الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصام المحايري حجاً مبروراً

خلف علي الخلف

2005 / 5 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لفت انتباهي مثل غيري من المتابعين للشأن السوري خبر انضمام " القومي السوري " الى الجبهة الوطنية في سوريا وتسمية السيد عصام المحايري عضوا في قيادتها المركزية . واعتبرت أن الأمر لا يستحق الاهتمام والمتابعة لأني اعتقد أن لا أحد يتابع الجبهة الوطنية ولاأحد يعرف اسماء "الاحزاب" المنضوية تحت لوائها ليس لأن اسماء هذه "الاحزاب" سريا أو أن ليس هناك افصاح من جهة رسمية عن هذه " الاحزاب " لإرباك العدو !! بل الأمر معلوماً ومعلناً ويشكل أحد خصائص الخصوصية السورية الديمقراطية " المركزية " لكني لم أهتم للأمر لأن هذه " الأحزاب " هي احزاب ورقية (ورق عادي وليس ورق مقوى أو كرتوني ) لا وجود لها على الأرض وبعض الأحزاب ليس لديها غير أمينها العام ومكتبه السياسي " وسياراتهم " وهي أحزاب وراثية أيضاً!! وديمقراطيتها مطابقة تماما للمواصفات والمقايسس السورية للديمقراطية ، وكنت افكر (قبل اضمام المحايري للجبهة ) بطرح مسابقة على الشعب السوري تتضمن فقط تعداد أسماء هذه " الأحزاب " وكي لا يكون السؤال تعجيزياً كنت سأكتفي بصيغة السؤال التالي : أذكر خمسة من أسماء " أحزاب " الجبهة دون أن تذكر أسم الأمين العام واربح جائزة قيمة ، على طريقة التلفزيون السوري في مسابقاته الذي لا يفصح عن جوائزه ليس لتضليل المتسابقين لا سمح الله بل لتضليل المحاسبين والهيئات الرقابية الكثيرة .إلا أن انضمام السيد المحايري عقد الأمر على المتسابقين لأني سأرفع عدد الأسماء المطلوبة إلى ستة وهو رقم معقول من عشرة " أحزاب" على ماأظن ومعقولية الظن عائدة لعدد " الأحزاب " المنضوية تحت لواء الجبهة لأني بصراحة لست متأكداً من عددها وقد وعدتني صديقة صحافية تكتب في الشأن السياسي السوري منذ سنوات طويلة أن تتأكد لي من أمر العدد فقط لأن التأكد من الاسماء مهمة عويصة جداً !!! ورغم هذا فهي منذ شهرين لم ترد لي خبراً

إلا أن الجدل الذي دار في اوساط الحزب السوري القومي الإجتماعي بين مؤيد ومعارض جعلني انتبه لهذا الأمر واتفحصه لأصل إلى السر الباتع وراء انضمام المحايري للجبهة ، الذي يعتبر في هذه الفترة انتحاراً سياسياً واضحاً للعيان دون الحاجة لأي تحليل لهذه المقولة ، وقد وجدت خلال بحثي عن سر هذا الانضمام أن "القومي السوري أصبح " احزاباًً و "حركات" ودخلنا في دوامة لم نعرف من خلالها هل الذي انضم إلى الجبهة " القومي السوري " أم السيد عصام المحايري؟!! ولهذا السبب (أي الدويخة التي اصبحنا فيها وأورثت عدم اليقين ) لم أعنون المقال بــ " القومي السوري حجاً مبروراً " ليس فقط لأن الاحزاب لا تحج بل لأني لم أتيقن من الذي انضم للجبهة ؟ فهناك بيانات باسم مفوضية الشام " المركزية " للحزب السوري القومي تنفي الانضمام وهناك الحركة السورية القومية الاجتماعية لا توافق على الانضمام وهناك ... جناح آخر (لا أعرف اسمه ) لم يوافق وهناك كتاب من الحزب حللوا ومحصوا ولم يجدوها خطوة ملائمة دون أن نعرف من أي جناح أو حركة أو حزب!! في القومي السوري هم

وبعد قراءة كل هذا وصلت إلى النتيجة التالية وهي : إنضمام السيد عصام المحايري إلى الجبهة الوطنية التقدمية . ومما يؤكد استنتاجي هذا هو التوضيح الذي نشره السيد عصام المحايري توضيحاً لخبر نشر في جريدة الحياة ( كلنا شركا16 /5) وحشد فيه أقصى ما لديه من مفردات بائدة لم تعد مستخدمة (حتى!! ) في الجبهة الوطنية التقدمية نفسها و الحزب القائد للدولة والمجتمع وقد عذرت السيد المحايري على استخدامه مفردات من مثل (الموتورين) لوصف من قالوا أن اغلبية أعضاء الحزب غير موافقين على هذا الإنضمام لكني تأملت الحماسة المفرطة في رطانتها السياسية في توضيحه ، وهذه الرطانة تثير حساسيتي بشده هائلة وتجعلني اصاب بالحكة ، من أي مصدر سمعتها أو قرأتها ، وبسسب هذه الحكة التي تثيرها هذه الرطانة لدي ولدى(جماهير ) واسعة من الناس اعكف على تأليف قاموساً خاصاً بها اسميته " قاموس الرطانة السياسية " كي يعرف القارئ مصادرها وتؤيلاتها ويتعرف عليها اينما وردت ، لذلك فمن الطبيعي أن تثير بعض العبارات الورادة في توضيح السيد المحايري الحكة " الفهمية " لدي من مثل (... انضمام الحزب إلى الجبهة الذي أثار موجة فرح واعتزاز عامة شاملة في أوساط السوريين القوميين الاجتماعيين ، لا في الشام فحسب وإنما في كل مكان جعل القوميين الاجتماعيين يلهجون بالتقدير والإكبار (...)درب المشاركة البناءة في دعم مسيرة التطوير والتحديث) أما عندما يصل الأمر إلى هذه المفردات (هذا القرار التاريخي ... بهذا المنعطف التاريخي ...الإنجاز القومي الذي تحقق بانضمام حزبهم ... يأتي من يتجرأ ... ) فلا أخفي أحداً أن الحكة تتحول إلى هرشة حادة من هذه الرطانة المستعادة

وإذ أبررها للسيد المحايري أنه كـعضو جديد في القيادة المركزية للجبهة عليه أن يوفي ما تراكم عليه من خطابات سابقة قالها " رفاقه " في القيادة قبل انضمامه لها فإني وجدت أن على أن اشير إلى أنه يبدو كالذاهب إلى الحج والناس راجعة إلا أن هذا لا يمنعنا أن نبارك له ونقول حجاً مبروراً يارفيق " محايري " دون أن أنسى تمتمة تعتريني كلما سمعت هذه الرطانة : أين تمضي بنا يا قطار المصائب ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن بعد المناظرة أمام ترامب: لم أعد أمشي بسهولة لكنني أعلم


.. حكومة الاحتلال تعتمد خطة لتوسيع برنامج التعويضات في صناعة ال




.. حزب الله يعلن استهداف دبابة وآلية عسكرية إسرائيليتين في موقع


.. محمد الأخرس: الشعب الفلسطيني يواجه معركة تستهدف تصفية وجوده




.. مراسل الجزيرة يرصد وقع المعارك على حياة الناس في قطاع غزة