الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرة تضامنية مع أنوزلا

خميس بتكمنت

2013 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



في دولة الإيالة الشريفة السعيدة و المفتخرة بإستثنائيتها بين الأمم ، و المعتقة لرقاب البيدوفيليين و المكرمة لصدرور المخنثين الفكريين و العاهرين السياسيين ، يحدث كل شيء غريب في بلد إستمد نظامه و شرعيته من الغرابة و الخرافة ، فإصلاح حقل الفساد الذي ينخر مؤسسة القضاء الغير العادل بدأ يعطي ثماره ، فها هو مثلا السيد أنوزلا الذي أطل علينا دوما بتحليلاته و كتاباته المحايدة التي يغلب فيها دوما العقل على العاطفة جُعل منه قربانا للإصلاح الموؤود في أحضان عاصفة الفساد المكرس في هذا البلد الخرافي ، لأنه حاول المساس بالوحدة الترابية و زعزعة النظام ، و حاول حلحلة الهدف الإستراتيجي للامة الذي اسس لبناته كالفن دانيال الذي كان العفو عنه مصلحة إستراتيجية كما قيل الرميد .
نشر فيديو لتنظيم القاعدة موجه للرياضي و الفنان و السياسي الأول ، كان كفيلا بإثبات التهمة على أنوزلا الذي حاولت الدولة في اكثر من مرة ان توقع به و توصد نور قلمه و تغتال صراحته و مهنيته و نزاهته ، يبدو القضاء على الفساد يا سادة ساري المفعول بعد تنزيه المفسدين و توفير الدعم لهم و الرمي بمن يفضحهم وراء قضبان الزنازن .
عباس الفاسي بطل فضيحة النجاة ليس مفسدا ، و مزوار ليس كذلك و العماري و الهمة و الماجدي و كافة الشاربين من حوض المخزن ليسوا كذلك و المتعاقبين على كراسي المصالح و القطاعات منذ 1956 كانوا مخلصين و وطنيين على ما يبدو ، لأن المفسد يجازى بلاكريما و رخصة للصيد و ترخيص بإستغلال المقالع و بوسام أيضا و تضمن الدولة له كافة الحقوق الجاري بها العمل في بلدان الفساد.
كم هو رائع بلد الإستثناء هذا الذي إستطاع القضاء على مد فكر القاعدة من خلال مصادرة املاك شخصية لرجل إعلامي ( لأن الإعلاميين ليسوا رجالا كما قال رئيس فرقة الطبالين و النشالين قبل أسبوع ) ، و تعتبر تجربة المخزن في مطاردته للإرهاب إستثنائية كإستثناء نظامه السياسي فهي لم تحاربه كما فعلت امريكا لأنه ليس للمخزن بوارج و لا حاملات طائرات و لا أقمار تجسس ، حاربه على نهج الخطة التقليدية للشيوخ و المقدمين ، لقد قنص الإرهاب متلبسا في بيت أنوزلا الذي حاول إسقاط نظام سياسي عبر إستخدام خدمة بارطاجي لفيديو نشر على اليوتوب .
دولة ما دستور يوليوز المنمقة فصوله بتقديس حرية التعبير و ضمان الحريات الفردية و الجماعية ، بدأت ورش إصلاح القضاء من خلال التعجيل بإعتقال أنوزلا ، و شرعت في مطاردة الإرهابيين عبر إستصدار حواسيب الصحافيين المشهود لهم بالكفاءة و النزاهة ، فهؤلاء يشكون خطرا و يحاولون تنوير الرأي العام و العياذ بالله .
إن في إعتقال أنوزلا رسالة واضحة من طرف الدولة إلى كل الاصوات الحرة المطالبة بإسقاط الفساد ، و مفاد الرسالة ان الفساد شرط سياسي للدمقرطة و الإنفراج السياسي من أجل مغرب يتسع لكل أنماط الفساد الذي دعمت أواصره التماسيح و العفاريت ، و إن إستقرار هذا البلد المنكب على ألمه مستهدف من اكبر تنظيم إرهابي دولي الذي يحاول إشاعة الفوضى ن لذلك فالقضاء على تطرف و إرهاب تنظيم القاعدة مترابط مع القضاء على الأصوات و الأقلام الحرة التي تحاول ما امكن فك تفكيك شع عنكبوت القهر و الظلم و الفساد المكرس بقرارات سياسية ، و إن الدولة ها هنا تقول لكل من يفكر أو يحاول التفكير في البوح بشيء من الحقيقة " دخل سوق راسك و إلا غادي تكون محسوب على القاعدة " .
المغزى الصريح و البين ان عجلة السير بالقهقرى بحرية التعبير و الفكرة سائرة على سرعة خيالية ، و إختارت أن تسير للوراء تحصينا للمكتسبات السابقة المراكمة من عقود الإذلال و تحكم الدولة في الإعلام و معاقبة المتمردين بطرق خسيسة و مفضوحة من اجل جعل الوضع الكارثي سرا داخليا لا يجب تسويقه للرأي العام الدولي ، و إن إعتقال أنوزلا و إستصدار ممتلكات الموقع الذي يشتغل مديرا له ، هو جريمة سياسية في حق حرية التعبير و ضربا بعرض الحائط لكل المواثيق و العهود الدولية التي أمضى عليها المغرب حبرا و تركها حبرا على ورق و هو إعتقال لحرية التعبير و إغتصاب لها ، لذلك فالإشكالية العميقة هي بنيوية بالاساس مرتبطة بالنظام السياسي باكمله و ما حدث هو مجرد إشارة للصوت الحر بكون الدولة ستقف بالمرصاد في وجه كل من سولت له نفسه أن يخرج عن الخريطة المرسومة من طرف الدولة ليبقى الإعلام بوقا مطبلا يسبح بحمد الطرح المخزني و يقدس له ، و يبقى الخيار المطروح الآن هو إما الإعتكاف في محراب الصمت للأحرار ، و إما أن نصفق بحرارة لخطوات الدولة و نهتف ل " العام زين " كيفما كانت شدة إهانتها لذواتنا المخلصة التي قطعت العهد و الوعد ان لا تصمت عن البوح بالحق .
لنفترض جدلا أن القاعدة تهدد هذا المغرب و تخطط لشيء ما لتجعل الدماء تسيل ، فهل من الواجب نشر مخططات ما يرمي له هذا التنظيم الغرهابي اوضع الرأي العام في الصورة الحقيقية و للتفكير سويا كلا حسب إستطاعته لتوحيد الجهود للقضاء على هذا الفكر المتطرف ، و إيجاد حلول ناجعة لوقف زحفه إن كان هنالك زحف أصلا ، أم الواجب هو التعتيم على الخبر و الإستعانة بسياسة الإخفاء حتى تقع فاجعة لا قدر الله و يخرج علينا كبار الساسة ليقولوا مجددا " ما فراسيش و ما فخباريش " ؟؟
بين هذا و ذاك تضامني الكامل و اللامشروط مع السيد علي أنوزلا في محنته مع طوابير إبادة القلم النير و الصوت الحر ، فإرهاب القاعدة الآني هو سياسة تكميم الافواه و تعتيم المشهد الإعلامي بترهات إنشاد انشودة المخزن الرائع بقهره و تماديه ، و لن نقول ابدا وسع الله الإعلام بواسع رحمته و تغمده بعفوه الشامل ، لن نقولها أبدا و لو قطعت أيدينا و أرجلنا من خلاف ، مادام هنالك قلوبا في صدورنا تنبض حرية و تتوق للقطع مع الإستبداد بكل أنماطه و تجلياته و تمظهراته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المخابرات الجزائرية
ابولؤلؤة ( 2013 / 9 / 17 - 15:01 )
ان المتصفح والمحلل للبيان المنشور بجريدة الباييس ونشرته مواقع اخرى سيكتشف ان المخابرات الجزائرية تقف وراءه لازعاج المغرب وارباكه وخلخلت امنه وسكينته ، وليس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي .
وقد زاد من صدقية هذه الحقيقة تقوية سلطات رئيس الجمهورية الدكتاتورية من خلال تعيين مناصريه وابعاد معارضيه ، وهو ما يعني عمل بوتفليقة على تمديد ولايته الرئاسية الى ولاية قادمة ، بل تأبيد رئاسة بوتفليقة الى ان يرسل له عزرائيل استدعاء المغادرة لان له اكثر من ثمانين سنة .

اخر الافلام

.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح


.. طفل فلسطيني ولد في الحرب بغزة واستشهد فيها




.. متظاهرون يقطعون طريق -أيالون- في تل أبيب للمطالبة الحكومة بإ


.. الطيران الإسرائيلي يقصف محيط معبر رفح الحدودي




.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية