الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين علم فلسطين

محمد أيوب

2005 / 5 / 21
القضية الفلسطينية


يلح علي هذا السؤال منذ فترة طويلة ، فكلما سرت في شوارع المدينة التي كتب علي القدر أن أعيش فيها بعد أن طردنا من بيوتنا سنة 1948 م ، وفي بقية مدن وقرى قطاع غزة ، تلفت نظري ظاهرة غريبة ، هذه الظاهرة هي انتشار غابات من الأعلام متعددة الأشكال والألوان ، فقد أصبح لكل تنظيم فلسطيني علمه الخاص ، بل إن بعض التنظيمات لها أكثر من علم ، وقد أصبحت التنظيمات تتبارى في تعليق أعلامها على أعمدة التليفون والكهرباء ، أعلام خضراء و صفراء وزرقاء وحمراء وبيضاء وسوداء ، ولا يكاد الناظر يرى بين هذه الأعلام علم فلسطين الذي ضحى شباب عديدون من أجل رفعه على سارية هنا أو عمود هناك ، أو حتى فوق موقع عسكري إسرائيلي أو دبابة إسرائيلية ، كان الشباب يموتون من أجل أن يرتفع علم فلسطين خفاقا إلى السماء ، علم فلسطين الذي طالما أنشدنا له الأناشيد وتغنينا به يتوارى اليوم خجلا وسط غابة أعلام الفصائل والأحزاب ، ترى هل ما يحدث دليل توحد أبناء الشعب الواحدأم أنه دليل فرقة وتشتت ؟!! أليس العلم الفلسطيني الذي يحمل ألوان العلم العربي الأربعة يمثلنا جميعا ، قد يرد البعض بأن التمايز ضروري في ظروف المقاومة ! ولكني أعتقد أن التمايز قديما كان مطلوبا حتى تتنافس القبائل العربية في مجال الاستبسال في مقاتلة العدو ، كان المنادي ينادي : تمايزوا يا قوم ، من أجل ألا يختلط الحابل بالنابل وحتى يعرف كل فريق من الفريقين المتحاربين عناصره وأفراده فلا يختلط الأمر ، أم أن القبيلة ما زالت تعشش في عقلنا الباطن ، وأن البدوي القديم يعيش داخل كل منا ، ولكنا من باب التجمل أجرينا تعديلا طفيفا على النزعة القبلية لدينا فمزجناها بالسياسة وحولنا تنظيماتنا إلى قبائل سياسية تجمع بين كل قبيلة منها رابطة التنظيم بدلا من رابطة الدم ؛ مما يعطي الفرصة لبعض الانتهازيين أن يغادروا القبيلة السياسية إن تضاربت مصالحهم معها على العكس من قبيلة الدم التي لا يستطيع الفرد الخروج عنها ، نحن شعب في أمس الحاجة إلى التوحد والالتفاف حول برنامج مشارك يجمعنا ولا يفرقنا ، نحن في حاجة إلى أن نعيد الاعتبار إلى علمنا العربي وألا نرفع أي علم غيره لندلل على أننا شعب واحد متمسك بحقه في الحياة ، هذا العلم يجب أن يرفرف عاليا نستظل به ونعتز به ونردد قول الشاعر فيه :
بيض صنائعنا خضر مرابعنـا
سـود وقائعنــا حمر مواضينا
أو كما يقول النشيد الفلسطيني الذي رضعناه في طفولتنا :
يا علمي ياعلم يا علم العرب اشرق " وتنطق اشرقي " واخفق " واخفقي " في الأفق " الأفقي " الأزق " الأزرقي "
يا نسيج الأمهات في الليالي الحالكات
كلنا نفديك كل خيط فيك
دمعة من جفنهن بسمة من ثغرهن
يا علمي يا علم
من دماء الشهدا من جراح الأبريا
عشت للمجد سما
يا علمي يا علم
ترى هل ضاع منا علم فلسطين ، أم أننا نريد أن نضيعه وأن نضيع الوطن معه ، وأن نستبدله بأعلام لن تغنينا ولن تمنعنا من التعلق بعلمنا العربي بألوانه الأربعة ، أقول لكل إخواني في تياراتهم المتعددة : حرام عليكم ، أعيدوا لعلمنا العربي الفلسطيني اعتباره ، أم أنكم ترون انه شاخ كما يشيخ الآباء فيتركهم العاقون من أبنائهم لينكمشوا في زوايا النسيان والإهمال ، هذا العلم يستحق التكريم لأنه يحمل ألوان العلم العربي الذي يربط أبناء العروبة جميعا ببعضهم ولا يربط أبناء فلسطين فقط ، ولأنه يرمز إلى تاريخ عريق من الكفاح على دروب الحرية والاستقلال ، أتمنى أن أعيش حتى أرى علم فلسطين عزيزا خفاقا فوق دولة حرة وشعب حر محفوظ الكرامة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على