الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين الإقتصاد الإسلامي؟؟

حميد المصباحي

2013 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


في أوج الصراعات التي خاضها اليسار المغربي ضد الحركات الإسلامية,و عندما كانت الصراعات تشتد بحكم أن اليساريين القدامى كانوا ملمين بالجانب الإقتصادي في الفكر الإشتراكي أكثر من الفلسفي,كان الإسلاميون يبعثون باقتصادييهم ليدافعوا عن أطروحة اعتبروها اقتصادا إسلاميا,كانت عبارة عن تجميعات فقهية حول تدبير مالية جماعة أو قبيلة و ربما سكان قرية معدود سكانها,فما هو مآل هذه النظرية,و لماذا لا تستعين بها حكومة إبن كيران لتربح معجزة إنقاذ الإقتصاد الوطني المغربي,فيربح بذلك أصوات اليمين و حتى اليسار و ربما يصير حزبا أغلبيا في الإنتخابات القادمة؟؟
1الفكرة و الذكرى
كما هي عادة المدافعين عن هوية,أو بصيغة أصح مستغلي الهوية سياسيا لآجل الوصول إلى السلطة السياسية,دائما ينطلقون من شمولية فكرهم,باعتباره موجه إلاهيا,بصلاحية مطلقة دنيوية و حتى أخروية,و كأنهم مدفوعون بإرادة ربانية عاصمة لهم من كل زلل,و هو ما يتنافى مع طبيعة الشريعة الإسلامية,الداعية للإجتهاد و عدم الخلط بين ما هو ثابت و مؤكد و نهائي و ما هو مفتوح على اجتهادات البشر و العقل البشري,فالإقتصاد بما هو تدبير لحياة الناس المادية و المعاشية اعتبروا أنفسهم حاملين لسره,باقتراحات ليست جديدة,توقع في خلط غريب بين مفاهيم قديمة لها غاية أخلاقية تطهيرية كالزكاة و أخرى وطنية اقتصادية تضامنية و تفاعلية ,قابلة للقياس و حتى للمحاسبة كالضرائب,و هو أسلوب كان التدليس فيه واضحا ,بحيث تتحول ممارسة عقدية أخلاقية إلى فعل سياسي , تجمعي,به تتقوى الجماعة و تشد أزر بعضها و تصير باسم عطاءات أخلاقية محتكرة للمال و متحكمة به في جماعات أخرى قريبة منها أو بعيدة عنها,و كأن الحزب أو الحركة الدينية في مثل هاته الممارسات تعود بالجماعة إلى ذكرى التضامنات التجارية التي عرفها المسلمون في بداية الدعوة الإسلامية.
2 الفكرة والواقع
العدالة و التنمية المغربي,تحرر نسبيا من اندفاعية حركة الإخوان المسلمين,رغم وجود بعض وجوهه الشابة أو القديمة,التي طالما هللت لتعارض صفة الدولة الإسلامية مع وجود القمار و الخمور,و غيرها مما تعتبره هلاكا يقتضي حربا ضده,بل إن بعض الدعاة كانوا يتوقعون ظهور النموذج الإقتصادي الذي يحمله قادة العدالة و التنكية المختصون في الدراسات الإقتصادية,فهللوا لهم لتطبيق الحلة المقدسة,التي تجعل البلد يرفل في الغنى و يحقق الثروة التي وعد بها المسلمون عندما يمتثلون لآمر الشريعة التي يعتقد العدالة و التنمية أنه يمثلها,بل و يحرصها كأمين على أصالة المغاربة و هويتهم الإسلامية,لكن الواقع كما يعرف الدارسون عنيد,فقد ارتفعت الأسعار,و ظهرت بوادر الفشل في التسيير و التدبير و حتى التربية و تراجعات حتى الإقتصاديات المجتمعية ذات المنحى الغير المنظم,و لم نجد بعد اللوحة السحرية التي طالما رفعها الإسلاميون و من بينهم حزب العدالة و التنمية و خلفه حركة الإصلاح و التوحيد.
3 الفكرة والسلطة
فأين المشروع الإسلامي و دعاته و المبشرون به؟
تبين أن تلك الشعارات لم تكن إلا إيديولوجية سياسية تعاملت بالديني لدغدغة عواطف الناس,و دفعهم للمساهمة في ترسيخ الثقة في خيار جديد,أهله دعاة تقوىو علم زاهدين في المناصب و ما على الدنيا,فإذا بهم يكتشفون أنهم لا يحملون حلولا سحرية,و ليسوا محميين بإرادة إلاهية,بل هم بشر,يخطؤون و يكذبون كباقي الناس,و يجتهدون و يمكن لاجتهاداتهم السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية أن تصيب و تخطئ كما هو كل فعل سياسي و تفكير بشري,.
خلاصات
المشاركة السياسية درس,به يتعلم الساسة كيف يقترون في خطاباتهم و اندفاعاتهم العاطفية,و يستحضرون بعقلامية صعوبات الإقتصاد الأساسية,فهي ما يضمن به الناس معاشهم و حياتهم و كرامتهم,و التحريض الهوياتي في صيغته الدينية أو العرقية أو حتى التاريخية لا يقدم حلولا و إن أوصل إلى السلطة.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دغدغة عواطف الناس
أمل مشرق ( 2013 / 9 / 15 - 17:38 )
لا للدين في السياسة
مرسي قبل ان يصبح رئيس. التعامل بالربا حرام وقروض البنك الدولي حرام
https://www.youtube.com/watch?v=Q-nK1H6zJQM

مرسي بعد أن أصبح رئيساً. قرض النقد الدولى مصاريف أداريه ولا يدخل فى الربا
http://www.youtube.com/watch?v=lwcuZ0uaym0

اخر الافلام

.. الشيف عمر يبدع في تحضير جاج بالفريكة ????


.. ما تأثير وفاة رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية؟ • فرانس




.. كيف سقطت مروحية الرئيس الإيراني رئيسي؟ وما سبب تحطمها؟


.. كيف حولت أميركا طائرات إيران إلى -نعوش طائرة-؟




.. بعد مقتل رئيسي.. كيف أثرت العقوبات الأميركية على قطاع الطيرا