الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناة فضائية عراقية طليعية حاجة عاجلة

حسين الهنداوي

2005 / 5 / 21
الصحافة والاعلام


تتكاثر القنوات التلفزيونية الفضائية الناطقة بالعربية وتتنوع وتتجاهل الا ان مستقبلا غامضا ينتظرها جميعا فيما توحي كافة المؤشرات الملموسة والمتوقعة بأن حظها من الحرية لن يكون احسن حالاً من حظ شقيقاتها المسموعة او المكتوبة برغم توفر الحاجة والاموال وآخر منجزات التكنولوجيا.

الجرأة الواضحة لكن المصطنعة التي لا زالت تتفرد بها قناة الجزيرة القطرية وأثارت بها انزعاج أكثر من عاصمة عربية وغربية من بينها واشنطن في اعقاب احداث 11 سبتمبر الماضي والحرب ضد افغانستان خاصة، لا يمكن ادراجها في خانة الحرية نظرا لانها محض تجارية احيانا كما هو شأن اي من مجلات الاثارة والابتزاز ناهيك عن كونها مبرمجة علنا ضمن الطموحات "التوسعية" القطرية المبرمجة بدورها علنا ضمن التوسعية الامبراطورية الامريكية التي تحتاج الى الطريقة القطرية في نشر الألفة حيال التطبيع مع تل ابيب من خلال استضافة متحدثين اسرائيليين بل تحتاج حتى الى الدغدغات المزعجة احيانا التي تفعلها هذه القناة المصنوعة من كادر اخواني كان معشعشا كله تقريبا في قناة بي بي سي العربية التي اغلقها مالكوها السعوديون بين ليلة وضحاها لرفضهم بثها لحلقة من برنامج "بانوراما" خصصته القناة للمنشق الاصولي السعودي محمد المسعري في 1996.

وبداهة، فان انعدام الحريات السياسية والحياة الديمقراطية في العالم العربي، وضخامة الرقابات الخارجية والداخلية وحتى الذاتية، وغياب التنافس المهني وحتى التجاري الفعلي، وشحة الكادر المتخصص المتحمس للعمل معها، واللطش السطحي الفرهودي لبرامج القنوات الغربية والذي يصل الى حد الاستنساخ الفج احيانا، اضافة الى ضعف استثمارات القطاع الخاص المحلي والأجنبي، هي الأسباب الرئيسية التي منعت وتمنع القنوات الفضائية العربية من التحرر ولو جزئيا من وصاية، كي لا نقول سيطرة الأنظمة العربية المشهورة بأكثريتها العظمى برفض الحريات الصحفية عندما يتعلق الامر بها وهذا يشمل قطر أيضا بداهة.

وتنقسم الفضائيات العربية الموجودة حاليا الى مجموعتين تبعا لأرادة المالك وليس لأي معيار آخر. الاولى تتمثل بالقنوات الرسمية او شبه الرسمية المملوكة للحكومات او القوى السياسية من جهة وهذه لسان حال أصحابها، والقنوات الاهلية او التجارية من جهة اخرى لكن هذه الاخيرة مملوكة في الغالب الى جهات لا مصلحة لها في استفزاز النخب الحاكمة كما لم يعرف لها اهتمام من قبل بقيم المجتمع المدني لا من بعيد ولا من قريب.

وهذا الامر يفسر "هرب" هذا الصنف من المحطات التلفزيونية العربية الى الاكثار من البرامج الترفيهية او القائمة على ربح جوائز مالية كبيرة والمترجمة هي الاخرى بدورها من قنوات امريكية واوروبية. ومن هنا تأتي ظاهرة الانتقادات الواسعة التي تتلقاها هذه القنوات من قبل كثيرين ومنهم كتاب وسياسيون يتهمونها بتولي مهمة "تبليد العقول"، بينما في الواقع لا تجد هذه المحطات خيارات اخرى نظرا لأن السياسة والثقافة والحب العذري هي موضوعات "ملغومة" بطبيعتها في نظر هيئات الرقابة في العالم العربي ومن هنا فهي محرمة علنا على الجميع خاصة اذا كانت رصينة.

ومهما يكن الامر، فان الحقيقة الجديدة الكبرى هي ان الزخم الايجابي العميق الذي صنعه نجاح الانتخابات العراقية طرح بقوة من جديد اهمية الدور الايجابي الذي يمكن ان تلعبه قناة فضائية عراقية واحدة على الاقل موجهة عربيا انما محفوفة بالصدق والنزعة الانسانية في كافة المجالات شريطة بالطبع ان يؤخذ بنظر الاعتبار الحقيقة الاكبر الاخرى وهي ان مشاهدي القنوات الاخبارية العربية ليسوا بالاسفنجة البيضاء انما ينتمون بمعظمهم الى الاوساط الثقافية الناضجة والواقعية وان كثيرين جدا منهم يتميزون بوعي سياسي متفتح ونقدي يجعلهم موضوعيا متفوقين في بعض الاحيان حتى على بعض صناع الاعلام انفسهم من العرب او سواهم ايضا.

ان الحاجة لقناة فضائية عراقية طليعية تغسل بصدقها الادمغة العربية وتديرها هيئة من ممثلين لنقابات الصحفيين والفنانين والكتاب والمحامين والمرأة هي اكثر من ماسة وعاجلة..
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد لطفل مبتور الأطراف يلهو على شاطئ دير البلح


.. الجيش الإسرائيلي يقتحم طوباس ويشتبك مع مقاومين في الضفة الغر




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لمنزل في حي الصبرة


.. مجلس الأمن يتبنى قرارا أميركيا لدعم مقترح بايدن بشأن غزة




.. الكنيست الإسرائيلي يصادق على تمرير قانون استمرار إعفاء المتد