الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العسكر فى الجمهوريات العربية

نبيل محمود والى

2005 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يستولى الديكتاتور بقوة السلاح على مقاليد الحكم يصبح جل إهتمامة وشاغلة الوحيد المحافظة على السلطة الى الأبد ومن ثم يبدأ فى تسخير امكانات مؤسسات الدولة لخدمة ذلك الغرض وحتى يتمكن من تضيق الخناق على الشعب وقوى المعارضة ليخلوا له الوضع تماما فإنه يستعين بأهل الثقة من العسكريين فيقربهم منه ويترك لهم الحبل على الغارب فيبدأون فى بسط نفوذهم بطول الوطن وعرضة وتنموا أعدادهم وعدتهم ويشكلون مراكز قوى تسعى فى الأرض فسادا.

وبمرور الوقت يستشعر الديكتاتور بالخطر على نفسه من أطماع هؤلاء وتشرسهم وعظمة نفوذهم فى الوطن وتتولد يه الرغبة فى التخلص منهم سريعا دون أن تتلتطخ يديه بدماؤهم وبعيدا عن تحمل أى مسؤلية وعلى الفور يشرع فى تهيئة الأجواء لخلق معارك عسكريةمع الأصدقاء أو الأعداء على حد سواء تحت دعاوى كثيرة ومتعددة وهو يعلم يقينا أن تلك المعارك ستودى بالوطن بأكمله الى التهلكة.

وبعد توقف هدير المدافع وأزيز الطائرات تفقدالأمةالشهداء والأرض والكرامة ويكون الديكتاتور قد تخلص من نصف هؤلاء القادة بموتهم فى مسرح العمليات أو محاكمتهم بعد إنسحابهم وإندحارهم أذلة من ساحة الوغى على الإهمال الجسيم الذى يصل الى درجة الخيانة وتحميلهم مسؤلية ماحدث أمام الشعب المغيب عن الوعى بفضل الإعلام الموحد الموجه الذى يجيد العزف على أوتار المؤامرات الخارجية التى تهب على الوطن من اليمين واليسار والطابور الخامس من أذناب القوى الإمبريالية أو الشيوعية فى مسرحية مكشوفة رخيصه وهابطة عند أولى الألباب أما النصف الباقى فمصيرهم بين معاق أو مصاب أومن حملة الأوسمة والنياشين ويستقرون جميعهم خارج السلطة بلا عمل ومن ثم يبدأ الديكتاتور بالدعوة الى إزالة أثار العدوان وإعادة بناء القوات المسلحة ولاصوت يعلوا على صوت المعركة وتتوالى الهزائم والإنكسارات فى عهده الميمون ويحل الخراب سياسيا وإقتصاديا وعسكريا بالوطن الى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.

هكذا كانت تدار الأمور فىمصر عبد الناصر وسوريا حافظ الأسد و عراق صدام حسين حيث حل الخراب بالأمة العربية جمعاء وفقدنا هضبة الجولان والضفة الغربية والقدس القديمة وقطاع غزة والعراق ولانزال وسنظل على أحسن الأحوال تفائلا لقرن قادم من الزمان نسدد فاتورة حكم العسكرحتى أصبحنا اضحوكة الأمم ومجال تندرها وسخريتها .

وإذا أضفنا الى ذلك دساتير العسكر فى الجمهوريات العربية التى يعلن عن إستحالة تعديلها وفجأة يتم الوثوب عليها وتعديلها بسيناريو ركيك فى دقائق معدودة لتخليد الديكتاتور حيا أو ميتا فى أنجاله كما حدث فى سوريا ويحدث فى مصر حاليا والحبل على الجرار فى عدد لا بأس به من الجمهوريات العربية العسكرية فىسابقة جد خطيرة مذلة لكبرياء الشعوب حولت رؤساء الجمهوريات الى ملوك وأباطرة يحولون الوطن بأكملة الى إقطاعيات خاصة يتوارثونها كابر عن كابر تحت دعاوى محاربة اسرائيل ومن هم وراء اسرائيل سوف ندرك على الفور أن قوة اسرائيل ومنعتها وجبروتها وتفوقها فى المنطقة العربية لم يأتى من فراغ بل ساهم فيه كثيرا حكم العسكر فى الجمهوريات العربية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة