الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سريالية المشهد ونرجسية المكان

مأمون شحادة

2013 / 9 / 13
الادب والفن


سريالية المشهد ونرجسية المكان
بقلم: مأمون شحادة
الصدق كلمة رائجة ومكدسة في محطات حياتنا المتلونة بعبق النرجس وسريالية المشهد "المتصاعد الهابط" بين الفينة والاخرى.
من منا لا يقرأ قصص المثالية والحرية والأمان، ومن منا لا يحلم ان يسكن وطناً تتزين فيه الحرية ببراءة الطفولة المجردة من عناوين الكذب المفعمة بدهاليز السياسة والشعبوية.
بالتأكد ان الصمت سيد الموقف ازاء تلك التمنيات التي طواها الدهر تزامناً بانقراض الديناصورات وشريعة لا تعرف من الحقيقة الا التقمص والاقصاء.
الكل يحلم بان يكون روميو محباً لوطنه وليس لجورجيت، حتى ان قصة العشق التي عاشها قيس وليلى سلبت من مسامعنا واستبدلت باكذوبة لا تعرف من الانسانية الا النسيان والتوحش السياسي.
هكذا هي ملامح القصص التراثية المسماة بالصدق. قصص لا نعرف من امور تطبيقها الا الكذب وعلامات ترتسم على وجوهنا مبتسمة لتخفي بؤس مرارة الواقع المعاش، حتى ان الاطفال غادروا قصص البراءة الجميلة، لتتجسد على وجوههم مؤشرات تخلوا من عناوين الطمأنينة والمستقبل.
مروراً بطيات صفحات قصص الصدق، قال لي احد الاصدقاء في يوم من الايام: "كم بقي من عمري"، فرددت عليه: الأصح ان تقول ما قاله شكسبير "على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً".
ان حياة الانسان تسير بعكس مقولة شكسبير، فالليل اصبح ستاراً لمن يريد الهروب من امام واقع نهاره، حتى ان الخطابات السياسية أصبحت تبريراً للهيمنة والسادية ولم تعد تفرق بين النهار والمساء وصولاً الى ساعات الفجر.
ان ابتعاد الانسان عن ابتسامة التفاؤل جعل منه عديم المعرفة بجوهر اشراقة الصباح الباكر، باعتباره (في اشارة الى الجوهر) حياة جديدة تجدد الفكر نحو المستقبل، فقيمة الوجود بالعقل وليس بالمادة، فالافكار تبقى للابد، اما المادة الى زوال، وليس للمظهر والتصرفات الحركية قاعدة حتمية للاستمرار، بل الحتمية تكمن في الفكر السليم الذي يقود الى تصرفات سليمة.
المشكلة ليست بالقاعدة النظرية وترتيب الكلام جناساً على طباق وليست كذلك بالتصريع وملاءمة الاطار الزماني والمكاني، بل تكمن المشكلة في جوهر يترنح بين الـ"أنا" والذات المختطفة.
اذن، سريالية المشهد ونرجسية المكان لا تعني ان الانسان عديم المعرفة بالـ"أنا" والـ"آخر"، بل يكمن المعنى بجهل المجالات الحياتية ومعرفة ان لكل مجال اسلوبه المحدد وظروفه المختلفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف