الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية لعلي عبد الله: السيد رياض نعسان آغا هل كنت تضللنا؟

محمد منصور

2005 / 5 / 22
حقوق الانسان


بتاريخ 31 /1 /2005، صدر عدد مجلة (أبيض وأسود) السياسية الأسبوعية المملوكة للسيد بلال توركماني نجل وزير الدفاع السوري، وقد حمل على غلافه صورة فرعية للسفير السوري في الإمارات السيد رياض نعسان آغا، مع العنوان التالي: (السفير السوري في الإمارات: أتمنى أن يكون لي شرف المساهمة في حوار مع الإخوان) العنوان ذاته تصدر الحوار الذي نشر داخل العدد والذي أجراه الزميل شعبان عبود، وفيه يقول السفير نعسان آغا ما نصه: (أنا شخصيا أتمنى أن يكو لي شرف المساهمة في أي حوار مع الإخوان ومع غيرهم بما يسهم في ترسيخ الوحدة الوطنية وفي حل المشكلات الإنسانية التي أعتقد أن حلها سهل جدا وضروري)
والآن، وبعد إحالة الزميل الكاتب علي عبد الله إلى محكمة أمن الدولة على خلفية قراءة كلمة المراقب العام للأخوان المسلمين السيد علي صدر الدين البيانوني في منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي، بتهمة (التعامل مع حزب محظور) يحق لي كمواطن سوري، أن أطالب المحاكم الاستثنائية ذاتها، بمحاكمة السيد رياض نعسان آغا بتهمة التضليل، وبتهمة تشجيعي على التعاون مع حزب محظور.. ذلك لسبب بسيط جدا سأشرحه لكم:
إذا كان السيد رياض نعسان آغا، وهو سفير يمثل اسم سورية، ويمثل موقف سورية الرسمي في تصريحاته، (ولا يوجد غبي أو ساذج في العالم لا يعرف مدى الرضى الأمني والمخابراتي الذي يجب أن يتمتع به السفراء السوريون كي يصبحوا سفراء، وكي يتم إيفادهم إلى الخارج في دولة ذات طابع أمني كسورية) أقول إذا كان السيد رياض نعسان آغا بمواصفاته الآنفة الذكر يصرح في وسيلة إعلام محلية بأنه ليس (مستعدا) بل (يتمنى) أن يكون له (شرف) ولاحظوا دلالات كلمة شرف هنا.. (شرف الحوار مع الأخوان) فلماذا يحاكم علي العبد الله، لأنه قرأ في منتدى للحوار كلمة باسم حزب الأخوان؟!
إنني بالفعل أشعر بأن السيد رياض نعسان آغا كان يغرر بي ويضللني، ولن أصدق أن كلامه يمثل رأيه الشخصي وحسب.. فهذه حجة لا أحد يصدقها في دولة أمنية مثل سورية، بل على العكس تماما إن الدول الأمنية لا تعاقب مواطنيها على شيء قدر معاقبتهم على آرائهم الشخصية (إذا وجدت) وإن الدولة الأمنية لا تسمح لسفرائها تحديدا أن يغردوا خارج سرب الرأي الواحد، وخصوصا في السياسات.. فما بالكم حين يقول السيد رياض نعسان آغا في الحوار المشار إليه ذاته متحدثا عن ضرورة الحوار الوطني إياه:
(أنا لا أتصرف بشكل فردي فالسيد الرئيس بشار الأسد هو الذي أطلق الحوار المستجد، وأعرف عن ثقة ويقين أنه لا يعرف الكراهية نحو أحد بل هو مسكون بالمحبة لجميع أنباء شعبه بل لشعوب العالم جميعا، وهو من يصدق فيه قول شاعرنا:
ولا أحمل الحقد القديم عليهم
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا)
والآن.. وبناء على ما تقدم أعود لأتهم السيد رياض نعسان آغا بتضليلي حين سمى الحوار مع الأخوان المسلمين (شرف) بينما تسميه محكمة أمن الدولة (تعاون مع حزب محظور).. علما أن ما قام به الزميل الكاتب علي العبد الله هو أقل من ذلك بكثير.. فقراءة كلمة باسم مراقب عام الأخوان المسلمين هو عمل لا ينطوي على حكم قيمة.. إلا إذا اعتبرنا أن قراءة مذيع لجزء من خطاب للرئيس جورج بوش في نشرة أخبار هو تبني لأفكار الخطاب، وبالتالي حسب منطق محكمة أمن الدولة (تعاون وعمالة لدولة أجنبية!)
وأخيرا أريد أن أتساءل كمواطن سوري مشتت بين اجتهادات الفروع الأمنية وموانعها وبين عقوبات قانون الطوارئ التي لا رادع ولا مبرر لها، أريد أن اتساءل كمواطن ضائع الرأي ومضيع الحقوق من يجب أن نصدق:
- هل نصدق رياض نعسان آغا الذي يقول أنه يتمنى أن يكون له شرف المساهمة في الحوار مع الإخوان المسلمين.. أم نصدق عدالة محكمة أمن الدولة التي تعتبر أن التعامل – حتى بشكل غير مباشر وميكانيكي- مع حزب الأخوان هو تهمة تستوجب المحاكمة؟!
- هل نصدق كلامك في الحوار المنشور في مجلة أسود وأبيض يا سيد رياض حين تقول: ( وقد جاءتنا موافقات عديدة على منح جوازات سفر لأشخاص سمح لهم ولأسرهم بالعودة وعادوا، ولم يتعرضوا لأية مضايقة أو مساءلة) وهل نصدق السفارات السورية التي تمنح جوازات السفر للسوريين المنفيين طوعا وقسرا على اعتبار أن المشاكل حلت، والأحقاد القديمة زالت، وأن سورية لكل السوريين.. أم نكذب الوقائع التي تتحدث عن اعتقالات في المطارات للمواطنين العائدين بجوازات سفر نظامية، وعن احتجاز في فروع الأمن، وعن حالات تعذيب أو تسبب بعاهات أو التسبب بوفاة كما حدث مع المواطن السوري أحمد المسالمة الذي أجبر أهله بعد موته على عقد مؤتمر صحفي في نادي الصحفيين (تصوروا أن يعقد مؤتمر صحفي في مقر نادي الصحفيين بدون موافقة أمنية؟!) لينفوا أن تكون وفاته ناجمة عن اعتقاله لمدة شهر في أحد فروع الأمن فور عودته من السعودية.. وهو الذي يبلغ من العمر تسع وخمسين سنة ويعاني من أزمة صحية تحتاج عمل جراحي في القلب!!
- من نصدق نحن السوريين الذين نريد أن نتجاوز الماضي وأخطاء الماضي.. فلا نجد إلا المزيد من العسف والجور ومحاصرة الحريات، والرغبة في الاستمرار في السياسات القديمة بصور وأشكال أخرى تؤكد أن الماضي هو الحاضر وأنه يجب أن ننطح رؤؤسنا وهذا هو الحاضر! وأن ما سلب ونهب منا سواء أكان حقا ماديا أم معنويا يجب السكون عنه، والقبول بسلبه إلى الأبد باعتباره: (أمر واقع) وضرورة من ضرورات دولة الصمود والتصدي ودولة المواقف الوطنية والقومية النبيلة!
- من نصدق يا سيد رياض نعسان آغا قل لنا بالله عليك.. وقل لي بربك.. هل تستطيع باسم الحوار الوطني أن تخرج لتقول أمام محكمة أمن الدولة: الحرية لعلي العبد الله.. أو تقول: إنني لا زلت متمسكا بأنني أتمني أن يكون لي شرف المساهمة في حوار مع الإخوان؟! أم أنك مثل الذين تتحدث باسمهم تعتبر دائما أن الحوار تلميع لسياسات القمع والصمت القديمين.. وتضييع للوقت دون التنازل عن أي متكسبات أو الاعتراف بأي أخطاء، وبأي رغبة في رد المظالم وإعادة الحقوق... وأنك تعتبر المطالبة بالحقوق إثارة للنعرات القديمة ونكأ للجراح التي يجب أن تندمل.. ولكن دون أي علاج!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس مجلس النواب الأميركي: الكونغرس يدرس معاقبة -الجنائية ال


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: المعابر البرية الطريقة




.. أمل كلوني: شاركت بجهود قانونية في قرار اعتقال كبار قادة إسرا


.. ما هي عواقب مذكرات اعتقال الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالا




.. عقبة أمام -الجنائية الدولية- حال صدور قرار اعتقال لقادة إسرا