الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا سيدي -رئيس الحكومة المحترم...-

رشيد عوبدة

2013 / 9 / 18
الحركة العمالية والنقابية


شكرا سيدي ...
لأن على عهد حكومتكم الموقرة التي وصفت مجازا لا حقيقة بأنها "حكومة شعبية" ...بدأنا نلمس أنها لم تعد تملك من شعبيتها إلا تدهورا في اللغة السياسية التي اصبح الكل مجبرا على الاستماع إليها، مادام مقص الرقابة لا يطال كلام وزرائنا و برلمانيينا ...
فمنذ توليكم مسؤولية رئاسة الحكومة خرج الكلام الذي كنا نظنه محظورا علينا في العلن و الذي كانت ذاكرتنا الجماعية تحفظه سرا و لا تفصح عنه علنا، لهذا أضحى الكل يردد الآن عبارات من قبيل :"اللي فيه الفز كيقفز"،"مالي كنضرب الغرزة..."، "مزوار مافيدوش..."، "العفاريت والتماسيح..."،و غيرها من العبارات التي ستدخل قريبا قاموس اللغة السياسية ...
شكرا سيدي رئيس الحكومة الذي أفرزته صناديق الإقتراع، و الذي يتمتع "بالشرعية" الديمقراطية العددية، و اسمح لي سيدي ان أُعمل قاعدة نادى بها عمر بن الخطاب لما تولى شؤون المسلمين و التي تتخذ لها شعار "اذا رأيتم اعوجاجا فقوموه" خصوصا وانك خذلت قاعدتك الإنتخابية، و صفيت حساباتك معها بدم بارد، و طرقت اخر مسمار في نعشها، لأنك لم تتعاقد معها على زيادة أعبائها، وإثقال كاهلها، و تهشيم اضلاع الذين لا يملكون غير حناجرهم سلاحا يواجهون به الظلم و ضنك العيش، و لا يملكون غير أجسادهم يقدمونها قربانا لنيل الكرامة و التمتع بمزيد من الحرية، وعلينا أن نتصفح دروس التاريخ جيدا علّها تكون لنا نبراسا نتجنب من خلاله منزلقات التيه التي نخشى بلوغها، فالذي يحظى بالشرعية هو من يلتزم فعلا لا قولا بالتعاقد الذي يبرمه مع من يمنحونه هذه الشرعية، ولنا في النموذج المصري خير مثال، لأن الشرعية ليست أبدية و من يمنحها اليوم يمكنه أن يسحبها غذا.
شكرا سيدي بنكيران...
لأنك أهل للشكر و الثناء فعلا، فلولاك ما أقنعنا أحد بصواب حلك لمعادلة العلاقة بين الزيادة في أسعار المحروقات و الزيادة في أثمان القوت اليومي للمواطن البسيط، ففعلا احتفظت قنينات الغاز بأثمانها في السوق لكن في المقابل "طارْتْ بَراكْتَها " فلم يعد المواطن يطلب المساعدة من أحد الجيران ليوصل القنينة إلى شقته، بل أصبح قادرا على حملها "بْلا جْميل حَدْ"، بل أكثر من ذلك أصبح المواطن البسيط يقتني عدة منتجات مُعلَّبة بنفس الثمن لكن ليس بنفس الكمية ، و هذا فعلا لا يدخل ضمن خانة الغش لأننا تعلمنا أن "من غشنا ليس منا "
وختاما لا يسعني إلا أن أشكرك سيدي ... لأنك بدل أن تعلمنا أن تولي الشأن العام يقتضي احترام ذكاء المواطن حتى لو كان بسيطا جدا لكي يكمل معنا مشوار مواصلة بناء الدولة الديمقراطية علمتنا أن أمثال هذا المواطن يستحق أن تداس كرامته حتى لا يعيد نفس الخطأ الذي قاده إلى صناديق الإقتراع حالماً أن يكون لصوته ذات يوم قوة الجذب كما الدفع...
رشيد عوبدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: فرق الإطفاء تستمر في إخماد حريق اندلع بمأوى للمشردين ف


.. كلمة أخيرة - كيف استفادت الحكومة من تجربة التأمين الصحي الشا




.. كلمة أخيرة - بعض الناس عايزين يقاطعوا اللحوم والبيض زي الأسم


.. كلمة أخيرة - اختيار مستشفيات التأمين الصحي بعناية شديدة.. شو




.. كلمة أخيرة - متحدث وزارة الصحة: المواطن من حقه اختيار مكان ا