الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- بيوت الله للعبادة لا للسياسة -

سندس سالم النجار

2013 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


" بيوت الله للعبادة لا للسياسة "




لا يختلف منا اثنان على ان ، كل دور العبادة لمختلف الاديان والملل والطوائف هي مكان للتعبد فقط ..
لا شك ان موضوعتي هذه ، تطرح تساؤلا في غاية الاهمية وتعلقها بالتحديات المقلقة خاصة ونحن في زمن ينقسم فيه القوم الى فئتين : فئة تلعب على وتر الدين واخرى على وتر السياسة . .

ولاشك ان السياسة بمفهومها الجوهري ، هي تسيير شؤون الدولة العامة الداخلية والخارجية عبر دستور يحمل بين طياته قوانينا وثوابت شأنها تنظيم العلاقات بين الافراد والجماعات والمجتمعات . وهذا يعني ضرورة الخضوع لتلبية تلك القوانين وتطبيقها كما هي ، ليس الا ّ ، اذ يكافأ الملتزم والمحترِم لها ، ويعاقب المخل ُّ والخارج عنها ، والاخلال بها ، خرق يضع مخالفُه في خانة الاخلال بتعاليم الدين والدستور ، والصمت عنها يضع حارسيها امام شرع الله في الدنيا والاخرة .. .
وكما هو متاح تعديل او اصلاح تلك القوانين او بعضها وفقا لمستجدات الظروف والاحوال والناس ، وسعيا لخلق المنفعة والخدمةالعامة وابعاد ماهوغير نافع او ضار . وخلاصة هذا كله يعني اقامة ((( العدل الذي هو اساس الملك ))) ..
..
من طرف اخر ~ ان مفهوم الدين يعني ، التعبد لله بالقول والفعل ، والدين اي ( الدينونة ) يعني الخضوع والركوع لله تعالى فيكون المتدين محبا له وخاضعا لقوانينه في افعاله واقواله وعلاقاته مع ذاته ونفسه ومع الاخرين .

تقول الآية الكريمة 18 ( من سورة الجن) التي تنص على (( وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا )) .

ان خلاصة قولي مما سبق ذكره اعلاه ، هوانضمام صوتي لمن سبقني من زملائي الكتاب بخصوص هذا الموضوع الهام وهو : كيف يتحول بيت لالش وبيت شرفدين المقدسين الى مكان للترويج السياسي والدعاية الحزبية ؟ .

هنا حقيقةٌ ثابتة ٌ ، ان بيت لالش او شرفدين ، عبارة عن رموزايزيدية دينية وارض للعبادة والارتقاء الروحي والطمأنينة النفسية واصلاح ذات البين ..

" في الكويت تم ايقاف احد الخطباء لسبب تجاوزه ميثاق المسجد الذي يقضي بمنع الخطباء من اقحام المنابر في الامور السياسية الداخلية والخارجية "
وفي الرياض " تم توقيف امام سعودي دعا في خطبة الجمعة على وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي وبشار الاسد ، بقولة ( اللهم اجتث ْ بشار والسيسي ) ، بعدها تدخل احد المصلين واشتبك معه في عراك . "

وخلاصة القول ~ انه لأنحراف خطير عن المهام الاساسية والاهداف السامية لبيوت الله ، لتوظيف تلك الاماكن المقدسة لغير ما اعدت له ، وضرورة النأي بها عن التجاذب الحزبي او السياسي مهما كان وبشكل عام . واعتمادها الاستقامة والاستقلالية والمصداقية والعلم ..
فبامكان الجهات الحزبية ان تجوب جميع المناطق التي يقطنها الكرد الايزيديون من قرى وارياف واقضية للترويج السياسي فهناك صالات في المدارس او نوادٍ اهلية او استأجار صالات خاصة لهذا الغرض ..

بيوت الله خلقت لنشر الخطب والقيم والمبادئ الدينية المستنيرة ، وهي فضاء رحب لنشر القيم الانسانية واحترام حق الاختلاف . اضافة الى تدارس شؤون القوم ولا بأس من التباحث في مشكلاتهم وما يواجهونه من تحديات ومخاطر ...
انها ذات المكان الذي ينبغي تحييدها عن السياسة والدعايات الحزبية ، ويجب تركها في مسارها الصحيح فهي الدعوة للكلمة الموحدة والارشاد والمواعظ الدينية والاخلاقية والانسانية بعيدا كل البعد عن المزايدات السياسية والمصالح الحزبية .
وهنا بيت القصيد كما يقال هو " ندائي ودعوتي" :

اولا / لحكومة الاقليم الموقرة ~
ثانيا / لسمو الامير تحسين بك المحترم ، امير الايزيدية في العراق والعالم ~
ثالثا / للمجلس الروحاني الايزيدي الموقر وعلى راسهم سماحة البابا شيخ المحترم ~
رابعا / لكل العقلاء واصحاب الحس الانساني اقول :

لو اطلعنا على مسودة دستور الاقليم ( كردستان ) ~ من
الباب الثاني : الحقوق الاساسية ، المادة ( 19 ) من الفصل الاول : الكرامه والحياة والحرية .
الفقرة ( 9 ) :
لوجدنا "
((( تاسعاً: لا إكراه في الدی-;-ن، ولكل شخص الحق في حری-;-ة الدی-;-ن والعقی-;-دة والفكر والضمی-;-ر، وتكفل حكومة الإقلی-;-م ضمان حری-;-ة المسلمی-;-ن والمسی-;-حی-;-ی-;-ن والإی-;-زدی-;-ی-;-ن وغی-;-رهم في ممارسة عباداتهم وشعائرهم وطقوس دی-;-اناتهم دونما تعرض، وضمان حرمة الجوامع والمساجد والكنائس ودور العبادة، ولصون حرمتها وقدسی-;-ة رسالتها ی-;-حظر اتخاذ الجوامع أو المساجد أو الكنائس ودور العبادة ساحة لممارسة النشاط الحزبي أو السی-;-اسي ))) ... انتهى الاقتباس ....

أكد علماء الشريعة الإسلامية رفضهم التام لاستخدام دور العبادة في غير الغرض الذي خصصت من أجله وهو تأدية مناسك الصلاة والعبادة.
إن هذه الأماكن بما فيها بيت لالش ، المساجد والكنائس وجميع بيوت الله المقدسة ، وجِدت لأداء ما امرت به الأديان وفقاً لمعتقداتها وأوامرها ، وأن لها بهذه المثابة ، حرمتها التي يجب صونها والحفاظ عليها حتي تؤدي رسالتها المقدسة كمراكز إشعاع ديني ومنارات هداية وإرشاد لأنها جُعلت للعبادة وللعلم المحترم الموقر، فهي صاحبة رسالة إلهية ولا يمكن تجاهل دورها تحت أي مسمى وإنما تلك الترويجات السياسية واعتلاء المنبر للدعاية الحزبية اي كان ، لا تهدف إلا إلى ضيقة واللامبالاة بحرمة الدستور وفي مقدمته استراتيجية الديمقراطية ، وتغاضي الطرف عنها يسقط هيبتها ويزيل قدسيتها واحترامها في نفوس الخلق .. .

وبهذا ادعو وارجو جميع المنادون ~ باحترام بيوت الله من رموز الله على الارض ،، بعدم اختراق قدسية وانتهاك حرماتها واستغلالها لتحقيق مآربا شخصية ، وأن ذلك محرم شرعاً وإثم عظيم لذات الله ترفضه كل الأديان والشرائع السماوية ، واجمع على تأييد لإصدار تشريع من شأنه منع استخدام جميع دور العبادة في الأغراض الدنيوية ...

سندس سالم النجار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟