الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان وإسرائيل

رفعت السعيد

2013 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية



ثمة حكمة إغريقية تقول «كى تعرف الآخرين ابحث عن رأى خصمك فيه»، وإذا كان الآخر هو جماعة الإخوان وجماعات التأسلم السياسى عموماً فإن العدو هو إسرائيل. والآن نترك جانباً كل ما ارتكبه حكم المرشد من جرائم وانتهاكات وأخونة وما ارتكبه المتأسلمون من جرائم وحشية فى سيناء ورابعة والنهضة ورمسيس والأزبكية وكرداسة وعشرات المدن والقرى ونترك حرق الكنائس وأقسام الشرطة ونتناسى وحشية الشعارات والأفعال.. ونتأمل رأى إسرائيل فيهم.

لعل البعض يعرفهم حقاً أكثر. وكعادة إسرائيل لا تصدر أحكامها ومواقفها فوراً بل تتأنى وتتدبر ثم تعلن موقفها. وعلى غير المعتاد كان رد الفعل الإسرائيلى متعجلاً. فبعد يومين فقط من الإطاحة بمرسى أعلن وزير الأمن الإسرائيلى يتسحاق أهرونوفتش حزنه العميق على مرسى قائلاً «علينا قول الحقيقة بشكل مباشر، فمع مرسى ربطت أوساط استخباراتية إسرائيلية علاقات وثيقة بالحكم وعلاقات شخصية جيدة بمرسى».

ونشرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أنه بالرغم من تعليمات نتنياهو بالصمت إزاء قرار إبعاد مرسى فإن الكثيرين لم يطيقوا صبراً إزاء تلاحق الأحداث، والملايين التى تحركت ضد حكم الإخوان، والخوف على أمن الحدود كل ذلك تغلب على قرار الصمت. وحتى نتنياهو نفسه لم يطق صبراً فأطلق تصريحاً ملغوماً يمكن فهمه على أكثر من وجه فصرح فى 5/7 «ما يحدث اليوم يثبت أن إسرائيل ستبقى واحة الديمقراطية والاستقرار فى المنطقة». ثم إن الصحف والمسؤولين الإسرائيليين تباروا فى تصريحات غاضبة تصب فى صالح الإخوان.. ونقرأ: الصحفى بن درور كتب فى 3/7 فى صحيفة معاريف «يمكن أن نطلق على الإطاحة بمرسى أسماء كثيرة لكن ليس من بينها الديمقراطية.

فعندما تخرج الجماهير إلى الميادين وتتسبب فى الإطاحة برئيس منتخب فهذه ليست ديمقراطية. وعندما يصل الجيش إلى القصر الرئاسى ويطيح بالرئيس فهذه ليست ديمقراطية. والحقيقة أن الإخوان لم يأخذوا فرصتهم، صحيح أنهم لم يحققوا شيئاً لصالح الشعب لكن عاماً واحداً ليس زمناً كافياً لتحقيق شىء ولا زمناً كافياً للإطاحة بهم».

وفى اليوم التالى تنشر ذات الجريدة «ليس سراً أن التنسيق والتعاون العسكرى بين إسرائيل ومصر قد تعزز تحت حكم الإخوان، وقد أدى مرسى دوراً مهماً فى وقف هجمات حماس»، أما صحيفة هاآرتس فقد كتبت تحت عنوان «لماذا تشتاق إسرائيل لمرسى؟» وأوردت عدة أسباب منها 1

- برئاسة مرسى أكد الإخوان مصادقتهم على كامب ديفيد وتحسنت العلاقة الأمنية بين البلدين

2- فى ظل مرسى شنت إسرائيل دون ممانعة منه عملية عمود السحاب. وتم بعدها إسكات عمليات حماس. أما جريدة إسرائيل اليوم فقد نشرت مقالاً ليوآف ليمور يقول :«تميزت إدارة مرسى بالحزم مع حماس والإرهابيين بما خدم المصالح الإسرائيلية. وتنامت علاقات عمل وثيقة وتعاون استراتيجى تحت السطح» وفى يديعوت 4/7 كتب تسفى مزال: «أدرك الجيش والمعارضة حقيقة أن عاماً إضافياً من حكم مرسى سيجعل من المستحيل إسقاطه» وفى يديعوت أيضاً 6/7 كتب إليكس فيشمان: «رغم سلبية إبعاد مرسى فإن إبعاده قد ترك حماس يتيمة» كذلك أدرك بوعز سموت فى مقال بإسرائيل اليوم خطورة إبعاد مرسى على مشروع التسوية الأمريكى قائلاً «أوباما يعيش فى كوكب آخر ويحلم بتسوية فى ظل هذا التغيير الدرامى فى مصر»، وفى معاريف كتب مردخاى كيدار: «ما حدث ليس فى مصلحتنا».. وبينما تتواصل البكائيات الإسرائيلية على حكم الإخوان المنهار، تتواصل المخاوف الإسرائيلية من نهوض مصر بما يقيم دولة مدنية ديمقراطية قادرة على التقدم والاستقرار وعلى الحفاظ على إرادتها المستقلة.

.. والآن هل منحتنا الحكمة الإغريقية القدرة الحقيقية على فهم مغزى الإطاحة بحكم الإخوان الذى أغضب الإسرائيليين وأفزعهم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تخاريف... أتعتبر كلام اسرائيل حجة؟
عبد الله اغونان ( 2013 / 9 / 14 - 09:25 )
لو تبنينا هذا المنهج فكل من يعارض الانقلابيين هو مؤيد ومدعم من اسرائيل
لاتهمنا التصريحات يهمنا ما يقع على الأرض
منذ القديم معروف من كان يطالب بتقبل اسرائيل حتى في أبواق شعراء عرب اسرائيل
ومن يساريين وشيوعيين الى اتفاق الاستسلام
تبررون خيبتكم ومساندتكم الانقلابيين الجيش لايجرؤ أبدا على القيام بما يضر مصالح اسرائيل بل هناك تنسيق بينهما .وأقوال الاسرائيليين في مدح وتوجيه الانقلاب لاتحصى
العسكر وكل الحاقدين الان في عنق الزجاجة
كما تدين تدان


2 - لا يهمَنا من يعادي إسرائيل!
ناصر حمدان ( 2013 / 9 / 14 - 10:37 )
المشكلة ليست في من هو أقل عداءاً لإسرائيل أنتم أم الأخوان..المشكلة هي في هذا المنطق المتخَلف نفسه الذي أضاع علينا عقوداً طويلة وتسبب في تعطيل التنمية وغياب الديمقراطية في بلداننا، والحجة دائماً هي مواجهة إسرائيل أو المقاومة.. هذا الهوس المرضي واختصار السياسة بل والحياة كلها في جزئية العداء مع إسرائيل هو المشكلة الفعلَية..كل الأنظمة القمعية والطغاة والحركات الإرهابية في بلداننا منذ أكثر من ستين عاماً عزفت على هذه النغمة المشروخة -المواجهة والمقاومة- حتى وهي ترتكب المجازر ضد شعوبها..فلم يأت لنا هذا المنطق والهوس سوى بالفقر والقهر والتخلف والإرهاب، ولم تخسر إسرائيل شيئاً في المقابل..أنا أعارض (الإخوان) لأنهم حركة دينية فاشية وليس بسبب موقفهم من إسرائيل أو أمريكا أياً كان.. حياتنا أهم وكفاكم تخلفاً!


3 - تعليق الأستاذ ناصر حمدان
محمد بن عبدالله ( 2013 / 9 / 14 - 16:09 )
جاء الأستاذ ناصر حمدان بكل ما وددت كتابته...كل الشكر له

بدأ بهذه السخافة التى جاءت كما إدعي في بعض كتب الإغريق هذه ال((حكمة)) (!!) التي تقول «كى تعرف الآخرين ابحث عن رأى خصمك فيه» فهذا كلام خاطئ سخيف متناقض تماما مع كل منطق..

أنا متضامن تماما مع كراهية الأستاذ ناصر للاخوان المجرمين ولفكرهم الظلامي القذر لكن رأي اسرائيل لا دخل له في حكمي

ثانيا وكما كتب الأستاذ ناصر حمدان...دعونا قليلا من نغمة اسرائيل الخائبة التي ركبها المأفون عبد الناصر ومعه كل دكتاتورياتنا المجرمة
لنترك اسرائيل تعيش في تقدمها الحضاري والعلمي وننظر قليلا إلى خيبتنا القوية

اضاع المهاويس أجيالا في البغض والكراهية بدلا من الانصراف إلى الحد من التكاثر الحشري لبناء الانسان المتحضر المحترم فما نعيشه اليوم من كوارث نتيجة مباشرة لسياسات الحروب والكراهية
ابحثوا عن السلام الحقيقي الكامل في المنطقة مهما كلف من تضحيات لا السلام مع وقف التنفيذ باللؤم الفلاحي فدونه الفناء التام لرافضي التحضر


4 - الاخ ناصر حمدان والاخ محمد بن عبدالله
دكتور سعيد غنيم ( 2013 / 9 / 15 - 02:05 )
تحية وتقدير واعجاب . لقد قلتما مااود قوله

اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش