الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية الأمن القومي الإسرائيلي

جاك جوزيف أوسي

2013 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تقوم نظرية الأمن القومي الإسرائيلي على اعتبارين رئيسين:
الأول، ويقول أن إسرائيل جزيرة صغيرة وسط محيط عربي وإسلامي واسع، الأمر الذي سيؤدي بالضرورة إلى اختلال في التوازن السكاني لغير صالح الكيان الإسرائيلي.
الثاني، ويتنبأ بأن الموقف الدولي ليس مضموناً في موازينه لأنها متحركة غير ثابتة أو مستقرة، فالعداوات تنشأ والتحالفات تتغير عندما تتبدل مصالح الدول. ففي البدايات اعتمدت إسرائيل على بريطانيا العظمى ولكن شمس الامبراطورية غربت، فحاول الإسرائيليون الاعتماد على القوة الفرنسية ولكن العزيمة الفرنسية فترت، ثم كان اعتماد تل أبيب على قوة واشنطن التي لا تزال عاتية ولكنها في أزمة منتصف العمر، فقد أصبحت قوة هوائية المزاج مفتوحة على ضغوط شتى ومتعرضة لضغوط ومؤثرات متناقضة ومتعارضة داخلية وخارجية.
ومن هذين الاعتبارين نستطيع أن نستشرف الأسس النظرية التي تُبنى عليها نظرية الأمن القوي الإسرائيلي، وهي:
1- لابد أن يكون لإسرائيل التفوق العسكري الساحق الذي يمكنها من حسم أي صراع والقضاء على أي تهديد ضدها في أسرع وقت ممكن وبأقل عدد ممكن من الإصابات .. وهذا الحسم يجب أن يتم في ساعات أو أيام قليلة ويجب تجنّب الدخول في حرب استنزاف لتكلفتها الباهظة على تل أبيب.
2- يتطلب هذا الأمر أن يكون لدى إسرائيل جيش (لا يجب أن يُسمح له بالهزيمة) مهما كانت الأسباب والظروف، ويجب أن يُثبت دائماً أنه أقوى من كل الجيوش العربية المحيطة بإسرائيل مجتمعة، يُركّز قوته عليها واحداً واحداً، يفرغ من الجبهة الأولى في ساعات قليلة لينتقل إلى الجبهة الثانية، وهكذا ...
3- يجب أن يأخذ الجيش الإسرائيلي زمام المبادرة دائماً وذلك بنقل مسرح العمليات العسكرية منذ ساعات الصراع الأولى إلى أرض العدو – الأرض العربية المحيطة بإسرائيل – لأن العمق الإسرائيلي الضيق لا يسمح بحرية المناورة الواسعة التي تفرضها طبيعة الحرب الحديثة ولأن الاقتصاد الإسرائيلي لا يستطيع تحمل الضربات العسكرية التي ستُوجّه إلية والتي سينتج عنها دمار وخراب كبيرين.
4- إن أي حرب ستنشب يجب أن تكون سريعة وخاطفة لأن الموارد البشرية والاقتصادية الإسرائيلية لا يمكنها تحّمل حرب طويلة الأمد ستؤدي بالضرورة إلى نزيف بشري ودمار في البنية التحتية الإسرائيلية وما يرافق ذلك من نزيف اقتصادي قد لا تتحمله خزينة الكيان الصهيوني لفترة طويلة. فعندما تُعلن إسرائيل التعبئة العامة فإن أكثر من نصف قوتها العاملة ستُصيح تحت السلاح الأمر الذي سيؤدي إلى تعطيل نصف الطاقة الإنتاجية في إسرائيل.
5- مما سبق يفرض على إسرائيل مواجهة "الكم الهائل العربي" "بالكيف المنتقى الإسرائيلي". لذلك يجب عليها أن تواصل باستمرار تطوير وتدعيم هذا الكيف البشري عن طريق تشجيع هجرة اليهود من البلاد المتقدمة علمياً، وتوجيه جزء كبير من مواردها لمراكز الأبحاث العلمية والتكنولوجية. وفي الوقت نفسه عليها العمل على دفه "الكم العربي" وراء أسوار التخلف، وأن لا تسمح له تحت أي ظرف من الظروف من أن يحول هذا الكم إلى صفة الكيف، وتحول من فاعل في التاريخ إلى مفعول به على مسرح الأحداث السياسية العالمية.
6- يجب دائماً وجود صديق دولي كبير يساند إسرائيل ويدعمها بدون تردد ويمدها بمبررات وجودها. فبن غوريون لم يشارك في عدوان 1956 على مصر إلا بعد أن أخذ تعهداً مكتوباً وموقعاً من بريطانيا العظمى وفرنسا بأنهما سوف تدخلان الحرب خلف إسرائيل بست وثلاثين ساعة. وحين ذهب ديان إلى مقابلة دافيد بن غوريون في مستعمرة سد بوكر قبل عدوان 1967 ليقول له أن إسرائيل قررت مهاجمة الدول العربية، كان سؤال بن غوريون الأول والأخير: "هل الولايات المتحدة معكن ... إن كانت معكم فادخلوا الحرب ... وإن لم تكن معكم فانتظروا فرصة أخرى!". وفي حرب تموز 2006 لم يدخل الإسرائيليون القتال إلى بعد أن ضمنوا الغطاء السياسي من الغرب ومن ما أصبح يُعرف بمحور الاعتدال العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا