الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شقي العراق و نهايته المذلة المخزية !!!

عبدالسلام سامي محمد

2013 / 9 / 15
الادب والفن



هذه القصة القصيرة ماءخوذة من الاستاذ بريسك , جيراني القديم و اخي العزيز و القدير , جدير ذكره انه توجه مع اهله و ذويه الى مدينة الموصل , ليقيم و يدرس و يتعلم فيها و ليتخرج من جامعة الزراعة و ليعود و يعمل ثانية كمدرس ناجح و مبدع في المعهد الزراعي في مدينة زاخو و لسنوات عديدة , و لحسن الحظ اءلتقينا به احدى المرات هنا في المانيا , ليحدثنا عن تجاربه الكثيرة و عن الكثير من المواضيع الشيقة و الاحداث التي عاشرها بنفسه اثناء اقامته الطويلة هناك , و كان من بين تلك المواضيع , هذه القصة الواقعية التي سردها لنا بنفسه , و التي ساءنقلها لكم مشكورا باءسلوبي البسيط المتواضع عسى ان تنال رضاكم و حسن اعجابكم ...في البداية اريد الاشارة الى ان مدينة الموصل العريقة و الممتدة جذورها في عمق التاريخ , و قبل ان تشتهر بشيء ما, فاءن شهرتها الكبيرة اءستمدت بالدرجة الاءولى من اءكلاتها الشهية الممتازة , و من جودة مطاعمها , و خاصة في طبخ و اعداد باجة الصباح الدسمة اللذيذة , و التي تدار غالبا من قبل اصحاب الكروش السمينة الضخمة الحاملة للدشاديش البيضاء العريضة ... و باءسماء شوارعها القديمة المعروفة كباب الطوب و الدواسة و السيرجخانة و كراج النقليات القديم الوحيد الملوث الفائح برائحة البول المركز و الكبريت المزعج النتن و الزبل المكدس ... و اءكلاتها الشهية المتنوعة من كبة حلب و كبة برغل و البيض على لحم بالعجين و حمص بطحينة و غيرها ... و بنصبها الظالم و نكاتها العنصرية المجحفة بحق الاكراد و مقولتها المعروفة ,,كغدي كغدي حمقة ,, او ,,اءلما يعغف يغقص يقول الاغض عوجا,, ... و باءحتكار و سيطرة شباب الكرد الفيلية و شباب عشيرة الكوي اصحاب الابدان القوية و الاجساد المدربة المعضلة على مهنة الحمالة و جمعهم لخبرة طويلة في هذا المجال و في كيفية حمل و ايصال المواد و السلع و البضائع الى الزبائن و المحلات التجارية , و في سرعة وضع و تفريغ حمولة لوريات البضائع الثقيلة من اءكياس السمنت و السكر و الملح الخشن و غير ذلك ... و بالبخل المفرط و الشديد و المبالغ فيه لاءهلها تجاه الجميع و تجاه انفسها بالذات , فلقد اصبح امرا طبيعيا ان تجد العائلة المصلاوية لا تصرف قرشا واحدا على ارواحها الرخيصة , فشعارها الاساسي في الحياة هو ,,القغش الاءبيض لليوم الاسود,, , و لا تستغرب ابدا , عندما ترى و تتلمس بنفسك , باءن افراد العائلة الواحدة تزين و تحلق لحاها و ذقونها و شعرها و شواربها بشفرة حلاقة واحدة و لمدة طويلة , و تحتفظ ببدلات اعراسها و تورثها لكثير من الاءجيال القادمة... كما ان اءحداث و معارك انقلاب شواف الدموية , و خطف الناس و ربطها و تعليقها على اغصان الاشجار و اعدامها على الاءعمدة الكهربائية , و التلاعب بجثثها من خلال جرها و سحلها في الشوارع العامة و وراء الدبابات و السيارات العسكرية المصفحة كل هذا زادتها من تلك الشهرة الكبيرة ... ناهيك عن تقاليدها الخاصة الموروثة و حكمها و اقوالها الفريدة المنقولة من جيل الى جيل كالعبارة المتوارثة و المعروفة ,,لو ملازم لو مو لازم,, او ,,سعدية نامي نامي طلع زوجكي حغامي ,, و كثير من المسائل و الامور التي تخص حياتهم الشاذة و تقاليدهم الفريدة الاخرى... اجل اضافة الى هذا السرد القصير لمدينة الموصل و اءهلها , فاءن هذه المدينة تمكنت من ان تتصدر و تتفوق على المدن العراقية من خلال ظاهرة اجتماعية قديمة اخرى , و هي سيطرة الاشقياء و مجاميعها على جميع الامور الحياتية العامة , و على كل صغيرة و كبيرة , و بروز اسماء لاءشقياء معروفين فيها , و من بين تلك الاءسماء اللامعة التي ستبقى خالدا ابد الدهر , ظهر اسم الشقي المخضرم الشرس ,,شكر ابو الكاز,, الشقي الذي كان يجهل تماما اي معنى لكلمة الخوف او الموت , ذلك الذي اءستمد لقبه الاخير من مهنته المتداولة في توزيع و بيع النفط , فكان هذا الجبروت يتزعم قمة هرم الاشقياء , الشقي المعروف بشجاعته الكبيرة , و قوته الخارقة و فوق الطبيعية , و جسارته اللامحدودة , و جمجمته الكبيرة المنقوشة بضربات القناني الزجاجية و البواري الحديدية , و هيكله الفولاذي الضخم , و وجهه المكسور في اكثر من جهة, و المخدوش بضربات السكاكين و الدال على ضخامة و بشاعة و خطورة و شراسة المعارك التي دارت و التي اشترك فيها شخصيا , الى جانب هيكله الفولاذي الضخم المتين , و الذي كان يقسم جسده العملاق الحامل لدشداشة بيضاء الى قسمين غير متناسقين , جراء ربطه القوي لحزام جلدي قديم و عريض , او جراء شده القوي لنطاق عسكري جلدي قديم من تحت سرته الكبيرة , او بالاحرى من تحت بطنه السمين الغليظ , غارسا و واضعا في احدى طرفيه لسكينة فولاذية قوية حادة , من النوع المستخدم في سوق القصابين , السكينة التي لطالما شهدت لها المعارك في شق البطون و قطع المصارين و بتر الاعضاء و الاطراف , و التي لطالما ادخلت و زرعت الرعب و الذعر في نفوس الاعداء , و في قلوب المتنافسين على ساحات الاءشقياء , و التي لطالما حسمت المعارك و النزاعات الدموية لصالحها , و التي ايضا لطالما اءمدته بالثقة الكبيرة في الدخول الفوري في النزاعات و المشاجرات , و اءمدته بالفخر و الاعتزاز الزائدين بالنفس... كان شكر ابو الكاز و مجموعته على اتصال دائم و مستمر ببعضهم البعض , و ما كان يمر يوما , دون ان يرى احد الاءشخاص نهايته التعيسة الماءساوية الحتمية اما على يديه , و اما على ايادي مجموعته الشرسة المعروفة , و التي كانت تمثل بحد ذاتها القاضي الصارم في تطبيق حكم القانون و الدستور في فترة الخمسينيات و الستينيات من القرن المنصرم لهذا البلد , و التي احكمت سيطرتها و قبضتها الفولاذية على كل مجريات الاحداث و الاءوضاع الاءمنية و الاجتماعية و الامور الحياتية لهذه المدينة الجميلة , و رغم نمو و تعالي شهرت المنتمين الى تلك المجموعة و التي ادخلت الرعب و الذعر في قلب كل مواطن , الا ان التعدي و التجاوز و التطاول على اموال و ممتلكات الاخرين كان بعيدا عن ديدنهم , بل العكس من ذلك فقد كانوا هم الاءكثر حفظا على الاءمن و الاءمان و اءكثر رعاية على حقوق و مصالح و حريات الاخرين , بل و الاءكثر التزاما و تطبيقا للعدل و العدالة و الرضوخ للقانون على ارض الواقع , حتى جعلتهم شهرتهم الكبيرة تلك , قيام الحكومة نفسها و من جانبها كل مرة بالتشاور و التفاوض معهم قبل البدء في البحث عن الاشخاص المطلوبين لديها قضائيا , فما كان باءمكان رجل الشرطي ان ينفذ اي امر اءلقاء القبض الصادر من طرف الحكومة على اي شخص كان , ما لم يتم قبل ذلك استشارة و مراجعة و مشاورة شكر ابو الكاز و جماعته , بغية السماح له و تزويده بالرخصة المطلوبة في التحرك لاءتخاذ الاءجراءات القانونية اللازمة ( يا شباب و الله هذا العدل قريب حقا من العدل الالهي !!! , و بالله اساءلكم يا جماعة !! كم نحن بحاجة ماسة الى اشخاص مثل شكر ابو الكاز و جماعته لتطبيق القانون و العدالة و محاربة ظاهرة الفساد المالي و الاخلاقي المستشري في بلادنا ) !!!!!!!. و جدير ذكره , ان هذه المجموعة ما كانت تعيش على بركة و خيرات اهل البلد او الحكومة , بل كان لكل شخص عمله و مهنته الخاصة به , كان يحصل من وراءها على خبزه و خبز عائلته , فكان احدهم في مهنته قصابا و الثاني حمالا و الاخر عاملا على صعيد مهنة الباجة و هكذا , اما شكر ابو الكاز ,فما كان يجيد عملا اخرا , سوى القيام و النهوض كل صباح و في كل فجر عميق باءخذ و جر عربانة الكاز الى محطة التعبئة المركزية , لاءخذ حصته التموينية المطلوبة من المواد الحارقة ,ثم القيام بتوزيعها و بيعها على زبائنه, سواءا اءكانوا هم من اهل المنازل او المحلات التجارية , و اثناء عمله هذا , كان بمقدور صوته العالي الخشن و ندائه الفيلي ,ان يصل الى كل زاوية من زوايا المحلة , و الى كل زقاق , و داخل كل غرفة نوم من غرف الزبائن و اهل المحلة , رغم المسافات البعيدة الشاسعة التي كانت تفصل بينهم و بينه , اثناء اطلاقه لندائه الفيلي القوي الصاخب يلا كاز !!!! يلا كاز !!! يلا كاز !!!! و كان على الزبون كل مرة ان يفتح مسامعه جيدا و ان يلتقط دوما و على الفور صرخات نداءاته الفيلية الصاخبة , و ان يحضر و يعد و بسرعة قصوى و بصورة فورية خزائنه الفارغة ( التنكات ) و يضعها فورا امام باب منزله او محله , قبل وصوله اليهم بفترة كافية و طويلة !!!! و الا لفاتته حصته التموينية من المشتقات النفطية !! ان لم تكن مجموعة من تلك الحصص !!! طبعا حسب قراره الشخصي المزاجي المتقلب احيانا , دون الرضوخ لاءي تدخل خارجي ,بل وفق ما كان يخاطبه صوته الداخلي و مزاجه المعروف !!!! و عندما كان يفوت على احد زبائنه حصة من الحصص التموينية , بسبب اهمال متعمد او غير متعمد , كعدم الاكتراث لتفادي صرخات صوته , او لعدم السماع لندائه الصاخب , او عدم امكانية احضار الاواني الفارغة في الوقت المناسب و وضعها في المكان المقرر و المناسب , و كعقوبة تاءديبية له , كان يحذر و يمنع عليه الذهاب و التوجه الى مكان اخر او جهة اخرى للتزود بالنفط !!!! بل كان القدوم على هكذا اءمر ( لا سامح الله ) مساءلة فيها الكثير من المجازفة و الخطورة , و التي لربما سيتبعها الكثير من الاجراءات التعسفية , و التبعيات التاءديبية القاسية و المدمرة , ليس بحق الزبون لوحده , و انما بحق جميع افراد عائلته , و في بعض المرات , حتى بحق اقرب اقربائه !!!! يا رب يا ساتر على عظمة عدالة شكر ابو الكاز !!!!! رغم كل هذه الصرامة و القساوة في تطبيق الاءوامر بكل حذافيرها , الا ان مواعيد شكر ابو الكاز كانت دقيقة و صارمة كصرامة شخصه و مبرمجة و مضبوطة مئة في المئة , في الوصول عند كل زبون , و امام باب كل دار و منزل , و الظهور في كل اءزقة و محلة , في الوقت المعني و المخصص و المناسب و المقرر له , و كان الجميع على علم و دراية تامة بتلك المواعيد التي لا تقبل بالخطاء و لا ترضى بالسهو , و على معرفة تامة ايضا لساعة و دقيقة ظهوره امام باب كل منزل . اما فيما يخص سلوكه و تعامله و طريقة تحديده للاءسعار , فكان شكر ابو الكاز الشخص الوحيد الذي يملك القرار الوحيد , فكان يقرر و يحدد و ينفذ و بمفرده و حسب ذوقه و مزاجه سعر البضاعة اليومية , اي سعر غالون الكاز , و كمية حاجة كل زبون , و مقدار ما يزود له اياه !!!!! فما كان حاجة الزبون الفعلية , او سعر السوق الحقيقي للمادة الحارقة , يدخل اصلا ضمن حساباته الدقيقة , او ضمن جدول اعماله اليومية !!!! فكان ذلك القرار قراره الوحيد كما اءسلفت , و لا يترك مجالا لاءحد للتدخل في شؤونه , كان من يكون , اي كان بتصرفه هذا , اشبه و اقرب الى تصرف الحاكم الصارم المطلق !!!!! و عندما كان يرى ان كمية الكاز المتبقية في برميله الكبير قليلة و غير كافية لسد حاجات المحلة كلها , فكان يعبيء تنكة الزبون حسب ذوقه و مزاجه المتذبذب , و رغما على ذلك كان على الزبون , دفع مبلغ التنكة المعبئة الكاملة له !!!! حتى و لو كانت ربعها معبئة , و ثلاثة ارباعها خالية !!!!! (و رغم كل هذه الموازين و المعادلات غير المنصفة نسبيا بحق الزبائن , الا انه كان اءصدق و انزه من اكثرية الحكام و المسؤولين في بلادنا هذا اليوم , اؤلئك الذين اءفسدوا بقيمهم الفارغة في الارض فسادا بل و الذين نالوا و طعنوا بكل القيم و المعادلات العادلة , بل لا يمكن اءبدا مقارنة عدله النسبي المزاجي بعظمة فسادهم الخيالي الفاحش بتاتا ) !!!!!! فشكر ابو الكاز , رغم اجحافه بعض المرات بحق كل من يخالف اوامره المتشددة , الا انه كان يبادر ايضا باءعمال خيرية مجانية كثيرة ,فكان يوزع الكاز و الحاجيات الاخرى على الكثيرين من الفقراء و المعدومين المعروفين له و للاخرين و المسجلين في ذاكرته العميقة القوية و بكل دقة , مجانيا و دون اي اجر مقابل !!!!! , على اي حال ,,, مضت الايام و استقبلت السنين , و تولى حزب القشامر بدءا من عام 1968 الحكم القرقوشي في العراق , و بتوليهم لاءدارة السلطة, طراء تغير جذري في وضع و سياسة العراق و في النهج الفاشي لاءزلام و عصابات الحكومة الجديدة , و معه في اوضاع شكر ابو الكاز و مجموعته , ففي اوائل السبعينيات بادر ازلام النظام و باءشراف و اوامر رسمية و مباشرة من صدام الاءعوج المنحدر من قرية العوجة , على ضرورة اختراق و توجيه ضربات قوية موجعة الى قلب مجاميع الاءشقياء بغية اءزالتها من الوجود و قطع جذورها من الاعماق , في كل من بغداد و الموصل و المحافظات العراقية الاخرى , و في يوم من الاءيام , حس اهالي الموصل بعدم ظهور شكر ابو الكاز امام ابواب منازلهم و محلاتهم و في الاروقة و الاءزقة الضيقة الموجودة , و شعروا باءن مخزونهم النفطي بداء يقل و يتلاشى تدريجيا , الا انهم و مع هذا كانوا يترددون و لا يتجرؤون قصد اءماكن اخرى للتزود باءحتياجاتهم النفطية ,حيث ظن الكثير في البداية باءن شكر ابو الكاز لربما على سفر بعيد او في اجازة مرضية طويلة , او من الممكن ان يكون غارقا في اشغال و مهمات جانبية اخرى , يمنع و يحد من اءمر ظهوره كل هذه المدة الطويلة !!!!! و بعدها باءسابيع ,اشتدت الاءزمة النفطية على اهالي المدينة المسكينة , مما اضطروا في البحث عنه و الاءستفسار عليه في كل مكان , و عندما تمكنوا من اللقاء بشخص قريب الى مجموعته ,تاءكدوا من خبر القاء القبض عليه و على مجموعته و اخذهم الى اماكن مجهولة من قبل قوات امنية و مخابراتية خاصة اعدت و دربت خصيصا لهذا الغرض , و بعد سماعهم لهذا الخبر المحزن المؤسف الصاعق , اضطروا زبائنه قصد اماكنة اخرى بغية التزود بالنفط , الا انهم و بالرغم من ذلك , كانوا على خوف دائم و مستمر من امرهم , و حذر شديد من وصول الخبر اليه , و كانوا يوجهون اءياديهم باءتجاه السماء و يدعون الله و رسله و في اليوم اكثر من خمسة مرات , باءن يجنبهم شر عقابه و نقمة غضبه حال الاخلاء عن سبيله لحظة ظهوره للعيان مرة ثانية !!!!! , مرت الاشهر و السنين , و بعد مدة طويلة ظهر شكر ابو الكاز مرة ثانية للعيان في شوارع و ازقة المدينة , و انتشر الخبر بسرعة البرق في كل مكان , الا ان بعضهم لم يصدق الخبر و البعض الاخر خاف من ان يصدق اذانه , نسبة لخرقه للقانون السائد لمرات عديدة , و قيامه بالتجرء على العرف السائد , و هو عدم السماح المفروض للتزود بالنفط من اماكن اخرى , و لحسن الحظ , و بعد مرور مدة قصيرة , انتشر خبر ثاني مفاده , باءن شكر ابو الكاز قد تغير من سلوكه كثيرا , و فقد تلك الصرامة و القساوة في التعامل مع الاخرين , و ان سلوكه القاسي السابق قد تغير كثيرا و حتى نداءات صوته الفيلي الصاخب السابق و الذي كان ينادي به زبائنه بالعبارة يلا كاز !!!! يلا كاز !!!! قد ظهر عليه تغيرا جذريا, بحيث لا يكاد يصل الان الا امتارا قليلة من اءنفه , فبدل ان يتسرع الزبون في احضار خزائنه الفارغة ليضعها امام منزله قبل وقت وصوله اليهم بكثير في السابق , ليعبئها لهم و حسب مزاجه المتقلب , فاءنه يذهب اليوم اليهم و بنفسه ليساءلهم و بكل لطف و مرونة , عن مدى حاجتهم الحقيقية للمشتقات النفطية , ليعبئها لهم بالكامل و من دون اي نقص و هو شاكرا مشكورا , و ليستفسر منهم ايضا عن مدى حاجتهم الى اية خدمة او مساعدة اضافية !!!! ليس فقط هذا , و انما طراء تغير حتى على سياسته في تحديد الاسعار , فمحل ان يحدد الاسعار في السابق بمحض ارادته و حسب مزاجه المتغير , فاءنه بداء يساوم اليوم على قيمة سعر الغالون الواحد , و اصبح يرضى لنفسه الان حتى ان يبيع السلعة بسعر اقل بكثير من قيمتها الحقيقية , و الاغرب من ذلك هو انه بات يرضى لزبائنه حتى التزود بالنفط من خلال المداينة و الاستحقاق !!!!! و في بداية الامر تعجب زبائنه من حدوث هذا التغيير الكلي المفاجيء في طبعه و سلوكه , الا انهم علموا بعد ذلك بحقيقة اءمره و بقصته الماءساوية , و بتعرضه هو و مجموعته الى ابشع انواع التعذيب و التنكيل الجسدي و النفسي , على ايادي جلاوزة النظام داخل السجون و المعتقلات الرهيبة !!!! و هذا ما حدث فعلا له و لمجموعته و لكافة مجاميع الاءشقياء في المحافظات العراقية الاخرى و من دون استثناء , حيث تم ازاحتهم و تصفيتهم نفسيا و جسديا و واحدا تلو الاخر و باءبشع و اجبن الطرق و الوسائل الممكنة , و كان الهدف من وراء ذلك , هو كسر شوكتهم و اذلالهم و تدمير هيبتهم و تحطيم معنوياتهم , كي يتمكن شقي العراق و الامة الجديد ,صدام و زمرته و جلاديه , من السيطرة على ساحات الاشقياء داخل العراق و خارجه !!!! و هذا ما حدث فعلا بعد ذلك بقليل , حيث تسلم المقبور دور زعامة الاشقياء , و قام بهذا الدور الخبيث في البداية ضمن دائرته الحزبية الضيقة , ثم اتسع بطشه الهمجي ليشمل اعضاء حزبه جميعا و الاحزاب المعارضة كذلك , و ليتحول بعد ذلك الى بطل العروبة و فارس الامة الوحيد و شقي العراق و المنطقة برمتها , فالشقي الجديد الجبان الذي تولى زعامة الحكم و زعامة الاشقياء , ما كان يعرف قط سوى القتل و النيل و الظلم و الغدر و الجبن و حتى بحق اقرب اقربائه , فالعنجهية و الغطرسة و الكبرياء و نجاسة الطبع و سوء الخلق كان من ابرز صفاته المفضلة , و هكذا ساءت اوضاع العراق من سوء الى اسواء , و انهارت العدالة و تحطم البلد تحطيما , جراء كبر حماقاته و فضاعة جرائمه و سوء و قباحة و دناءة نفسه و تصرفاته المشينة , الى ان ادى به المصير في اللجوء و الاختباء تحت الارض و العيش مع امثاله من الجرادين و الصراصير ثم اخيرا اللحاق بمزبلة التاريخ !!!! نعم هكذا اسدل الستار على اخر صفحة من صفحات تاءريخ اشقياء العراق , و هكذا كانت ايضا النهاية الماءساوية المؤسفة للشقي الشهم و المخضرم , شكر ابو الكاز و مجموعته الشرسة المعروفة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال


.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا




.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د