجمتها في 2001 في عقر دارها وأحالت أهم منشئاتها التجارية الى خراب ودمار أضافة للمئات من الضحايا الأمريكيين الذي قتلوا نتيجة تلك الهجمات البربرية اللاأنسانية ناهيك عن الخوف الذي زرعوه في نفوس الناس الآمنين ! .
هل يعلم أوباما بأن ما يسمى بجبهة النصرة والقلمون ودولة العراق والشام وغيرها من التسميات للمنظمات السلفية الأرهابية التي تقاتل اليوم في سوريا كي تبسط نفوذها وتحكم سوريا وشعبها حكما أسلاميا متخلفا هي نفسها تلك التي قادت هجمات 11 سبتمبر وهل يعلم بأن العدو اللدود لتلك التنظيمات هي أمريكا وهي تحاول بأقصى جهدها زحزحة الأمن في داخل أمريكا نفسها والأحداث التي وقعت في المدن الأمريكية تؤكد ذلك !! .
أنا لست مدافعا عن نظام بشار الأسد ولست من مؤيدي حكم الحزب الواحد وخاصة البعث الذي من شيمته الطغيان والدموية والتسلط لكن الحقيقة يجب أن تقال وحقيقة سوريا اليوم هي بقاءها حاليا تحت حكم الأسد مع أخذ تعهدات بالأنتقال الى النظام الديمقراطي سلميا وليس بطريقة التهديد وشن الحروب التي من شانها ان تزهق أرواح الأبرياء وتدمر البنى التحتية للدول وشعوبها بما فيهم سوريا .
أن تجربة العراق بالدرجة الأولى وبعدها ليبيا كافية لأمريكا وحلفائها لأن يعيدوا النظر بخططتهم ويحولوها بدلا من دعم تلك التنظيمات الأرهابية وتزويدها بالسلاح الفتاك بمباركة أسياد الأرهاب في السعودية وقطر الى محاربتهم وهم مكشوفين اليوم في تجمعاتهم وتواجدهم على الأراضي السورية , وبأعتقادي أن أمريكا وحلفائها واهمون بأن الجيش الحر لاتمثله تلك المجاميع الأرهابية فلفظة الجيش الحر أطلقت للتغطية على نوايا تلك التنظيمات الأرهابية وأن من يمثلهم وهم قابعون في دول آمنة لايعرفون ماذا يحصل يوميا في سوريا من قتل وتدمير وتهجير وترهيب للسوريين بغض النظر عن أنتمائاتهم وعقيدتهم وأديانهم فالهدف واحد وهو السيطرة على سوريا وجعلها أسلامية سلفية متخلفة وطرد كل من هو غير مسلم من سوريا وعلى رأسهم المسيحيين الذين يتعرضون للقتل والترهيب والتهجير والخطف وتدمير كنائسهم ونهب محتوياتها وأباحة مقدساتها من قبل تلك المجاميع حيث قتل العديد من رجال الدين المسيحي ولازال العديد من الكهنة مخطوفين أضافة لخطف مطرانيين هم من أبرز الشخصيات السلمية في سوريا وبالتأكيد أمريكا وحلفائها على علم بذلك ألا أنهم يغضون الطرف !! لماذا ؟؟ طبعا لمصالحهم الشخصية التي يحلمون بها والتي لايمكن أن تتحقق فيما أذا أصبح زمام الأمور بأيدي تلك المجاميع ! .
ختاما ارجو ان لاتكون لغة السلاح والقتل والتدمير هي الراجحة في حل المشاكل التي تعاني منها الشعوب خاصة تلك التي تحاول المنظمات السلفية والِمتشددة المتخلفة السيطرة عليها بحجج واهية محاولة منها بأيهام المجتمع الدولي بنواياها الحسنة والسلمية وهي بعيدة كل البعد عن كل ما هو انساني وسلمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أمريكا زعيمة الإرهاب
يوحنا مالوم ( 2013 / 9 / 14 - 03:03 )
زعمت أمريكا بمحاربة الإرهاب على إثر أحداث سبتمبر 2001 وبدلاً من أن تحاربهم في عقر دارهم حيث معظم منفذي الهجوم كانوا سعوديين . توجهت إلى العراق واختلقت له اتهامات لاعلاقة لها بالإرهاب كامتلاكه أسلحة الدمار الشامل لتشن عليه حرباً تدميرية. بل أنها تتعاون مع السعودية بلد الإرهاب في حربها ضد الإرهاب . أليست مهزلة

أمريكا زعيمة الإرهاب بلا منازع ولا وجود لها بلا حروب. تشن حروبها على مخالفيها باختراع عناوين وأسباب وهمية بقصد نهبهم وإضعافهم . إنها هي التي تدرب الإرهابيين ليقوموا بحروبهم بالوكالة كما تفعل اليوم في سوريا تدرب الإرهابيين في الأردن وتركيا وترسلهم إلى سورية لنزع أدمغة البشر وأكل لحومهم وتسميم شعبه بغازات محرمة والتعمية عليهم بل باتهام النظام وتلبيسه جرائم الإرهابيين للإنقضاض عليه كرمال عيون إسرائيل لسيادة الشرق الأوسط الجديد وكل من يخالف هذا التخطيط ستكون نهايته كصدام والقذافي وياسر عرفات

هناك غموض بأن عصابة بوش هم من صمم أحداث سبتمبر لتبرير حربه الصليبية على الوطن العربي

على كل وطني أن يقف إلى جانب النظام السوري وضد التخطيط الأمريكي العدواني

اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد