الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا شيخ القتلة .. لا تستعجل رزقك !!

باسم السعيدي

2005 / 5 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حملة محمومة أخرى في هذا الوقت الحرج من صناعة تأريخ العراق لشيخ القتلة يتهم فيها منظمة بدر بالضلوع في أعمال اغتيلات بين أئمة جوامع ومصلين من العراقيين السنة .
ولفهم دوافع هذه الحملة المحمومة علينا الرجوع قليلاً الى الوراء ، لنستنطق مجريات الأحداث :-
1– نجحت الانتخابات نجاحاً باهراً انهارت معه مراهنات تلك الجهة المغرقة بالخبث والدهاء والمكيدة على مقاطعة الشعب العراقي لحقوقه في انتخاب ممثليه في أول جمعية وطنية .
2- تشجع العراقيون السنة في تأسيس مجلس الحوار ، واندفعوا بشكل جاد جداً للدخول في العملية السياسية ، واستطاعوا لأول مرَّة أن يتحرروا من عقدة الخوف التي تركت آثارها فيهم عمليات القتل والبطش للإرهابيين ، وبات بمقدورهم توحيد قواهم للتحدث بإسم العراقيين السنة .
3- نجح مجلس الحوار الوطني في التفاوض مع القوائم الفائزة لشغل مقاعد في وزارة لم يتمكنوا من المشاركة في الانتخابات الي أفرزتها ، مما يعد نصراً للعملية السياسية وتضحية من الفائزين في حقوقهم الانتخابية لغرض التأسيس لحكومة وحدة وطنية تنعكس ايجاباً على بلورة الوحدة الوطنية وبالتالي انتكاسة لقوى الارهاب .
4- بمجرد الإعلان عن تشكيلة الحكومة إنبرت قوى الارهاب لتفجير 17 سيارة مفخخة في صبيحة اليوم الذي تلاها في أماكن عدة من العراق لعل رسالة تفجير الأعظمية أكثرها وضوحاً ، مما يعد سعاراً أصيب به الذي استشعروا تزلزل الأرض تحت أقدامهم من جراء البلورة الجديدة لوضع جديد في الخارطة السياسية العراقية .
5- يلاحظ المتتبع للشأن العراقي انطلاقة جديدة في توحيد الأصوات كافَّة من كل الشرائح والتوجهات والخلفيات لغرض التنديد بالارهاب ، ورص الصفوف في مكافحة الارهاب ، مما يعني نزع ورقة التوت الأخيرة التي كان يخفي خلفها عورته الارهاب ، وانهيار نظرية (المقاومة) التي تستهدف العراقيين بدلاً من الأمريكان .
6- لو يعلم المراقب الخارجي بأن لا برنامج سياسي للهيئة سيئة الصيت الا بدعم الارهاب تحت ما يسمى تجنيِّاً بـ (المقاومة) ، وانكشف البرقع الذي يخفي الوجه القبيح بمجرد اعلان مجموعة من علماء السنة (64 عالماً بزعامة الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي ) جواز انضمام ابناء العراقيين السنة للجيش والشرطة ، وفي اليوم التالي صدر بيان ينفي كون ذلك الاعلان صادراً من هيئة علماء السنة ، وأظهر البيان بما لا لبس فيه أن بيانات الهيئة تؤخذ من فم أمينها العام ، أو ولده ، وبذلك انفرد الأمين العام عن رؤية الكثرة الكاثرة من العلماء ، واستولى (نظرياً وعملياً) على قرارات الهيئة .
7- من خلال برنامج الحكومة الجديدة في الملف الأمني تبين أن الحكومة تعتمد بشكل عام على تفاعل الشعب في توطيد أمنه ، وكشف خلايا الارهاب ، مما يعني التلاحم بين الشعب ، وبين من انتخبه الشعب ، وفي ذلك نجاح عظيم ، فأمن الدولة يعتمد على المواطن ، لا ضد المواطن .
8- أعلن السيد وزير الداخلية أن الكم الهائل من المعلومات التي يرسلها ابناء الشعب العراقي من كل مكان في أرض العراق الى الوزارة بدأ يكشف خيوط اللعبة ، وبدأت الصورة تتجلَّى شيئاً فشيئاً ، وبدأت المجموعات الارهابية التي يتم القاء القبض عليها تفشي العلاقات المشبوهة بين الارهابيين ، وبين بعض رجال الدين المتورطين في التوطئة لمقتلة عظيمة بين صفوف العراقيين في صبيحة كل يوم ، مما يعني أن الخيوط السرية التي كانت تعيث في الأرض فساداً ، وكنا نراهم أمام شاشات الفضائيات لا يخفون تأييدهم لما يحدث باعتباره (مقاومة) ، بدأت الخيوط التي تنتهي عندهم وفي أحضانهم تتكشف أمام الأجهزة الأمنية .

ومن كل ذلك نعلم اليوم علم اليقين بأن ملامح النصر على الخيوط الارهابية أخذت تبين تدريجياً ، بل واقتربت كثيراً من رأس الأفعى هذا ، ولم يتبق له الا خيار واحد .. هو:-

1- اثارة هذه الفتنة محاولة لرد ماء الوجه الى المقاومة التي فقدت ماء وجهها أمام الشارع العراقي ، وذلك بتحويل القضية الى طائفية للم شمل الطائفيين حول الهيئة سيئة الصيت ، والهاء البسطاء والسذج بهذه التغطية التي تستهدف التعمية على موضوع مشاريع القتل اليومي للعراقيين .

2- ان يتم تحويل الجريمة الوطنية والاخلاقية والمشاركة بالولوغ في دم الشباب العراقي الذي يقتل يومياً الى قضية سياسية ، واستباق الأحداث فيما لو وصلت خيوط الجريمة الى أمين عام الهيئة (وستصل حتما) ، واظهار الأمر وكأنه انتقام طائفي من الهيئة وليس القاء القبض على مجرم يحوك المؤامرات ضد الشعب العراقي ، ويستقطب الشباب السعودي والعربي المتجذر الحقد الطائفي ليفرغ سمومه على أرض الرافدين تحت ذريعة الجهاد ضد الاحتلال والمتعاونين مع الاحتلال .

3- تعكير الجو بين العراقيين السنة وبين الحكومة المنتخبة ، وبالتالي فصم عرى العلاقة التي بدأت تتوطد لتكوين وحدة وطنية لمكافحة الارهاب واخراج الوجود الأجنبي من خلال توفير الأمن للشعب العراقي ، لأن النجاح في هذا الملف يعني بالضرورة القضاء المبرم على المشروع التكفيري والارهاب في العراق ، وتوفير الأجواء اللازمة لخروج القوات الأجنبية من العراق سلمياً ، مما يعني نجاح المشروع السلمي وفشل المشروع (المقاومي) الذي تتبناه الهيئة على عواهنه بلا تمحيص لركوب القوى التكفيرية والارهابية لهذا المشروع وتحويله الى مشروع للانتقام من الشعب العراقي الذي فرح بالديموقراطية وسقوط الديكتاتورية .

4- لو قرأنا البيان رقم (18) للهيئة ، لوجدنا أن مشروع الهيئة في ذلك التاريخ ( 15/شباط 2004) يدعو سلطات الأمن الى النهوض بدورها في القاء القبض على القتلة وتقديمهم للعدالة وابراز الحقائق في وسائل الاعلام ، بينما تغير الموقف تماماً مع ما صار يجري في الواقع في هذه الأيام ، وأدانت الهيئة لواء (الذيب) لانه يطارد الارهاب والقتلة وأعتبرت ابرازهم على شاشات التلفزيون اهانة ، بل ويخالف القانون الدولي وحقوق الانسان ، وفي هذا تناقض لا يمكن تبريره الا بأن لواء الذيب والقوات الأمنية تسير بالطريق الصحيح ، وأن اللعبة وصلت مراحلها الأخيرة حتى استفزت السيد الأمين العام للتفوه بالحقد الطائفي ليبعد الشبهة عن نفسه ، ولتبدو الأمور على مسار بعيد عن الحقيقة ، هذا الذي يعتبر دعوة لانكفاء السير عن مداهمة أوكار الارهاب ، والكف عنهم كي تفشل الحكومات المتعاقبة ، وليعيث هؤلاء في الدار خراباً ، وبالتالي لا محيص عن نجاح مشروعه التخريبي .
رابط البيان ( 18): http://www.iraq-amsi.org/forum.php?action=view&id=16&s=e7e8cf5b4b86b748b63e2cb2a752d842

ان السيد الأمين العام أوضح بما لا لبس فيه أنه ضد أي تمثيل للجهات التي جاهدت نظام الطاغية الجرذ ، حتى ولو كان هؤلاء منتخبين ويمثلون الملايين التي زحفت الى صناديق الاقتراع ، وذلك بهدف واحد لا غير .. وهو سحب الشرعية من تحت أقدام الحكومة المنتخبة ، التي تمثل ارادة الشعب العراقي ، ولم يعد الشيخ آنف الذكر يطيق انخراط العراقيين من العرب السنة في العملية السياسية ، وهو بصدد تقويض كل شيء لمجرد تحقيق آماله المريضة بالحقد الطائفي .

سيأتي اليوم الذي سيفرج فيه عن الوثائق والشهادات التي تدين السيد الأمين العام ، وسيرى العراقيون بأم أعينهم من هو الذي زار السعودية ، وراح يشحذ الهمم لدى الخطباء وأئمة المساجد في الخليج لارسال أرتال الانتحاريين ليعيثوا في بلدنا خراباً .. والذي أسس لكل هذا الدمار وهذه المقتلة العظيمة ، ونهض بهمة لا كلل فيها لتوفير الارض الخصبة الحاضنة للتكفيريين في الفلوجة والقائم والرمادي واللطيفية والمدائن وبيجي وغيرها من المدن الأسيرة بحراب الطفيليين الذين يقتاتون على الدم العراقي ، وانتهكوا الدم الحرام بلا خجل ولا ورع ، وزرعوا ارض الرافدين موتاً وقتلاً وتفجيراً وتفخيخاً .. ورعباً ، وهذا ديدن الارهاب في كل مكان وزمان .
أقول لهذا الشيخ الذي ذهب (حب)* صدام بعقله .. لا تستعجلن رزقك .. فهو والله قادم اليك ما لم ترعو ، وأن القوى الأمنية العراقية تتحامل على جروحها ، وتجمع الأدلة الكافية ضد سماحتكم ، وسنراكم خلف القضبان ان شاء الله .
وسيدينك الدم العراقي عاجلاً وليس آجلاً باذن الله تعالى .
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
* ربما لا يصدق القارئ الكريم حب الشيخ لصدام ، ولكن هنالك من الأدلة ما يكفي لاثبات ذلك ، يذكر أحد الاخوة من رجال الدين (من العراقيين السنة) ، بأنه في أحد جلسات الاستراحة في أحد المؤتمرات الدينية في وفد برئاسة الشيخ (الأمين) تناول رجال الدين صدام (في زمن حكم الطاغية) يقول الشيخ (الذي رفض ان أذكر اسمه حالياً على الأقل ) لقد انتفخت أوداجه (الأمين العام للهيئة) للدفاع عن قائد الحملة الايمانية ، حتى خشينا على أنفسنا من التنكيل في حال عودتنا الى العراق ، فصمتنا.
بغداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ