الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقه في مقتل محافظ البصره الوائلي

حامد رمضان المسافر

2013 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


كان محمد مصبح الوائلي محافظا للبصره , وهو من حزب الفضيله , في نفس الفتره التي كان فيها عبد الجبار اللعيبي مديرا عاما لنفط الجنوب. و كان بين الاثنين عداء خفي . كل مشروع يطرحه جبار اللعيبي يعترض عليه المحافظ والعكس صحيح. البشر ليسوا كما يبدون بشكلهم المهندم والخلاقهم الرفيعه و كأنهم ملائكه , او ممن سمعنا عن تقواهم و فضائلهم في قصص الف ليله وليله و روائع المنفلوطي الفضيله و ماجدولين و في سبيل التاج..الخ
كل انسان يحمل في داخله الخير لكن بنسبه متساويه يحمل الشر. لذلك قال القران الكريم ( و نفس و ماسواها فألهمها فجورها و تقواها ) ..اذن الفجور موجود بنفس النسبه الى جانب التقوى..ولست ادعي هنا ان محافظ البصره انذاك كان اتقى من جبار اللعيبي , ابدا الطبيعه البشريه واحده و ظلمات النفس البشريه رهيبه..ارهب مما نتصور..لذلك استطاع الانسان الضعيف ان ينتصر على اقوى الحيوانات كالدينوصورات التي يقول المنطق انها كانت المرشحه للاستيلاء على الكره الارضيه..لكن الانسان بمكره و خداعه و شره استطاع ان يعل الارض خالصة له رغم ادعائه الضعف..و هذا هو شره الاكبر
نعود الى قصتنا محافظ البصره في البدايه هو المتغلب على مدير عام نفط الجنوب جبار اللعيبي..لكونه محاطا بشرطة و جيش و كلهم يتمنون ان يوءشر لهم فيرسلوا تحت الارض من كان يزهو فوقها قبل ايام..لذلك لم تتمكن عصابة جبار المدنيه و المسلحه بمسدسات ان تصرع محمد مصبح الوائلي ..و فاز في الجولة الاولى المحافظ متباهيا..ثم عزلت الحكومه الرجلين..و هنا جائت الفرصه لجبار اللعيبي للخلاص من عدوه القديم..
سافر جبار الى دبي وانشأ هنالك مملكته الخاصه بعد ان سرق كل حفارات النفط من نفط الجنوب و حولها لدبي..و حول ملايين الدولارات التي حصل عليها من بيع النفط الخام لايران شخصيا..والملايين الاخرى التي جلبتها عصابته من عملياتها بسلب اهل البصره من كل دولار يملكونه والا كان مصيرهم القتل..و جلب من دبي عند عودته المسدسات كاتمة الصوت لعصابته ..ولم يكن يصعب عليه شيئا فالدولار يفتح اعصى ضمير و يلينه..
في احد الايام كان المسكين محمد مصبح الوائلي ذاهبا لبيته في العباسيه و كانت سياره سوداء تتبعه تحمل اعضاء من اشرس مجرمي البصره بأيديهم كاتمات الصوت..ولديهم اوامر عليا من السيد جبار اللعيبي ( هرون الرشيد ) كما يسمونه في دبي..و حين وصل المحافظ السابق الى باب بيته اطلق المجرمون النار من مسدساتهم فسقط و الدماء البريئه سالت على عتبة بابه..غزيره كدماء الملك دنكان في مسرحية مكبث الشهيره..
انتقم جبار من عدوه و ذهب عائا لجنته في دبي و لعماراته التي اشتراها بمال الشعب العراقي المسلوب..والغريب ان جبارا لم يوءنبه ضميره ولو للحظة من زمننا الفاني كما أنب ماكبث الذي قال بعد طعنه للملك دنكان ( وداعا ايها النوم..)
“غداً، وغداً، وغداً،
وكل غد يزحف بهذه الخطى الحقيرة يوماً إثر يوم
حتى المقطع الأخير من الزمن المكتوب،
وإذا كل أماسينا قد أنارت للحمقى المساكين
الطريق إلى الموت والتراب، الا انطفئى، يا شمعة وجيزة!
ما الحياة إلا ظل يمشى، ممثل مسكين
يتبختر ويستشيط ساعته على المسرح،
ثم لا يسمعه أحد: إنها حكاية
يحكيها معتوه، ملؤها الصخب والعنف،
ولا تعنى أى شىء”








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة