الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجياد الأمريكية والجياد العراقية الديمقراطية

محمد ضياء عيسى العقابي

2013 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الجياد الأمريكية والجياد العراقية الديمقراطية
محمد ضياء عيسى العقابي
ليس مهماً إسم الشخص الذي أناقشه وقد يكون إسماً منتحلاً أو وهمياً، فالمهمة هي الأفكار التي أناقشها.
1- قال السيد محمود سليم:
" لم يعتد العراقيون وعلى مختلف أهوائهم وتباين توجهاتهم اللجوء لآن يقتلوا انفسهم أبتغاء قتل مخالفيهم بصوره عامه ! ولما تزل هذه الحقيقه قائمه بصوره عامه أيضا ! عليه فتشوا عن دوافع تصريح هذا القميء (العار)" (1)
أقول:
(ملاحظة: "القمئ العار" المقصود هو الدكتور موفق الربيعي، مستشار الأمن الوطني السابق).
نعم كما قلتً يا سيد محمود: "لم يعتد العراقيون ....إلخ".
لكن .... هذا كان أيام الحكم البعثي الطغموي(2) الذي مارس التطهير العرقي والطائفي بقواته العسكرية والأمنية الهائلة فما كان بحاجة لمن يفجر نفسه بين العزل بل كان يقتلهم بهدوء دون ضجة.
آتي بمثل من بين الملايين!!
نقل العميد نجيب الصالحي(3) عن أحد زملائه الضباط الذي كان برفقة زميلهم العميد محمد التكريتي في منطقة القرنة(4) بعد إخماد الإنتفاضة الشعبانية عام 1991 التي أسماها النظام الطغموي بصفحة الغدر والخيانة والحركة الغوغائية. رأى العميد محمد طفلاً لا يتجاوز عمره الثاني عشرة، فأمر مرافقه بقتله. إنتفض الضابط الصديق سائلاً: لماذا تقتله؟ أجاب العميد محمد: لأنه غوغائي. قال الصديق: هذا طفل ولا يعرف شيئاً عن الغوغائية. أجاب العميد محمد: عندما يكبر سيصبح غوغائياً!!!!!
أما الآن، وقد فقد سلطته الطغموية لصناديق الإقتراع أي للشعب، فقد جن جنون الطغمويين والتكفيريين فدخلا في تحالف وصار التكفيريون العراقيون يفجرون الأبرياء بخسة وصار الطغمويون يتسترون عليهم أو يمارسون الإرهاب معهم مثل نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ووزير الثقافة الأسبق أسعد الهاشمي والنائبين محمد الدايني وعبد الناصر الجنابي وهناك 17 نائباً مطلوباً للعدالة بتهمة الإرهاب يأبى رئيس المجلس السيد أسامة النجيفي رفع الحصانة النيابية عنهم لمحاكمتهم، رغم كون المسألة روتينية بحتة لأن قضية مصداقية الإتهام هي من إختصاص القضاء حسب الدستور.
أنا من المتابعين لتحركات ومواقف الشخصيات العامة ومنهم الدكتور موفق الربيعي عبر الإعلام وقد وجدته، على أقل تقدير، أشرف من جميع الطغمويين أعداء الديمقراطية. إنه من المناضلين ضد البعث الطغموي وقد تعرض للتعذيب البشع.
2- كما قال السيد محمود:
"... ام في وضعه الراهن خارج السلطه كما يبدو لمن لايعرف أنما هو (حصان طرواده) لا أكثر مرسوم له دور ما ! من مستخدميه الذين أعتادوا اطلاق جمله من (الجياد) يقدمون ويؤخرون جريها في مضمار هم من يختاره لغايه موضوعه."
أقول:
أل(جملة من الجياد) أصبحت في خبر كان بعد أن أخرجت حكومة المالكي الديمقراطية الوطنية ، مدعومة بالتحالف الوطني، القوات الأمريكية رغم معارضة الطغمويين "القوميين جداً" وإسترجعت الإستقلال الوطني والسيادة الوطنية التي فقدها العراق منذ اليوم الأول الذي دخل فيه تحت أحكام الفصل السابع عام 1991 بسبب إحتلاله الكويت؛ كما حافظ على ثرواته النفطية حيث أراد "مستخدمو الجياد" فرض صيغة "المشاركة في الإنتاج" الذي يدر على شركاتهم النفطية ربحاً مقداره (22 - 25) دولاراً للبرميل الواحد(5) بينما رفضت "الجياد" الأصيلة هذه الصيغة وفرضت صيغة "عقود خدمة" وأجرت أربع جولات تراخيص شفافة بموجب هذه الصيغة وقاطعتها الشركات الأمريكية "المستخدِمة للجباد" لأن هذه الصيغة تحقق للشركات ربحاً مقداره دولاراً واحداً فقط في البرميل الواحد.
الجياد الطغموية عارضت في مجلس النواب جولات التراخيص الشفافة ف"لبسها" المالكي والشهرستاني لأن الدستور معهما لمصلحة العراق وحسب.
فمن إختار، إذاً، "المضمارَ" يا سيد محمود: الأمريكيون وحلفاؤهم الطغمويون أم الديمقراطيون في التحالف الوطني والتحالف الكردستاني؟
3- بلغ النظام البعثي الطغموي من الجبروت، بفاشيته منقطة النظير وبأموال النفط المسروق من الشعب، حداً لم يعد قادراً على إطاحته سوى الله أو أمريكا التي جاءت للعراق لمصالحها الخاصة لكن حكومة المالكي منعتها من تحقيق ذلك.
نعم لم يعد أحد من العراقيين قادراً على الإطاحة به حتى لو قام سبعون ربيعاً عربياً. ألم يبدأ الربيع العربي بالربيع العراقي في ربيع عام 1991 يوم قامت الإنتفاضة الشعبانية المجيدة، التي لم يشهد العراق مثيلاً لها منذ ثورة العشرين، غير أنها قمعت بعنف وخلفت أكثر من ربع مليون شهيد وقبلها بلغ ضحايا الأنفال ضد شعبنا الكردي (182) ألفاً من الشهداء (6).
لقد مارس النظام البعثي الطغموي سياسة واعية مبرمجة للتطهير العرقي والطائفي وإقترف جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.
ألم يضرب النظام مدينة حلبجة الكردية بالسلاح الكيميائي ؟
ألم تدمر قوات النظام (5000) قرية كردية في حملة الأنفال؟
ألم تدخل دبابات حسين كامل مدينة النجف وهي تحمل لافتات كبيرة تقرأ: لا شيعة بعد اليوم؟
الذي إقترف كل هذه الجرائم لا يصعب عليه، اليوم ومنذ سقوط النظام البعثي الطغموي، تجنيد البهائم من العراقيين ليفجروا أنفسهم بين الأبرياء. ولا يصعب على بعض المتعصبين أن ينقلبوا إلى بهائم.
خلاصةً:
لم يكن قولك، يا سيد محمود، صحيحاً من أنه " لم يعتد العراقيون وعلى مختلف أهوائهم وتباين توجهاتهم اللجوء لآن يقتلوا انفسهم أبتغاء قتل مخالفيهم بصوره عامه ! ولما تزل هذه الحقيقه قائمه بصوره عامه أيضا"
من يقتل العراقيين الأبرياء، إذاً؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): الرسالة كاملة منشورة كتعليق على الرابط التالي:
http://qanon302.net/news/news.php?action=view&id=29219#comment199364
(2): للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
(4): نقلاً عن راديو (العراق الحر) حوالي عام 2000.
(4): في أحدى مقالاتي السابقة ذكرتُ إسم "الزبير" بدل "القرنة" خطأً، فمعذرة.
(5): حسب إفادة الخبير النفطي المهندس السيد حمزة الجواهري التي ذكرها في فضائية (الحرة – عراق / برنامج الأسبوع الإقتصادي) بتأريخ 29/8/2013.
(6): قدرت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.أي.) عدد ضحايا الأنفال ب (72) ألف شهيد؛ وقدرت عدد شهداء الإنتفاضة الشعبانية ب (21) ألفأً.
قد يكون الرقمان الحقيقيان أقرب إلى ما قالته المعارضة العراقية، لأن الأمريكيين يعرفون أن العالم يحملهم مسؤولية تسخير نظام البعث والتلاعب به بطرق لعينة لذا أرادوا التهوين.
زار دونالد رامسفيلد (وزير دفاع الرئيس جورج بوش الإبن أثناء إحتلال العراق عام 2003) بغداد عام 1981 مبعوثاً من الرئيس رولاند ريغن ورفع تقريراً للرئيس بعد عودته ذكر فيه: "نستطيع التعاون مع صدام" . على إثر ذلك، أُعيدت العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ حرب عام 1967.
لا ينسى العالم ما قالته السفيرة أفريل كلاسبي لصدام: "نحن لا علاقة لنا بما يجري على حدود الدول العربية ... ولكن حكومتي تسأل، مجرد سؤال، عن الحشود العسكرية العراقية على الحدود الكويتية!!!".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إسرائيل؟| المسائ


.. الأردن.. مخاوف من امتداد نفوذ إيران للمملكة الهاشمية؟




.. الأمريكية نيكي هايلي تكتب عبارة -أقضوا عليهم- على قذائف إسرا


.. اليمن.. غضب في عدن بسبب ارتفاع أسعار الخبز • فرانس 24 / FRAN




.. بدء فعاليات اليوم الثالث من -منتدى الإعلام العربي- في دبي| #