الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليسَ - مِنْ مَسَدْ - !

يحيى علوان

2013 / 9 / 17
الادب والفن




تَرَجّلْ .. !
فالنسيانُ دابّـةٌٌ حَـرونْ ،
تَرَجّلْ ! فمـا أَنتَ بالأوَّلِ ولا الأخيـر .. !
كانَ / النسيانُ / بَغـلاً ! لَـه عليكَ فضلٌ ... وفَّـرَ لَكَ ، بعـدَ عقـودٍ ، فرصَةَ الإطلال على ذاكرتِكَ والإستمتاعِ بأعادةِ صيـاغَةِ ، وتشكيلِ ، وتَلوينِ ، ومُساءَلَةِ ، وإستكشافِ ما مَررَتَ بـه – دونَ حُـزنٍ أو نَـدَمٍ – من أجلِ الفَـوزِ بمعرفِـةٍ تَمتَـدُّ لجِـذورِ الأشياءِ ... لإستنباطِ الثابِتِ ، الكامِنِ تحتَ قِشرَةِ اليوميِّ ، بهَدَفِ جَلْوِهِ من غُبـارِ العابِرِ ...
فَقَـدْ أَورَقتِ المُفرداتُ والمعانِـي .. تَعَتَّقَتِ المَشاعِرُ ، رَحُبَتِ الظِـلالُ وغــدا النَـصُّ
قانِـيَ الحُمـرةِ .. يَستَفِزُّ ، يَتَحَرَّشُ بـ " ثَـورَ " الكتابَـةِ المجيـدِ ! عَـلَّ الذِكـرى تُضـيءُ دَربَ المعنـى فـي غَبَشِ الكلمـاتِ ، وفِـي غَسَقِ العُمـرِ .. فالحَنينُ لَمّـا يَزَلْ صغيراً ، مـا شِبَّ عنْ "غِمـده " بَعـدُ ! يُمسِكُ بنياطِ النسيان ، يكـادُ يُقطّعهـا .. ..
تَرَجَّلْ ، إبحثْ عن لُغَةٌ تَرفِسُ لحظةَ الخطابةِ والشعار ، تكونُ واحَـةً للتأمُّلِ ..
................................
................................

عقُـودٌ مرَّتْ سِراعاً .. تَغَيَّرَتْ أشياءٌ وأَشياء ، لكنَّ ذلكَ الحبل أمسى متيناً ... ستُضيفه إلى ما تعلّمتـه في مجـرى العيش : .." شيئان تزدادُ قيمتهما ، يغـدوانِ أَطعَمَ ، إنْ تَعَتَّقَا ، النبيذ والجبنة " وستُضيفُ لهما ، من عندكَ ، ذلك الحبلُ ، الـذي يشدُّكَ إلى مَنْبَتِك الأوّل ، الذي لَـمْ تَخْتَره !!

عَلَّمَكَ " الجَبَلُ " ، وقبلَـه المُعْتَقَلُ ، مـا دونـه كل شيء ، فِقـهَ الحُـريَّـةِ .. ! تـَعَلّمتَ كيفَ تَصنَع حبـلاً سِريّاً " ليسَ من مَسَدْ " معَ أَرضِ البِدايـاتِ ، أرضِ الحروفِ الأولـى ، والحبِّ الأوَّلِ ، والرعشَةِ الأولى ... والـ"كَفِّ" الأولـى ، التي تلَقّيَْتَهـا على وَجهِكَ ... تُحِسُّها بعدَ أكثر من خَمسين عاماً ، فَتَمُـدَّ يَدَكَ – لا شُعوريَّـاً – تَحُكّ مكـانَ الصفعَـةِ ، كأنهــا حَدَثَتْ تَـوَّاً .. وما زالَ أَثَرُهـا حـارّاً .. !

فَـوقَ حَجـرِ النِسيانِ ، سَتَصقِلُ الذِكـرى وتَشحَذُ شَفيرَِهـا ، حيثُ مُمكنة تَغدو الكتابَـةُ
عمَـا تَخَمَّرَ في جُنُبـاتِ اللاوعيِ .. ولَمْ يَتَغَيَّرْ بِفِعلِ عادِيـاتِ الزمـانِ .. فأضحَى ملجأً يُبَدِّدُ مرارةَ الحيـاةِ .. ويَصيـرُ حُلمـاً ، تَغـدو الحيـاةُ منْ أجلـهِ مُبَرَّرَةً ، فالعَيشُ يقتَضَي بقـاءَ الحُلُمِ .. فأِنْْ تَحَقَّق " أَخْفَقَ " !

مفتوحـاً ، طرِيَّـاً ظلَّ جُرحُ الذكـرى .. في عـالَمٍ ظَنينِ السعادة ، كريم الشقاء .. !

................................
................................


خيـاراتٌ وجوديَّـةٌ كثيرةٌ ، أَهملتَهـا ، كـي تُرضِــعِ ذاكـرتكَ البَصَريَّـةِ والحسيَّةِ ..
حتى راحَتْ تُحضِـرُ لكَ روائـحَ وعطـورٍ ، يَقْشَعِرُّ لهـا زَغَبُ " العِجْمَةِ " ، وَتُقَدِّمُ
لَكَ أَطباقَـاً من المباهِـجِ الصغيـرَةِ ، من قَبيلِ ..
" أَنَّ حُـبَّ الوطَـنِ لا يحتَـــاجُ إلــى وسـيطٍ ، أَيَّـاً كانَ ! كمـا العلاقـةَ بالرب ، لا تحتـاجُ إلـى وسيطٍ ! "

ما زالَت الحَيرةُ تَنهَشُكَ ، إنْ بالحُبِّ فاضَ قلبُكَ ، فهـو أَصغرُ من قلبِ لاعبِ كُرةٍ ، لكنَّه أكبَرُ ، قَطعـاً ، من قلبِ مُستبِدٍّ ! خِلافَاً لآخريـن إستوطنَ العاقول قُلوبهـم ..
تروحُ تُغمِضُ عينيكَ فتستخرجُ وطناً آخـرَ ، غيرَ هـذا الخراب ..
ستظلُّ حارِسَ الشرَرِ في الأحلام .. فقد تنسىِ الشرارةُ نفسها ، وتَتقـادم فتنتهي إلى ومضَةٍ خجـولةٍ .. لذلكَ ستتسرَقُ ، من بابٍ موارَبٍ لَفحَةَ النُجيمـاتِ ، من مستورِ
سَهرَتهـا ، فَلَرُبّمـا شاءَتْ مساءاتُ المنافي أنْ تَتَدفَّـأ بالذكـرى فقط .. حَدَّ التمادي ...!
................................

* أَنكونُ فَقَدنـا الأوطانَ لأنَّ القطيـعَ تاه عنّـا ، فلَمْ نَعُـدْ نُصـابُ بالحنينِ إلى جحيمهـا .. ؟!
أَلذلكَ صَبرَتْ علينـا المنافـي ولم تأبه ، عندما يفيضُ بنا الحنين فـي برونـز الصمت .. بشُرُفاتٍ هَجَرَهـا الحَمَـامُ وأَخَـذَ هَديلَـه معـه ... فنَظلَّ نرنو لنجـوم
ليلٍ عتيـق ؟!

ماذا جَنَيتَ حينَ أضرَمتَ المـاءَ في الصمتِ ، والصمتَ في الكلام ؟!
ماذا جَنيتَ تبحثُ ، مثلَ قردٍ ، على صفحة المـاء عن شخصٍ آخرَ سواك ؟!
لمـاذا تسألُ الرياحَ عن أُمِّهـا والموجَ عن أبيه ؟!

* عَتَبي على مَنْ وَرَّطَني بالمفردةِ ونَسِيَ أنْ يُوصيهـا كي تَرفِقَ بِـيَ !
كانَ يقولُ لِي ، وكنتُ صغيراً لايفقه المعنى سوى الحِفظ ، آفَـةُ الفيلِ عاجُـه ،
وآفَـةُ البئرِ دَلـوُه .. وآفَـةُ الشِعرِ النَظمُ والجَرَسُ .. !

بأزميلٍ من صوتِ حَنجرَتِه العريضةِ حَفَرَ في صخرَةِ ذاكرتي الفَتِيَّةِ ، بيتاً من الشِعرِ، قاله مُنبِّهـاً إيايَ يومَ حمَلتُ صينيةَ الشاي إلى غرفةِ الضيوف وشَرَعتُ
أُقدِّم الكؤوسَ ، دونَ دِرايَةٍ ، إبتداءاً من أَقربِ شخصٍ إلى الباب ..
"مَنَعتِ الكاسْ عنَّـا أُمَّ عَـوفٍ ، وكانَ الكاسْ مَجـراهُ اليَمينَا "

......................................
......................................


نَـمْ قَريرَ العينِ .. ! فَصغيرُكَ صـارَ شيخاً .. لَمْ يُشفَ من ظَمَئه .. ولَمْ يُغـادر بُستانَ الحَرْفِ ، ما فتِىءَ يصطادُ شُهُبَ المعنى وظلالهـا .. لَمَّـا يَزَلْ على تِلكَ الدرب ، التي سَلَكها ، أَبونـا الأوَّل مسكوناً بشَغَفِ إنبلاجِ المعنى .. لَمْ يُرهِبه التابـو ، ولا الوعيـد ، ولا حتى الخروجُ من الجنّـة .. !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا