الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صيد واقتناص البشر ؟

احمد مصارع

2005 / 5 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


صيد واقتناص البشر ؟
من حواشي اللغة
ألفاظ قديمة , ومازالت مستعملة ولم تختف بعد , وقبل عملية جمعها وتصنيفها , على النحو المرجعي للمفردات وهو عمل متخصص ولا يمكنني القيام به , على النحو الكامل و بدون الاستعانة بأصحاب الخبرة , ومن هنا سألجأ للانتقائية سبيلا , في سبيل بيان امكان أن تكون الكلمات صحيحة المعنى , وعملية استرجاعها بطريقة الاسترداد صحيحة , وإذا لم تحقق هذا الهدف فإنها ستكون مؤلفة , وهو نتيجة ثانوية .
كما يحدث في الطبقات الأرضية , تكشف جيولوجيا الأرض عمر وتاريخ ومكونات ذات دلالة , وكذلك الكلمات التي لم تنقرض بعد , فهي الكلمات الموغلة في القدم , وقد يقال عنها هروبا من التسمية الحقيقية لها , عامية عتيقة , أو بقايا حضارات بائدة , من البابلية أو الآرامية ثقافة, ومما يجهل مصدره , ما عدا التأثير التركي والفارسي , الذي كان على الغالب حديث العهد .
من الأ لعاب المعروفة قديما ( الحويدة ) , والفعل فيها , حاد , وهو يعني المطاردة , للقبض على شخص آخر لاصطياده , أو اقتناصه , وأسره , وعندما يصدر الأمر غاضبا , حوده , أو حودوه , فسيتحول الأمر الى مجموعة تطارد الآخر الذي يبدو مطلوبا , وكأنه , كان قد اقترف ذنبا , ويستحق العقاب .
أما لماذا ( الحويدة ) لعبة مطاردة , فعلى ما يبدو , أنها بقيت كنوع من عمليات التدريب النافعة , وخاصة لليافعين والصغار , ولكونهم سيحتاجونها في حياتهم اللاحقة , وهذا ما يشبه حالة الحكم المحلي التطوعي , للمجتمعات الأهلية , وهي مرحلة ما قبل الحكومة .
عملية القبض على المطارد , تدعى ( الدك ) ,وعندما يصيحون في تخاطبهم , دكيناه , فهم يعنون أنهم أنهوا العملية بنجاح , والسؤال الفلسفي , عن معنى وجود ما يسمى بحالة ( الحيز ) بمبادىء اللعبة , فالمطاردة العنيفة , وربما إذا كانت حقيقية فليس لها قواعد , ولكن ( حيز ) اللعبة , هي بمثابة مستراح , وإلغاء لها من جهة أخرى , وحين يصرخ المطارد ( حيز ) , فهو يطلب الأمان , أو يقرر الاستسلام .
الحيز مقدس عند اللاعبين الملتزمين بأخلاق اللعبة , ولا يجوز مطلقا التعدي على حق الحيز , ويبدو في جوهره مقدسا , ولذلك ينشب العراك بين المطاردين إذا اكتشف من يتعدى على قدسية الحيز , ويشجع الكهول المحافظين على القواعد بنزاهة تامة , وبوصفهم أخيارا , بينما قد ينظرون الى المخالفين بوصفهم أشرارا , ولتصريف هذا الموقف الأخلاقي , فهو يشبه الى حد بعيد , من يطلب السلام من الآخرين , مستسلما , بالقول ( لقد آمنت بربكم ) , أو بالقول إني دخيل ما تعبدون , أو أنا واحد منكم , وهلم جرا , ليسلم بذلك من الضرب أو القتل بدون أن يتبين الموقف , ويتم التعريف بأسباب (الحويدة ) وال ( دك ) عليه , ولا استبعد أن يكون الحيز من الحيازة , والحوض , وهي تعني حدود الحيازة أو حدود السيادة بالمعنى الحديث , فدخول الشخص الغريب الى منطقة الحيازة بدون إذن سيعرضه ( للحود والدك ) , وما الحيز سوى الإعلان بقبول أحكام الحيازة المحلية , وهو مصدر تحويل المدكوك , نحو كبير القوم , لينظر في أمره .
يبدو أن الحيز الذي يفصل بشكل شفاف , بين الخير والشر , الفروسية والنذالة , بين الإنسانية والهمجية , قد تهتك نسيجه , في عصر لم تتقرر ملامحه بعد , من سوى عمليات الدوس على كل ماهو مقدس ودون ظهور أية بيارق أمل بحياة جديدة , يمكن أن تصاغ لها قواعد أفضل , وعلى الأقل بمقاييس الجدوى ...؟!
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأميركي: دمرنا محطة تحكم و7 مسيرات للحوثيين في اليمن


.. درجات الحرارة بالعراق تتجاوز الـ50 والمختصون يحذرون من الأسو




.. ما آخر تطورات العملية العسكرية بحي الشجاعية شمال غزة؟


.. رقعة| تدمير الحي الإداري برفح نتيجة العدوان الإسرائيلي على غ




.. وزارة الداخلية الإيرانية تعلن التوجه إلى جولة ثانية من الانت