الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو المشروع المرتقب للجنرال السيسي ؟

الحايل عبد الفتاح

2013 / 9 / 14
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ما هو المشروع المرتقب للجنرال السيسي ؟
السيسي الآن يخطط لمشروع جديد بعد مشروعه الإنقلابي العسكري. فما هو هذا المشروع الذي يزمع تنفيذه في الأيام والأسابيع أو الشهر المقبل ؟ سيسأل سائل، قبل معرفة نوايا السيسي : ما الدليل على أن السيسي يهيئ لمشروع سياسي آخر مرتقب؟ وكيف وصلنا إلى اختراق سترة أفكاره الظاهرة لننفذ لنواياه المستترة ؟
الجواب أو الأجوبة عن هذه الأسئلة هي كالتالي :
الدليل على تخطيط السيسي لمشروع آخر هو أنه الآن في فترة صمت مطبق ومخاض مرهق. فهو لحد الآن لم يطلب شيئا علنيا من المصريين كما عودنا على ذلك، ولم يدلي بأي تصريح رسمي علني لجمهوره المحب له وأغلبية الكارهين لوجوده. فسكوته ينم عن أنه لم ينتهي من بلوغ هدفه الأولي قبل بدئ الهدف أو المشروع التالي...
فالصمت الأسود الذي يرافق القمع المستمر للشعب المصري ينم أولا عن خيبة أمله في تحقيق ما خطط له سابقا؛ لكنه رغم ذلك مهيأ لتنفيذ مخطط مرتقب في الفترة القادمة من حكمه العسكري...
المقام ليس واسعا للنفاذ لمخططه التالي...فلنقل عبثا أنه يضع نفسه فوق كل مؤسسة وكل قانون وكل شخص...أي أنه يريد حكم مصر بطريقة معينة...
ولسوء حساباته وخيبة أمله في تحقيق مرنامجه العسكري الأول أن لدى المصريين يوم لا يمكنه أن يحدفه من أيام الأسبوع، ألا وهو يوم الجمعة. فهو اليوم الذي لا يستطيع بأي وسيلة أن يمنع الناس من الصلاة الجماعية وتواجد الناس بكثافة مقلقة ومخيفة ومخيبة للآمال...نعم، السيسي لا يدري ولا يدري أنه لا يتحكم في الزمن ولا في الثقافة الجماعية ولا في الدين كعنصر من مقومات الشعب المصري...فلو قدر له أن تحكم في الزمان لألغى يوم الجمعة وما يرافقها من صلاة ومظاهرات وتمرد وتنقيص في وزن مخططه...فهو بدل كل ما في وسعه لإغلاق المساجد الجامعة للحشود بتحديد المساجد الواجب الصلاة بها يوم الجمعة، كما أنه أقال كل الأئمة المناوئين لخطته وفرض الرقابة على الطلبة بالجامعات وأدخل بعضا من معارضيه للسجون وأقفل كل الإداعات التي لا تنصاع لرأيه وخطته وقتل أزيد من 6000 مصري...ورغم ذلك بقي يوم الجمعة كيوم الشؤم والسواد والتخوف...إنه يوم حرية الإعتقاد وحرية التعبير لدى كل المسلمين في بقاع العالم بأسره... وهو اليوم الذي لا يمكن بأي حال أن يمنع فيه السيسي الناس من الصلاة جماعة والخروج بمضاهرات ضده...إنه يوم مكروه بالنسبة له وجماعته وإخوانه من الإرهابيين العسكريين...
بعد يوم الجمعة يبدأ تدبير الشأن العام بمصر كما كان عليه الأسبوع الماضي : مظاهرات متفرقة ومتشتتة هنا وهناك، وإرهابيون يجب قتلهم ومعارضون يجب سجنهم..لكن الوقت ليس في صالحه؛ فأعداؤه يتنظمون في تكتلات تشتد يوما بعد يوم بطريقة أو أخرى...
أف منك يا سيدي السيسي فأنت غبي إلى حد لا يطاق. لكن كب على يقين ثام من أنك لن تعاب على عدم تمكنك من السيطرة على الوضع الراهن بمصر، لأن عدد أعداء الثورة المضادة كثيرون ومتواجدون بكل مكان، والإرهابيون مستترون ومقيمون بكل مكان، والجيش أصبح في عمل شاق لا ينقضي وقمع لا يفيد في إخماد كل الأصوات...
السيسي لا يجرؤ على البوح بهذه المعطيات. لا يريد أن يظهر انهزما أمام تدهور الأمن القومي والنظام العام وتدمر الإقتصاد الوطني...لماذا ؟ لأنه كلما فهم أعداؤه بأنه خفق في سيره العسكري القمعي إلا وازدادت شجاعتهم ووقاحتهم القانونية ...لأنهم في عمل سياسي مستمر ومقتنعون بأنهم على حق...
ورغم كل هذا الضيق والألم والإنحسار الذي ينتابه، ففكر السيسي مركز على إخماد ما أشعله من نار. وفوق ذلك فهو مصمم على السير إلى أبعد نقطة ليصل بوعي أو بدونه لهذفه المتوقع والمبرمج...
أما هذفه من كل هذا الإنقلاب فسيأتي الحديث عنه آجلا أم عاجلا...
أما موضوعنا الحالي فهو ملاحظة أن السيسي في صمت مقلق ومرعب...فمنذ أن طلب من الشعب منحه رخصة التصدي للإرهاب، أي المسلمين السياسيين، لم يحرك ساكنا ولم يصرح بأي جملة تعبر عن مخططه التالي...
مخططه التالي ؟
فعلا فللسيسي مخطط محدد ومعين لا يفقه كنهه إلا من درس أو تفقه في علم النفس السياسي...علم النفس السياسي هو العلم بنوايا المقرر في جماعة سياسية متحكم فيها...
باختصار شديد جدا، فالسيسي يود أن ينتقل للبرنامج التالي من مخططه، لكن الأحداث لا تسير كما كما توقع...الوضع أصبح لا يتحكم فيه كما كان متوقعا. ومن ثم فهو يجتهد جاهدا في تفعيل أشد الخطط لتنفيذ نواياه الأولية قبل الإنتقال لمخطط التالي...
فعلا، السيسي له نوايا أولية ومأجلة، نوايا واضحة ومبهمة آنية ومستقبلية ظاهرة وباطنة...
فيماذا يفكر السيسي حين يقعد وحيدا بمكتبه ؟ هل هو قادر على القول بأن خطته الأولية فشلت ؟ لا. هل يمكنه أن يقول أن من يعتمد عليهم قد وفوا أوامره وتعاليمه ؟ لا.
السيسي في موقف لا يحسد عليه. اقبح الدكتاتوريين عبر التاريخ في العالم لم يجدوا أنفسهم في موقع السيسي. السيسي يواجه حالة غير مسبوقة...ماذا وقع للسيسي ؟
السيسي في وضع غير مريح. السيسي يتمنى لو لم يبدأ مخططه الأولي...لو خيره الغير بين وضعه السابق لثورة 25 يناير وما بعد 03 يوليوز لاختار البقاء تحت أوامر محمد مرسي...فمن يحكم لا كمن يحكم...ومن هو في موقع القرار ليس كمن هو في المعارضة. من يقتحم موقع القرار في محنة لا تتصور...من الصعب حتى على الدكتاتور أن يعيش كباقي الناس ...غالبة الشعب لا تدري ما يعانيه السيسي من موقعه كمقرر أوحد ورب الكلمة الأولى والأخيرة...فهو مسكين حقير لا يدري حتى مخرج فعله العسكري الإنقلابي...
الدخول في انقلاب أسهل من الخروج منه...اسأل من فكر ونفذ انقلابا لفهم فكر السيسي المنقلب...السيسي رجب بائس ومسكين وفوق ذلك محرج وبدون مخرج...
السيسي في محنة لا تتصور. فهو الآن في وضع نفسي ممرض وفي حرج لا يمكن تصوره...فهو المسؤول عن تموقعه. وهو الذي وضع شخصه في مأزق لن يخرج منه بدون جروح وكسور ومرض معدي بل مميت...
إذا كان السيسي رجلا سياسيا متوازنا لتمكن من الإجابة بوضوح عن الأسئلة التالية : هل من المعقول والمقبول أن أقمع الناس بهذا الشكل الغريب بدون أن يردوا علي؟ هل أنا محق في أن أقمع من صوتوا بالأغلبية الديمقراطية على محمد مرسي؟ هل الأغلبة التي حملت محمد مرسي قابلة بالقوة أن تخضع لإرادتي وقوتي العسكرية ؟ ما مآل مصر بعد 03 07 2013 ؟
فلا السيسي ولا غيره يمكنه أن يجيب عن هذه الأسئلة الحرجة بدون أن يكون في ريبة وشك من موقفه وإجابته...مصر لن تخمد بدون تصحيح الماضي، أبى من أبى وكره من كره...
لكن السيسي لا يستطيع بجمجمته العسكرية أن يطرح هذه الأسئلة ولا حتى أن تخطر بباله هو ومن حوله من شردمة المتسولين والمنقلبين المدنيين...فهو، وهم، في غفلة من هذه الأسئلة. وإن أجاب عنها السيسي أو غيره فهو يجد في نفسه أجوبة غير مقنعة...
ومن ثم فالسيسي صامت وغاضب وقلق على ما سيأتي...لا يعرف كيف يتقدم في مشروعه الماضي رغم أن مشروعه المستقبلي مهيأ للتنفيذ...فلو تجرأ لتنفيذ مخطط أو برنامج آخر فهو سيعمق الجرح وسيزيد من تشتيت المصريين...بل أنه قد يخسر المسفقين على وقاحته...
السيسي رجل شقي بأفكاره وأفكار من يحيطون به من المستفيدين والمتملقين...
الوقت ما يزال في صالح السيسي لينسحب أو ليتراجع بعض الشيء عن موقفه الماضي وليرمم مشروعه الآتي...لكنه لا يفقه في السياسة إلا قوة السلاح والتركيع لمن يخالفه الرأي...وهذا هو مشكله النفسي وعقدة أفكاره المسلسلة والمقيدة...
السيسي سينصرف بعد سنة أو عشرون سنة أو أكثر، وسيبقى الشعب هو هو كما هو. السيسي لن يستطيع أن يهزم التاريخ في قهقرته ولا صيرورة المجتمع ولا التطور الحتمي لأفكار الناس...السيسي بدأ بالغلط وسينتهي بالغلط...أقام حكمه بدبابة على باطل وما سيأتي من قراراته باطل...وما بني على باطل فهو باطل...
السيسي سيصبح مجنونا أو معتوها إن لم يحقق مشروعه...اتركوه في موقعه المزري الحرج، فسترون ما لا لم تتوقعوه. فهو في أحسن الظروف سيتنحى عن موقعه حين لن يستطيع التحكم في موقعه وموقع الآخرين...اتركوه يقمع، اتروك يفعل ما يشاء، وامضوا أيها المصريون الديمقراطيون الأحرار إلى ما أنتم ماضون إليه...فالتاريخ سينصفكم منه...الزمان والمكان والشعب أقوى من كل خطة سياسية أو انقلابية...أو خدعة تاريخية...
الحايل عبد الفتاح، بالرباط، 13 09 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مالك والسيسي؟
محمد بن عبدالله ( 2013 / 9 / 14 - 16:27 )
تتوهم ان السيسي هو الذي يحكم فتختلق النظريات والكلام الفاضي

السيسي طلب تفويضا لاقالة عصابة الاخوان فأوفى بوعده ثم تنحى تماما عن الحكم وسلم مقاليد الامور إلى حكومة مدنية محترمة ولجان تكتب دستورا نظيفا خلافا للنفايات التي طفحها لنا العرياني والغرياني

لمصر رئيس جمهورية وحكومة ووزراء جلهم من محترمين المحترفين فإليهم وجه اسئلتك يا سيد الحابل

اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة