الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمة في نقد بؤس الواقع

اسماعيل خليل الحسن

2013 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


أسس الأيديولوجيون والثوريون العرب ما يشبه الثورات تقليدا لما قام به ثوريو أوروبا في عصر النهضة ولسان حالهم يقول:
(لما لا هم ليسوا أفضل حالا, فإذا كان تاريخهم حافلا بالثورات ضد الكنائس والملوك والطبقات, استجابة لشروط تاريخية على الأغلب, فنحن نصطنع الضرورة ونفجّر الثورات بانقلابات نسميها ثورات نرفع فيها شعارات ونمجد أبطالا وقوادا وزعامات ).
لم يكن للمسجد سطوة الكنيسة ومحاكم التفتيش, ولم يكن المشايخ كالبابوات وجرى ازدراء الدين باسم الأيديولوجيا فأصبحت الأيديولوجيا دينا, وانبرى لها كهنوت خاص بها.
لقد جرى نقد الوطنية والطائفية باسم الأيديولوجيا القومية, وإذ بالطائفية تنهش أحزابها وتنخرها وتتركها يبابا.
وجرى نقد الأيديولوجيا وازدرائها باسم السياسة, فمورست السياسة كأيديولوجيات أو بأدوات أيديولوجية.
- ثورة على البورجوازية وليس لدينا بورجوازية.
- نقد للديمقراطية ولا نملك واحدا بالمئة منها.
- نقد للبراغماتية وليس لدينا سياسات براغماتية.
- نقد للماكيافيللية وليس لدينا حكام ماكيافيلليون, بل مورست ماكيافيللية مقلوبة: فإن كانت غايات المكيافيللية تبرر الواسطة فقد أصبحت في عرف الزعامات الغالبة المتغلبة عندنا تضحية بالغاية على مذبح الوسيلة. والأمير المنشود عند ماكيافيللي رجل وطني شريف يضع مصلحة قومه فوق شخصه ونزواته ويضحي بالأدنى من أجل همم أعلى. أما الأمير عندنا فهو رجل مهووس بتلميع صورته وتعظيم شخصه وعائلته وطائفته, هو فاسد فاجر بلطجي وشبّيح, لا يكل عن رفع الشعارات الوطنية, ولكن أية وطنية؟
الوطن هو ترفه ومقاولاته وجيوبه المنتفخة وتسلط الحثالة من أتباعه.
الوطن ملك شخصي بما فيه من بشر وحجر وسماء وملاعب لهو له ولذريته من بعده.
- نقد السياسة أصبح لدى بعض الساسة سياسة وبحث دؤوب عن التميز عن الآخرين ونأي بالذات من خلال نقدهم وتسفيه أعمالهم دون تقديم عمل بديل ودون تكوين قواعد اجتماعية وسياسية, فيحرد السياسي ويقدم استقالة تلو استقالة ويطير ويحلق لكن لا مطار يأوي إليه.
- نقد السياسة لدى البعض استثمار في البؤس الذي حاق بالفرد والجماعة, كتهافت المطببين على مريض بداء عضال, فالعلماني والملتحي واليساري واليميني والقطري والقومي كل يدعي أنه الحل أو أن الحل بجملته رهن يديه, ولبس من حل بيد هؤلاء جميعا, لقد كان من الأجدى قولهم: لا حلا بدوني, فيكون هذا واقعيا ومفهوما.
وبالجملة, كل تجليات الثقافة لدينا هي تقليد أو صدام مع الآخر الأوروبي المنتصر علينا علميا وعسكريا ومدنيا واقتصاديا, مع افتقارنا لثقافة خاصة بنا وهذه لا تتأتى إن لم تنطلق الجموع أو المجموعات الإنسانية من عقالها لتمارس دون وجل أو خوف دفين الخطأ والصواب ثم الاصطفاء, وليس هنالك من حلول مثالية, إنما هي حلول واقعية غايتها التخلص من حالة البؤس التي تلف كل شيء أنظمة وأحزابا وثورات ومعارضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن