الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأس المال في خطر

عزيز الكعبي

2013 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



رأس المال في خطر
يجب معرفة ما هي الأسباب الكامنة وراء الابتعاد والعزوف؟
للشريحة الشبابية عن ساحة العمل السياسي, والآلية الملائمة لتشجيع الفئات الشبابية على خوض غمار العمل السياسي,
الشباب هم ذلك الأمل الذي تتطلع إليه سائر الشعوب والأمم في مسيرة نهضتها نحو الغد والمستقبل، الشباب هم الوقود الذي يسير بركب المجتمع بهذا العنفوان الكبير نحو التقدم والعطاء نحو الرقي والارتقاء، في فكرها وعقلها وروحها وجميع مكوناتها الجسمية والروحية، وأي تعطيل في المسيرة يعني الرجوع بركب الأمة نحو الخلف عشرات السنين والركون في زاوية التخلف والرجعية حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
الشباب هم المخزون البشري الذي نراهن عليه في مقبل الأيام، فلا يجدر بنا أن ندع الحبل على الغارب ولا نحرك ساكناً حيال حالة المراوحة وتجميدعزوف نشاط الشباب السياسي لأجل غير مسمى. لا نلقي بتبعات ذلك العزوف على كاهل الشباب بشكل مطلق من دون النظر إلى حيثيات الأمور من كل جوانبها وأبعادها، فهناك تداخل كبير بين الأسباب والمسببات، ومن غير اللائق أن نتناول النتائج من غير النظر إلى الأسباب . نعم، هناك إخفاقات وهناك مراوحة في الجمود في المؤسسة تلك أو الدائرة تلك، وهناك عدم تجاوب وعدم فاعلية من قبل المجتمع حيال هذا النشاط أو ذاك، وهناك عدم تشجيع أو حتى كلمة طيبة أو على أقل تقدير نقد بناء يشد من أزر الشباب العاملين وينظر لمكامن الخلل في شخصيتهم ، ولكن لا يبرر على الإطلاق بحالة العزوف وحالة القطيعة ، فهناك كثير من الشباب وكثير من الطاقات تنشط في ظرف معين .
هناك فهم مغلوط قد يقع فيه بعض الشباب المتحمسين للعمل السياسي في أول مشوارهم، وهو عدم فهمهم الصحيح لما هو العمل أصلاً وعدم درايتهم بكونه - العمل السياسي - يتسم بشيء من التضحية بالوقت والجهد وحتى التعرض إلى بعض المشكل. وعندما يصطدمون بهذا الواقع تتولد عندهم ردود فعل عكسية عن العمل وحتى عن المجتمع، وهذا أمر خاطئ يحتاج إلى توعية وتصحيح بالتحاور والنقاش الموضوعي. ومادمنا قد فتحنا الباب على مصراعيه في هذا الموضوع بكل شفافية وانفتاح ورحابة صدر فلا يجدر أن يفوتنا في هذه الجزئية أن ننتقد الشباب وإن كان النقد في بعض الأحيان قد يوجع، .
فهناك شريحة شبابية مخلصة انصهرت في العمل السياسي منذ حداثة سنها ولم تدخر وسعاً في تقديم الغالي والنفيس من أجل العمل واستمراريته ، ووجدت نفسها إلا وهي في ركاب المؤسسة السياسية وضمن أفرادها
المطلوب من الشباب اليوم وإزاء هذه التحديات والاستحقاقات الكثيرة على الأرض أن ينخرطوا في مضمار العمل السياسي من اجل وطنهم ، وأن يلقوا كل تبعات الماضي خلف ظهورهم، وأن ينظروا للإمام، فإشعال شمعة خير من أن تلعن الظلام كما يقولون. المجتمع بحاجة لطاقاتكم وجهدكم كي تبنوه وتشيدوه بكل حب ومثابرة، البناء إن لم يكن صحيحاً وقوياً سرعان ما يتصدع ويكون مصيره نحو الخراب والزوال.
أنتم مدعوون أيها الشباب لحمل هذه المسؤولية وإعطائها للأجيال القادمة بكل جد وإصرار على التغيير في حقول العمل الإنساني والسياسي ، وتنسحب تلك المسؤولية على مؤسساتنا الحكومية والمدنية بأن تفتح باعها إلى الشرائح الشبابية الواعدة كي يعطوا ويبدعوا ويرتقوا بصروح مؤسساتنا نحو الأفضل، وعلى شبابنا الطموح الذي يحمل هم العمل السياسي أن يبادروا بكل قوة لخوض معترك العمل، وهذا للوهلة الأولى يعد ضمانة حقيقية لسير النشاط وحراكه في واقع المجتمع.
لقد بلغ السيل الزبى, لِما آل إليه حال بعض شباننا اليافع اليوم, والذين بتنا نمتعض لرؤيتهم في هذا الحال؟ وهذا ما دعانا لنكتب الآن وبكل أسف؟ وما هذا إلا تصوير واقعي لشريحة واسعة من مجتمعنا الآن, باتت ظاهرة لذوي البَصائـِر, ولنبتعد قليلاً عن المجاملات والمحاباة, فلا أَرب لنا فيها. فبعض شباننا الذين هم في أوج الفتوة والعطاء والطاقة, والذين هم ثروة هائلة لا تقدر بثمن, ما حالهم اليـــوم؟
عزيز الكعبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د