الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيرة-قصة قصيرة

جمال القواسمي

2013 / 9 / 17
الادب والفن


الرأسمالي غير الشريف منذ أربع سنوات قرفان من جيرانه المستورين ويريد أن يفضحهم. في البدء أقنع بعض أصحاب شقق المشروع الإسكاني، الذين اشترى شقةً مثلهم، بدفع مبلغ ألفي شيكل للقيام بتحسينات للعمارة؛ ثم في النهاية طالبهم بدفع مبلغ نصف مليون شيكل. الرأسمالي الشريف سرق المخازن ومواقف السيارات وجعل حديقة الأطفال مقبرة لخزان الغاز، وفعل ما خطر بباله دون موافقة أصحاب الشقق.
الرأسمالي غير الشريف الآن عينه على مطلع الدرج، وهو فقط مساحة مترين بين باب شقته وباب شقة جاره الموظف؛ وجاره الحيط بالحيط موظف معاق يعمل معلماً. الرأسمالي الشريف أحتل مطلع الدرج بوضع عربة ورد اصطناعي، واعتاد منذ سنة ونصف أن يضع بجانبها وتحتها أحذيته وجزمة ابنه واحذية ضيوفه خارج باب شقته، أمام باب شقة جاره. وهكذا اضطر الموظف المعاق لإخراج حذاءه المهترئ وحذاء ابنته الصغيرة وبابوج زوجته خارج باب شقته.
الرأسمالي غير الشريف لم يطق منظر الأحذية المتآكلة والمتسخة لجاره الموظف، لجاره الموظف المعاق، الخليلي. الأمر الذي استفزَّه ان جاره ليس بمستواه الاقتصادي، الأمر الذي استفزه ان جاره ليس بمستوى قوته البدنية، الأمر الذي استفزه ليس ان جاره خليلي، بل استفزه منظر الأحذية شبه المهترئة بين الشقتين.
ذات صباح سمع الموظف الكحيان صوت باب جاره الرأسمالي وكذلك ارتطام الاحذية، وحين تمكن من العثور على مفتاح الباب وفتحه، لاحظ ان احذيته قد طارت على الدرج بفعل فاعل مثل جاره الرأسمالي الشريف؛ وهكذا جرَّ الموظف المُعاق الكحيان الخليلي عربة الورد الاصطناعي وألقاها لتدشِّن محاولة طيرانها الأولى من على الدرج أيضاً.
الرأسمالي غير الشريف الذي عينه على مساحة مترين بين بابي الشقتين، وضع فاصلاً خشبياً امام باب المصعد؛ الفاصل الخشبي ماليزي الصنع كان يمنع الكرسي المتحرك من الدوران ودخول المصعد او الخروج منه، بل كاد يقع على رأس جاره مرتين وعلى كرسيه المتحرك. وبعد ان سمعت عائلة الرأسمالي. بمحض الصدفة استهجن احد الجيران في المصعد ما رأه من حرب القواطع الماليزية، فاضطرت عائلة الرأسمالي أن تزيل القاطع الخشبي. عند عودة الرأسمالي ربُّ المال إلى البيت، اكتشف غير الشريف اختفاءَ الفاصل، فجنَّ جنونه، فتح باب شقته وألقى بين الشقتين بنهر من الأحذية الجديدة والنظيفة وبعضها ما زال مغلَّفاً في صناديقه، بل ان بعض الأحذية ابنة الماركات ذات الحسب والنسب، الرأسمالي شتم وسب وهدَّد وتوعَّد وتفاخر، كأنَّ حاله يقول: لا صوت يعلو فوق صوت أحذيتي!!
الرأسمالي غير الشريف القرفان من جيرانه، الذي عينه على ما لا يملك، خليلي أيضاً، وهو قرفان من اسمه أيضاً، وأسمه لا كرامة فيه وغير شريف أبداً.
1-5-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال