الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياسامعين الصوت ...حيهم !!

يحيى الحميداوي

2013 / 9 / 16
كتابات ساخرة


البارحة سير علينا جيرانه أبو محمد ,الحجي خير وطيب كلش , ناعم ولحية ألبيضه أتزيده وقار ونور النبي يشع بوجه ,سوالف أبو محمد معتبره ولها نكهة خاصة ,كنت متابع لحركاته وابتسامته الدافئة وهو يتحدث بقصص ألها رباط مو فلتان مثل نوابنا وسياسيو أخر كصه ,حديثه الشيق بسمرني بمكاني صامتا غير مقاطع على الرغم إني بيه طفكه ودوم أتسرع ,يسولف ألحجي عن قريتهم الجنوبية (أم الحياة) وصراعها مع القرى الأخر بفترة الإقطاع والحكم الملكي ,ايخوط بالاستكان وهو مبتسم متذكرا سركال القرية وكيف إن نساء القرية كانت مفتونة بهذا الشخص لصرامته وقوته وخيلائه حتى إن البعض تخيلنه في الفراش بدل أرجولتهن ,كان سعدون يمثل الرجل بكل ملامحه يحمل سلاحه ويجوب المزارع لمتابعة الفلاحين الذين يعملون في أرض الشيخ ويلهب ظهورهم بعصاه الغليظة في حالة تهاون أحدهم أو تباطئه في العمل . يبتسم أبو محمد ابتسامة ويبتعد ببصره كأنه رحل إلى قريته وذكرياتها القديمة ,كان سعدون في أحد الليالي الشتائية محتضن زوجته (المحظوظة ) يغط في نوم عميق عندما أحست زوجته بأن أحدهم في الدار حاولت أيقاضه توسلت به ...وغزته حركته قرصت ذكره المنتصب ألا أنه كالميت بلا حراك ,حينها سئمت رقوده فنادت بأعلى صوتها ( ها لولاد ها ,ها خوتي ها ...حيهم ).
سمع صوتها الفلاحون الذين يلتحفون الجوع وينامون, فتجمهر الجميع أمام الدار وأمسكوا باللص الذي حاول سرقة الدار ,حينها أنتفض سعدون ماسكا مسدسه مناديا (وينه منعول الوالدين أيريد أيحوفني) ,ضحك رجال القرية فسأله أحدهم متندرا سعدون أسلاحك وينه وألمن ضامه ؟فأجاب أحدهم (سعدون ضام أسلاحه للشده) .حال سعدون كحال الحكومة والبرلمان ,انولينه يمعودين وصارت (لخوة موزة ),نسيت أن أسأل الحجي عن أخوة موزة ,تفجيرات لم تبق شيئا تطال الأرواح والأماكن والراقدون في العسل يطلعون علينه في شاشات التلفزيون يستنكرون ويهددون وينددون وعلى الله ويابشيره !لمن نصيح حيهم ؟ومن نناديه بأصوات بحت من كثرة النداء,الكل يلتحف الصمت ويسد أذانه ويغمض عيونه عن المصائب المفخخة في كل مدينة من مدن العراق ,الجميع ضحية والصراخ واحد يملأ الأزقة ,لمن حيهم ! لرجال الدين ,لشيوخ العشائر ,القوى الأمنية , المثقفين , النواب النائمين ,للحكومة الغارقة في غيها ,للدفان يغمزلي ....حيهم لنا نحن المساكين الذين أدمننا الموت فلم يعد يفارقنا ....ختمها أبو محمد بياربي دخيلك اشلون تخلص ,لن تخلص يابو محمد حتى نخلص !!



يحيى الحميداوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس