الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة المصرية بعقلية رجل أمن

أماني فؤاد

2013 / 9 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



بعد الحوار الذي أجراه د."علاء عبد العزيز" مع "عمرو الليثي" علي قناة المحور، تشككت وتساءلت.. أية حقيبة وزارية قد تولاها الرجل .. !!؟ رجحت صلاحيته ــ في أحسن الأحوال ــ للعمل تحت التدريب.. في جهاز أمني أو مخابراتي .
علي مدي الساعة التي استغرقها الحديث انتظرت أن أستمع لرؤية وزير الثقافة المصرية لدفع وتطوير المنظومة الثقافية فكريا وإبداعيا وإداريا، تمنيت أن ألمح نية احتواء الوزير لكافة أطياف المثقفين المصريين، وإبداء استعداده لتفهمهم لا السخرية منهم، وتشجيع التعدد والتنوع الفكري لا اتهام اليسار باحتكار الثقافة، للاستماع للكبار منهم والاستفادة من خبراتهم لا اتهامهم بأنهم يتعالون علي الشباب ويمارسون عليهم الأستاذية، لتشجيع شباب الكتاب وفتح الأفاق الثقافية أمامهم، وجعلهم في قلب الثورة، الثورة التي كررها كثيرا دون أن يدرك فلسفتها العميقة، والتي أختزلت لديه في المسميات فقط .
أكد الحوار الذي أجراه الوزير الكثيرمما تداول عنه من أحكام من بعض من تعاملوا معه ..، يتبدى معجم الرجل ومفرداته ، وقسمات وجهه وحركة عينيه و خلجات وجهه بأن هناك لهجة انتقامية متوجسة من الجميع، حتي من العاملين معه في مكتبه، رجل يفتح ذراعيه لإشعال المعارك.. ينفعل سريعا، يعلو صوته ويسخر من الأخر ويستعلي عليه إذا لم يمتلك إجابة مقنعة عن الأسئلة التي توجه إليه، حتي من المحاور الذي يحدثه، تتلبسه لهجة انتقامية.. لا تعرف دبلوماسية وسياسة رجل الدولة الذي يقول أنه قرر أن يكونه.
رجل الثقافة أيها الوزير لا تكون عقليته علي هذا النحو.. لا يمتلك هذه اليقينيات القاطعة الفورية التي لا تقبل التعدد ومناقشة إمكاناته، وقبول الآخر بكل توجهاته، فهو ليس رجل ضبط وإحضار، كما أنه لا يفتح مكتبه لحث الموظفين لتلقي الشكاوى من العاملين في قطاعات الثقافة المختلفة، ولا يلوح بصيغ التهديد بالإقالة أو التحقيق لكل من قد تقدم فيه مخالفة إدارية، حتى لو كانت كيدية ، كأن القاعدة القانونية قد انعكست، فالمسئول لدي الوزير متهم إلي أن تثبت براءته.
أي مناخ من الإبداع والانتاج الثقافي هذا الذي تقدمه للمبدعين تحت إدارتك في وزارة ترعى المثقفين، أصحاب المواهب والشخصيات ذات الطبيعة الحرة؟


هل من اللائق أيها الوزير أن تتجاهل العقول المبدعة المثقفة التي تنتج الثقافة بالأساس؟ وتنحصر خطتك المستقبلية للثقافة في إقامة العدل الفوري، فيما يتعلق بمنظومة الاستحقاقات المالية لموظفي الوزارة، الوزارة المثقلة بأكثر من ستين بالمائة من العمالة الزائدة.
في المنظومة الإدارية هناك توازيات ينبغي أن تلقي العناية، كلا في توجهه ومكانته، ولا يتعارضان، جوهر الوزارة التي تديرها سيادة الوزير العقول التي هيئت للثورة، والتي تشكَّل العقول والوجدان.
من غير اللائق وزير ثقافة حكومة الإخوان أن تفخر بكونك من المغمورين، فوزير ثقافة أعرق حضارة بشرية لابد له من منتج ما، يجعله مستحقا لنيل شرف هذا الموقع، منتج إبداعي أو فكري أو إداري، منتج يشار إليه، وإن سئل عنه يفخر بالرد، ويزهو بتوضيحه!!
حين حرصت أن أتابع حوارك علي الشاشة أملت أن أسمع ما يبدد شكوكي وشكوك معظم مثقفي مصر، وحين أنتهي اللقاء رأيت أنك خير من يمثل مرحلة هي الأسواء في تاريخ الحبيبة مصر، رسَّخت للخواء والإقصاء والتوجس، كنت رمزا للتعالي علي مثقفي مصر الذين صنعوا علي مر التاريخ قوتها الناعمة وثقلها الحضاري.
د.علاء وزارة الثقافة المصرية لا تدار بمنطق عسكري الدرك التراثي "هع مين هناك" ، وطوفان تمرد أت لا محالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة سياسية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق في البصرة 31 أيا


.. مسيرات اليمين المتطرف في فرنسا لطرد المسلمين




.. أخبار الصباح | فرنسا.. مظاهرات ضخمة دعما لتحالف اليسار ضد صع


.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف




.. مظاهرات في العديد من أنحاء فرنسا بدعوة من النقابات واليسار ا