الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بشارالأسد الأصدق منذ بداية الثورة

آلان كيكاني

2013 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


قد كذب الجميع ممن له علاقة بالثورة السورية عن قرب أو عن بعد. وإنْ كان ثمة من استثناء فهو من نصيب رأس نظام الأسد رغم إدمانه على الافتراء والتلفيق، ليس في سياق الثورة وحسب، وإنما منذ بداية اغتصابه للسلطة في سوريا قبل ثلاثة عشر عاما. هذا ما يمكن للمرء أن يستخلصه وهو يعيد شريط أحداث الثورة السورية منذ اندلاعها قبل ثلاثين شهراً إلى هذه اللحظة وما رافقها من تصريحات ووعود وتهديدات وخطوط حمراء وخضراء وصفراء.
كذب الأتراك في المقام الأول عندما وضعوا خطوطاً حمراء حول حمص وحماه فتجاوزها النظام باستهتار وتحد واضحين دون أن يعير الوعيد التركي أدنى اهتمام بل وزاد النظام بأن تحرش بالأتراك عدة مرات وأسقط طائرة لهم في المياه الدولية وقتل طاقمها، وبين الحين والآخر قصف أراضيهم بنيران مدافعه وقتل العديد من مواطنيهم في استفزاز مقصود ومبرمج، كل هذا دون أن يلقى الأسد ردة فعل من هذه الدولة التي عودتنا على التفاخر والتباهي بقوتها العسكرية العملاقة وتاريخها المليء بالانتصارات سوى التهديد والوعيد ورسم الخطوط الحمراء.
وكذبت أمريكا، بل وفقدت مصداقيتها وهيبتها عندما شرعت منذ بداية الثورة تتحدث عن أيام بشار الأسد المعدودة في السلطة وفقدانه لشرعيته، وما لبث رئيسها باراك أوباما أن حمَل هو الآخر قلما أحمر وبدأ برسم خطوطه الحمراء لبشار الأسد لنجد في المحصلة أن هذه الخطوط ما كانت سوى فقاعات لا تبقي ولا تذر، أو أنها رُسمت بقلم رصاص حيث يسهل على الأسد محوها وإزالتها.
وكذب الشيوخ والأئمة والخطباء من على منابر المساجد عندما أهابوا بالمؤمنين أن من شأن التضرع إلى الله والدعاء على بشار الأسد أن يستجيب الله لهم ويجعل كيد بشار في نحره ويخلص الشعب السوري منه. وتلبية لنداء هؤلاء الرجال تضرع مئات الملايين من المسلمين حول العالم إلى الله ودعوه ليكون إلى جانب الثوار ضد بشار واستغل الكثيرون منهم شهر رمضان الماضي وقاموا الليل ابتهالاً إلى الله وأجزموا أن بشاراً لا يصل به الأجل إلى عيد الفطر. وها قد مل الدعاء وجف ريق الخطباء وتخشبت أيادي التقاة المرفوعة إلى الله وبشار لا زال قائما يحارب ويدير دفة المعارك من موقع الغالب.
وكذب الروس عندما أرادوا إظهار حليفهم السوري بمظهر الحَمَل الوديع الذي تهاجمه الذئاب من كل حدب وصوب، وعزت إدارتهم ما أشيع عن بشار الأسد من همجية وشناعة وقسوة إلى كذب المعارضين له وافترائهم عليه، وها قد كشفت التحقيقات أن الحمل الوديع هذا قد استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه بغية إبادته أو حمله على الارتداد عن ثورته ضده.
الكل كذب إلا بشاراً ..فقد قال الرجل منذ مستهل الثورة أن سقوطه حلم بعيد المنال وينبغي نسيانه. وقال أن الضغط الزائد عليه قد يؤدي إلى إشعال المنطقة ونشوب حرب إقليمية عابرة للأعراق والطوائف تطال كل دول المنطقة دون استثناء..قال بشار كل هذا ولم يصدقه أحد، وقيل أنه يقول كل هذا ليخيف دول الجوار ويحملها على مساعدته في سعيه للتخلص من محنته.. ولكن ها هو يصدق، فسقوطه لا يزال سراباً تجري وراءه المعارضة في عطش شديد، والمنطقة على فوهة بركان يكاد ينفث حممه ويصهر القاصي والداني، وحتى المجتمع الدولي كله بات في شقاق ونزاع ما ينذر بحرب عالمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث