الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القامشلي إلى أين ...(2-3)

شفان خليل

2013 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قطع الطغاة شوطاً من فترة ما قبل الحكم وبداياته اتسم ببعض العطاء، بضع طاقاتٍ للحرية والتفكير، وتحقيق التقدم في بعض النواحي، بشرط أن يصبّ الكلُّ في بحره الهائج، قبل التسونامي الوشيك، عندما يرُفعَ التكليف عنهم، ويتسلمون الخلافة من القدير، منهم من تزاوج مع الإله ومنهم من بقي خليفته المفضل ومنهم من بات من سلالته.
بدأ الطغاة بمجازر داخلية، لم يسمع بها كثيرون، وأغلق الكثيرون عنها عيونهم، وأتلفوا حاسة السمع لديهم حتى يسمعوا من بين الرصاص والدماء أصوات الغناء.
أعاد الطغاة لعوائلهم أمجاد أجداهم، نيرون وفرعون وستالين وهتلر وصدام و.....
تفتّقت جلودهم عن الآلهة النائمة فيهم، ليخرج ويحيا مرةً أخرى أسلافه الطغاة.
(يا حبنا نعم، يا رمزنا نعم، يا راعي الطلائع يا حافظ الأسد، ويا أب الطلائع يا حافظ الأسد... شبيبة الأسد، تظل للأبد شبيبة وبيعة بالدم... يا ملهماً عطاءنا يا حافظ الأسد...) (رجل الدومينيكان القوي، الزعيم والرئيس الموقّر والمنعم إلى الوطن، مستعيد الاستقلال المالي، أبو الوطن الجديد، فخامة الجنرال سمو الدكتور "رافاييل ليونيداس تروخيو مولينا"!) القائد الأب الرمز الإله، الماضي الحاضر المستقبل......
تقدموا بالدماء وعلى أجساد رفاقهم، وبنوا مزرعتهم بالإرهاب والرعب والقتل، ودائماً كان الدين أو القومية عصا الراعي لديهم، والشيطان العدو هو ذاك المتربص بهم، وسبب كل أخطائهم وجرائمهم.
الحكومات الديمقراطية تستمد شرعيتها من الشعب، وهي من الشعب وللشعب، وكذلك الحكومات الدكتاتورية تستمد قوتها من الشعب وسلطتها من الشعب ولكنها على الشعب، يحارب المستعمر –معارف- أفكار - تقاليد – مفاهيم - تقوض حكمه، تغير معالم لغات أبنيةٍ تلهم الناس محاربته، الطاغية من الشعب على الشعب يحارب كل جميل، ويصادر كل ما تعكس روح الحياة، يغتال أعماق الفكر أيما كان، ويغتال الحلم مهما كان، لا يقبل إلا صوته ولغته ولسانه وحلمه وفكره.
من رحم الماركسية وصاحب النظريات الإنسانية، من كان لا يؤمن بالقوميات والأديان والطوائف، ويرى نفسه لكل الناس ويحارب لأجل كل البشر، من تحول إلى فكرةٍ اسطورة، جاء الاسطورة، خلقه اسطورة، بشرٌ ليس ككل البشر، ولد كإله وعاش كإله ويفكر كإله، /آبو/ المنظّر الفيلسوف العبقري النابغة النبي المبعوث في القرن العشرين والواحد والعشرين، من جاء ليتحف البشرية بنظرية جديدة ستهزُّ العالم وتغيّره، ستقضي على كل ما هو أسود، سيبني فكره جنان الخلد، آبو بحزبه المؤمن بفكره وشخصه يخطو خطوات الإسراء بشعبه نحو الفردوس.
بدأ كالخيال – نسيم الصباح – يسري إلى عقول الكرد، يوسوس فيهم النخوة والقومية والتاريخ، أسر الكثيرين بالجملة، حول النساء رجالاً والرجال نساء، حول الأخوة أعداءً والأعداء أخوة، صنع من الاطفال رجالاً لا يهابون الموت، بدأ بتمهلٍ قاتل، تساعده عكازاتٌ –نظام الأسد- صلبة، تحمله وتدافع عنه وتغني عنه البرد والحر، استولى على الافران فحولها ساحات الصراع والخوف، ساحات السهر من أجل ربطة خبزٍ، أمّم محطات الوقود ليحولها حاملة المحطات، منها تنبثق آلاف المحطات التي تبيع الناس المحروقات في الشوارع والمفترقات، دخل البلديات ليتحكم بما تبقى للناس، اعتقل وخطف وقتل من حاول دخول سلك الشرطة والأمن والنضال، لأنها له وحده، وهو وحده من يتقن لغة النضال والأمن والحماية والمستقبل، أرضه فقط تنبت للناس ماءهم وغذاءهم وأمنهم، وما خلاها قواحل، عين نفسه إله الماء فيها، ونصب وحوش الصحراء، عقارب وعناكب وأفاعي المنفى أسياد المراعي، في مزرعة الراعي – الإله-.
وصل بعد حينٍ للبلوغ، ونسّب نفسه بدخول مرحلة البلوغ بنفسه، بحفلات مازالت لمّا تنتهي، حفلات شواء أجساد الناس، وحفلات الجوع والعطش والعتمة، حفلات الترهيب والنهب، حفلات الأتاوات وتقطيع أوصال البلد والناس.
مازال الناس يحبونه، ومازالت حفلاته تستقبل الضيوف، وما زال الصامتون والمناهضون له ينظفون عكازاته إذا ما هبت عليها رياح العدو.
العدو هو كل الآخر ماعدا زمرة الأسد، العدو كل من تبقى لا يخاف البراميل والموت، والصديق، هم جميع الناس الذين يؤمنون بالدين والقومية، يؤمنون بالذل والمهانة والرذيلة، هم المدافعون عن صرح آبو القائد الملهم، المتلحّفون بغطائه السرمدي اللذيذ.
فلاسفة العالم الجديد، التاريخ الجديد، أصحاب الأقوال – المذلة والمهانة والذل ولا براميل الموت، مستعدون للخروج مع الأبناء في رحم أمهاتهم ومحاربة العدو قاطع الرؤوس- وغير مستعدون لتلقي جرح مع جيش بشار، قاتل النساء والأطفال- بدأناها سلمية وسنسقط نظام الطاغية المجرم الذي لا يفهم سوى لغة القتل والتدمير، الوحشي الجزار بمظاهراتنا السلمية، سننهيها سلمية- منطقتنا آمنة والنظام فيها بلا حولٍ ولا قوة، رغم أن تعداده يزداد، وطقوسه تزداد، وعصاباته تزداد، والإجرام والخوف يزداد – ليس من حقّ أحد الادعاء ومحاولة التأثير على النظام هنا، النظام يسقط في العاصمة، وعلى الجميع التوجه للعاصمة اليوم قبل الغد لإسقاطه .......
مثقفون وسياسيون وأفراداً، كلهم توحدّوا في فلسفةٍ جديدة، فكرٍ جديد، يوم بات نظام القتل والإجرام صديقاً ومدافعاً، بات دكتاتور الأربعين عاماً حليفاً وظهيراً.
قال الحاكم بأمر الله بشار الجزّار وأعوانه الدمويين بأقوالهم وكتاباتهم وفي تحقيقاتهم، بشار أو لا أحد، بشار أو نحرق البلد، لا إله إلا ....
وهذا ما فعله في البلد والبازار الدولي مازال قائماً، وهذا ما يقوله الـ ب ي د فعلاً وليس قولاً ، والآخرون متفرجون وأكثرهم موالون، الأحزاب الكردية اليوم تفعل المستحيل ليمرّ التاريخ على الكرد سريعا، أكثر من خمسين عاماً من الفشل والتخبط يتلوه اليوم المزيد والمزيد، أبت إلا أن تطيل عمر معاناة الشعب، وتزيد من تجربتهم للمرارة والحرمان، تشردهم أفراداً فرادى، في بلدان ومدنٍ شتى، كلٌ يحكي معاناةٍ تتشابه برغم أراضٍ مختلفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو