الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضربه الامريكيه ... اُجلت و لم تلغى

محمد فريق الركابي

2013 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك ان تهديد الولايات المتحده الامريكيه جعل النظام السوري و حلفائه في حالة ارتباك كبيره خصوصاً و ان الضربه كانت تستهدف منشئات عسكريه حيويه بالنسبه للنظام السوري و لو انها تمت كانت ستحقق تقدماً للجيش السوري الحر الذي كان مستعداً للقيام بتحركات عسكريه لزيادة تأثير الضربات العسكريه ضد النظام السوري و قد كان لقرار الضربه العسكريه تأثيراً واضحاً على النظام السوري الذي هدد باعمالاً عسكريه وصفت بالجنونيه اذا ما تمت و كذلك على حلفائه و بالاخص الروس اللذين بادروا بتقديم اقتراحاً ربما يزيد من عمر النظام اشهراً معدوده لكنها لن تكون قادره على بقائه الى الابد.

المبادره التي نحن بصددها التي وافق عليها النظام السوري دون تردد او حتى تمعن في نتائجها الخطره عليه في المستقبل القريب لانه يفكر في وضعه الحالي و ان كان سيخسر سلاحه الاستراتيجي الضامن الاول و الاخير لبقائه الوهمي و الذي يعد ابرز المخاوف التي يخشاها المجتمع الدولي اذا ما اقدم النظام على استخدامها لكن هذه المره ليس ضد شعبه بل ضد الدول المجاوره له و لعل اسرائيل هي اهم هذه الدول بالنسبه للولايات المتحده الامريكيه و هي المقصوده بعبارة حلفائنا في الشرق الاوسط التي لا يتوانا جون كيري وزير الخارجيه الامريكيه عن ترديدها في اي لقاء صحفي معه في هذا الشأن.

على الرغم من موافقة الولايات المتحده الامريكيه على هذه المبادره الا ان هذه الموافقه لم تكن عبثيه و دون تمعن في اتخاذها لقراراً ربما سيؤدي الى الاساءه الى سمعة الولايات المتحده التي تراجعت عن مواقفها و قرارها في الرد الحاسم على نظاماً تجاوز القوانين الدوليه و معاهدات حظر الاسلحه الكيمياويه علماً ان النظام السوري كان قد انضم مؤخراً الى هذه الاتفاقيه الامر الذي يعد دليل ادانه على النظام لانه يحاول ان الظهور بمظهر حسُن النيه و الذي يحاول العالم تشويه صورته و هو نفسه الذي يتهم المعارضه باستخدامه على الرغم من ان مجموعة التفتيش الدولي التي اوفدت الى دمشق للتحقيق اثبتت ان هناك اثاراً على استخدام الاسلحه المحرمه دولياً و ايضا ان الذي قام بأستخدامها هو النظام مع تفصيلاً كاملاً عن طرق استخدامه و الاماكن التي انطلق منها و التي توجه اليها.

ان موافقة الولايات المتحده جائت و حسب اعتقادي لسبباً واحد لا غير و هو تجريد النظام السوري من سلاحه الفتاك و الذي يهدد به الدول المجاوره له و من ثم القيام بضربه عسكريه شامله تنهي حياته و بالتالي فأن تسليم السوري لسلاحه يعتبر انتحاراً لانه فقد الورقه التي يساوم بها الغرب لبقائه على قيد الحياة و يجعل الولايات المتحده الامريكيه تنفذ وعودها بشأن الضربه العسكريه في ضل زوال الخطر (السلاح الكيمياوي )الذي يهدد به النظام السوري دول الجوار اللذين تعتبرهم الولايات المتحده حلفاءاً لها و ابرزهم اسرائيل و التي قامت بتأجيلها و لا اعتقد ان حلفاء الاسد قادرين على التدخل العسكري لحمايته و ان كانوا قد اوهموه بأن تسليمه للسلاح الكيمياوي هو الضامن لبقائه نعم الفرضيه صحيحه لكنه بقاء مؤقت حتى تكتمل الخطه الامريكيه الناتجه من استغلال المبادره الروسيه التي ربما اصبحت مأزقاً روسياً بعد ان توجه الحلف الثلاثي (الامريكي _ البريطاني _ الفرنسي) الى مجلس الامن لاصدار قراراً يجعل سوريا بموجبه تحت البند السابع لضمان عدم قيام الاسد بانتهاكات لحقوق الانسان و هو ما قابلته روسيا بالرفض لانها على يقين بأن النظام السوري لن ينفذ اي اتفاقاً يجعله مرماً لنيران المعارضه السوريه المسلحه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟