الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إننا نواصل معركة الأغلبية المسحوقة

رضا كارم
باحث

2013 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ثار المضطهدون ضد دولة الاضطهاد ، قانونا و سلطة و رأس مال.
و اشتد الصراع ضدهم حتى أقصي الجميع. بمن في ذلك أولئك الذين اصطفوا الى جانب "البورجوازية" التقليدية، لجعل الصراع الثقافي أكثر "جذرية" ، و سيكتشفون أنهم راهنوا على خطإ كارثي.
لكن ليس من ذكرت مع احترامي الكامل لهم، أكثر من "جيش احتياط" لدى القوى المهيمنة ممثلة في الشبكة المالية المافيوزية المرتبطة بالعنوان الحاكم السابق أي بن علي، و ورثائه أو امتداداته ، اليوم.
المشكل المزمن في واقع اليوم، الفاشيون المتأسلمون، و حركة النهضة بالتحديد.
لقد انتهى التجمع شتاتا بين النهضة و نداء تونس و الجبهة الدستورية.
و انتقل الإداريون من الولاء لمن رحل الى الولاء لمن حلّ. و بالفعل توغّل المظلمون
داخل "الدولة" لضمان هيمنة على المؤسسات المنظمة و الوازنة من إدارة
و بوليس و عسكر ، قبل نثر بذور خطاب رمزي كلياني شمولي استبدادي ظلامي
و فاشي عنصري. لكنه خطاب يجد أنصاره بسرعة بين أنفس تركب السهل و تركن الى الابتذال ، قبل أن تراجع خياراتها بعد 10سنوات من القمع و الرعب و الخراب، فتجد الواقع هاجر بعيدا الى سلطة تبرير و هيمنة ،
ترسكل شعبا بأسره لصالح رأس المال و تضمن حصتها عبر فرض "شرعية ثورة لا علاقة لهم بها" و تمرير خطاب لاهوتي آسر،
و منظومة ثقافية رمزية خاصة ، تربط"شرعية الثورة بشرعية التأسلم" و تستمر لما يكفي من الزمن، قبل اكتشاف من يهمه الأمر لحجم الخدعة التي وقع فيها.
إن التناقض مع فاشية التأسلم، هو تناقض مع آليات الهيمنة و الاغتراب و استعباد الإنسان. و ليس "المقترح التعبدي و العقدي" أكثر من تعمية على حجم النهب
و السرقة و مزيد تفقير المهمش مقابل ضمان ثراء أفحش للأقلية البورجوازية الممتزجة بالسلطة و الإدارة .
و لهذا لا يمكن الالتقاء أو التقاطع مع قوى راس المال، بوصفها المشكل و الأزمة،لضرب أدوات رأس المال الوافدة التي بدأت بالتشكل منذ سنتين تقريبا.
إن الصراع ضدّ ممثلين متنافسين للنظام الاستعبادي للإنسان، يتطلب عملا مقاوما يشمل كل مفاصل الحياة اليومية الحماعية كما الفردية.
و هو لا يمكن أن يخصّ بالتناقض فريقا دون غيره، و لا يمكن تقسيم التاريخ الى مراحل، و وضع خطة لكل مرحلة. فكل التاريخ ، أو حقل الابستيمي الراهن لا يمكن أن يتغير خلاله أسلوب
الإنتاج الراسمالي ، المتوحش، فجأة. إننا قادمون على عقود أخرى أو قرون ربما، من الصراع ضد وحش يختار كل مرة أدوات صراعه، فيما نزيد في كل طور الاستسلام و تبرير الاستسلام ، أو على الأقل تبرير الهزيمة.
إننا لم نطور وسائل الصراع، و اكتفينا بتجزئة واقع مكتمل بطريقة عمودية فاشلة، انتهت بكثير منا مجرد كومبارس لدى رأس المال، بداية بالتجربة البرازيلية، وصولا الى تجربة الجبهة الشعبية في تونس.
لا يمكن اختيار قاتل و العمل معه ضد قاتل آخر، لمجرد أن الاول "يبدو وسيما و حداثيا و ديمقراطيا" . البرازيل تثور اليوم ، منذ أشهر طويلة لا يترك البرازيليون الساحات. التهميش ، الفقر ، الحاجة، مازالت واقع الاغلبية.
لولا و من جاءت بعده، عاودوا خدمة نفس البورجوازية ، بعد أن جددت ثوبها و تزينت و باتت شابة و جذابة..
نحن في الحقيقة مطالبون بالتركيز على خصمين. و إذا كانت حركتنا الثورية، رغم كل التراجعات و الهزائم، قد سحقت تقريبا الكلاسيكية النوفمبرية، فهي مطالبة ب:
1-مواصلة الصراع ضد الحلقة القديمة.
2-تجذير الصراع ضد الحلقة الراهنة الضعيفة رغم كل شيء.
و يكون ذلك عبر "إشعال الحريق" داخل الأوتيكا، و اتحاد الفلاحين، و اتحاد المرأة، و فرض ثورة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل. و يعني هذا افتكاك أدوات التعبئة و الحشد، و كسر أدوارها.
في انتظار بلورة مهمات الأغلبية المسحوقة.
و نحن نلاحظ السعي المحموم للفاشية الدينية لافتكاك الاتحاد، أو ضمان "حياده" أو صمته مقابل بعض الفتات. و للأسف، الاتحاد مستعد للحياد و التفهم و المسؤولية الوطنية، التي تعني مشاهدة سلطة وضيعة
تمنح العسكر 100د إضافية، و تمضي أسابيع في إهانة المربين مقابل 54د.
إن النهضة عدوّ اقتنص الفراغ ليتحول الى "سيد متسلط" . و ليس مطلوبا الإبقاء على السيد مقابل نفي التسلط، فالقضاء على كل السادة، و ضرب كل المتسلطين هي الضرورة التي تفرض علينا مزيد المقاومة.

رضا كارم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة