الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليال....تتحدي النقاب

أماني فؤاد

2013 / 9 / 18
الادب والفن


في العمق
ليال.. تتحدي النقاب
تُراكِ كنتِ هناك مزهوة.. سيدة القلوب وكوكب الشرق الشامخ "أم كلثوم"؟ تحوَّمين في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وهو ممتلئ عن آخره،توَّزعين حضورك علي الجميع،تفيضين في المكان،تتحدين الزمن وضباب الرجعية بالفن والجمال،تتلبسين الحضور: فنانون وجمهور في تألق القدرة علي البقاء،في بريق من الإبداع والتنوير.
تشدو "مي فاروق" في أولي حفلات مجموعة كلثوميات بمجموعة منتقاة من أجمل وأصعب أغنيات "أم كلثوم" :"علي باب مصر"و "رق الحبيب" و"أمل حياتي" و"هجرتك"،وبصوت جميل عذب، متمكن من طبقاته،قادرا علي التنقل بينها، يعبر عن فيوضات المشاعر وتنوعها، وتباين درجاتها ،و بالكلمات العذبة لأغنياتك الخالدة، أشجتنا حفيدتك المصرية، شكَّل فنك جزء جوهريا من كيانها، ونقلتنا إلي عالم أكثر رقيا من هذا الواقع الكريه الضاغط الذي نحياه.
تُراكِ سيدة الجمال كنت تقفين واثقة، في أبهي حللك متأنقة، تشدين علي منديلك في كبرياء وتتبسمين ساخرة، تستنكرين.. كيف للعتمة أن تحجب أضوائي؟ كيف يقاس الحاضر والمستقبل علي الماضي السحيق؟من يعود بكم إلي جاهلية كنا اجتزناها؟ من بمقدوره أن يطرح نقابا أسود علي وجهي وأنا هي..أنا مصر ، تعقبين سريعا :عفوا لا أدعي كل هذه العظمة.. فأنا بعضها، مرحلة تمثل نضج فنها، مصر غير قابلة أن تختصر في أشخاص أو مجموعات.
سيدتي لا تحزني.. تحلقين عالية في سماء الرقي، ودعاة الظلام يتصدعون يوما وراء الآخر،سائمة، غليظي المعشر والذوق.. لايعرفون من المرأة مهما علت سوي جسدها، غرائزي الثقافة والتفكير،لا يكترسون بفن ولا إبداع ،فقاعة في تاريخ مصر سرعان ماتنمحي بقبحها.
تشدو "فاروق" بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة "حازم القصبجي"،وأرتفع فوق ذاتي، أفارق مادية الأشياء والوجود لأعلو لطبقة من التسامي،تنطلق الألحان العذبة القادرة علي وصف علو المشاعر وتناقضاتها لعدد من أجمل ملحني مصر: "القصبجي" و"محمد عبد الوهاب" و"السنباطي" لأشعر أن هذه بلدي، "مصر" بهويتها الثرية المبدعة، بشعرائها "محمود الماحي" "أحمد رامي" و"أحمد شفيق كامل"و"بيرم التونسي"،
فتنساب الكلمات مجدولة بالألحان تخترق حجب مشاعري، توصِّف مانحياه بواقع تجاربنا ،تجسد عواطف البشر ودقائقها، فنتلمس ذواتنا، ندركها ،نحكيها ونجدلها بالنغم والإيقاع والفهم، تسمو الفنون بالإنسان، تهذب غرائزه،تجعله يعلو علي أرضيته ، فيرتقي بذاته.
تتربعين فوق القلوب مذ كنتِ، وبأصوت واعية متنوعة تصدحين ثانية، في أصوات عشاقك وتلاميذك، في سحابة محملة بالأمل واليقظة، يحملها علي أعناقهم مبدعو مصر وفنانوها، يقاومون بحالتك مجتمعة الظلام ، بروح عصر النهضة،بزمرة المبدعين التي كوَّنت عظمتكِ: من شعراء، وملحنيين، ومثقفين، وإعلاميين،فأنت: الصوت والثقافة والإحساس،الكلمة واللحن والمناخ، الذي صهر كل هذه المكونات، و خلق كل هذا التميز وبمقدوره أن يحارب كل قوي التخلف.
بعيدا عن الصخب،وبإعادة إحياء فن "أم كلثوم" في هذه اللحظة الظلامية في تاريخ الثقافة والفن المصري، ترد الفنانة المقاتلة :"إيناس عبد الدايم" مدير دار الأوبرا المصرية،علي نقاب وجه مصر، علي ما أُشيع عن إلغاء وزارة التربية والتعليم لمناهج وحصص الموسيقى من المناهج المصرية، نتحدي كل القبح والظلام والتخلف بالجمال والألحان والتنوير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لغتك جميله
فيصل البيطار ( 2013 / 9 / 18 - 17:22 )
منذ تسألني الأماكن .. عنك ، وأنا ألاحقك . لغتك جميله .

اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام