الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تضرع

علوان حسين

2013 / 9 / 18
الادب والفن




وأنا أتجول وحيدا ً في شوارع ( لاس فيجاس ) المكتظة بالناس لمحت فتاة ً في ريعان الصبا تسير شبه ذاهلة ٍ وكأنها طيف يسير على رصيف . جذبني إليها ملامحها الوديعة ووجهها الشاحب الجميل وشيء ما في عينيها يدعوك للوقوف كي تتفرس بهما طويلا ً .
لا أدري بدافع الفضول أو الأسر تسمرت أمامها كالمأخوذ ورحت أحدق في وجه ٍ لا يقل عن جمال الملائكة والقديسات اللاتي نرى صورهن في الإيقونات ولوحات فناني عصر النهضة , وقبل أن أبادرها بالكلام قالت لي بصوت ٍ متضرع ( أنا جائعة هل لديك شيء من المال تساعدني في الحصول على طعام ؟ ) سألتها ( هل أنت جائعة حقا ً ؟ ) قالت ( بل أنا أتضور جوعا ً ) قلت لها ( مارأيك تجيئين معي الى الفندق , يمكننا نتناول الطعام معا ً ؟ ) وقدتها من يدها كما لو كنا صديقين حميمين . كانت يدها من النعومة والهشاشة أشبه بيد حمامة أو عصفور , وخلتها وهي تسير بجانبي كما لو كانت فراشة تود أن تطير . أخذتها الى مطعم حيث ابتعت لي ولها الطعام ولم أشأ الجلوس في المطعم , فكرت مع نفسي لعلي اقضي وقتا ً طيبا ً معها في السرير . في الغرفة أخرجت زجاجة نبيذ وجلست معها نتناول طعامنا بهدوء . بينما هي تأكل طعامها كنت أرشف نبيذي وأنا أتأمل وجهها الأنثوي الجميل وهو يضفي شيء من السحر على المكان المأهول بالفراغ قبلها . لم تبادلني كلمة واحدة لكننا نبدو منسجمين طيبين كما ينبغي . إلتهمت الطعام بسرعة غريبة وبنهم ٍ كمن لم يتناول طعاما ً منذ دهور . وددت لو شاركتني النبيذ لعل مزاجها يطيب قليلا ً وتبادلني الحب فقد كنت أتضور جوعا ً لجسد أنثوي يمنحني البهجة والشعور بالطمأنينة والإمتلاء . سألتني هل بإمكانها أن تستحم , ( قلت لها تصرفي كما لو كنت في بيتك ) . لبثت تحت الدوش وقتا ً طويلا ً وأنا كالصياد يرى سمكته تلعب تحت الماء كأنها تلهو بأعصابه المرهقة . لا أنكر بأني ذهبت أليها أسألها أن كانت بحاجة ٍ الى شيء ٍ ما وأنا أتلصص على جسدها الناحل البديع التكوين وهو يلمع تحت الماء . كان بي شعور من عثر على جوهرة ضائعة في الوحل وها هي الآن تضيء لي عتمة وحدتي فقررت أن أرشفها على مهل ٍ قبلة ً قبلة ً حتى الصباح .
جاءت من الحمام ملتفة ً ببرنسها الأبيض وجلست على حافة السرير تسألني أن أعيرها قميصا ً ترتديه أن ثيابها من القذارة لا تستحق حتى الغسل . أعرتها قميصي وملابس داخلية ارتدتها ثم مالبثت ان إندست في السرير ملتفة ً بالشرشف قائلة ً لي ( أرجوك لا تلمسني ودعني أنام ليلة ً واحدة ً على الأقل في سرير وثير ٍ فأنا متشردة منذ شهور أنام في الشارع ) . تركتها نائمة نوما ً عميقا ً تتقلب على سريري كالسمكة تلهو في الماء وأنا كالمتشرد المتضور جوعا ً جلست أتأمل وجهها الذي تورد قليلا ً, بغتة إنفجرت ضاحكا ً من أفكاري ورغباتي الساذجة شاعرا ً كما لو أنني مؤمن في كنيسة يحدق في وجه قديسة ٍ مرسوم على أيقونة ٍ في خشوع ٍ وتضرع ٍ ومن القلب تقطر الدموع .
كاتب من العراق يعيش في كاليفورنيا
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نص جميل بس ليش ماتوقع باسمك الاميركاني الجديد
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 9 / 19 - 02:07 )
اغاتي ابو حسوني النص قطعه فنيه وانسانية جميله-بس بلاسقيكاس
اكو هيجي جوعانين
ثم عيني موانت قلت لي بعمان انك طلقت اسمك العراقي الذي يحمل كل الام سوريا وحتى كردستان
فاماذا لاتستعمل اسمك الذي-تحرر من التراكمات
اخوك ابو حيدر من جبل الحسين واكلة التمر بعد زيارتنا للاستاذ عبد الستار ناصر الذي اصبح مرحوما وقبل ايام اهتفل باربخينية موته


2 - نص جميل بس ليش ماتوقع باسمك الاميركاني الجديد
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 9 / 19 - 02:07 )
اغاتي ابو حسوني النص قطعه فنيه وانسانية جميله-بس بلاسقيكاس
اكو هيجي جوعانين
ثم عيني موانت قلت لي بعمان انك طلقت اسمك العراقي الذي يحمل كل الام سوريا وحتى كردستان
فاماذا لاتستعمل اسمك الذي-تحرر من التراكمات
اخوك ابو حيدر من جبل الحسين واكلة التمر بعد زيارتنا للاستاذ عبد الستار ناصر الذي اصبح مرحوما وقبل ايام اهتفل باربخينية موته

اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام