الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين مقهى فاخرة وأخرى مقهى فاخرة ما سرّ تناسل مقاهي من هذا الصنف

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

2013 / 9 / 19
الادارة و الاقتصاد


لاحظ الجميع في السنوات الأخيرة تناسل المقاهي الفاخرة بمدينتنا، حتى صحّ عليها المثل القائل: بين مقهى ومقهى مقهى.
وما يثير الانتباه حقا ، الأموال الباهظة التي تصرف على التأثيث والديكور والتزيين و الكراسي الجلدية الوثيرة واللوحات الزيتية ، إلى حد يتساءل المرء: هل مشاريع من هذا القبيل من شأن أرباحها أن تغطي فعلا ما صُرف من أموال؟ وإن كان هذا المشروع غير مربح - من الناحية العقلانية والاقتصادية – فما سرّ تناسل المقاهي الفاخرة بمدينة القنيطرة في السنوات الأخيرة ( وكذلك بخصوص بعض العمارات الفاخرة)؟
بعض المقاهي كلفت أصاحبَها الشيء الكثير علما أن وأنّ مردودها لن يُعوّضه عن المصاريف الكبيرة التي تحملوها وذلك لغرض في أنفسهم، أي توفير طريقة لغسل الأموال الوسخة أو ذات الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، لا يهم خسران مليار لتبييض مليار أو مليارين.
ومهما يكن من أمر هناك شبهات تحوم حول بعض المقاهي الفاهرة ومن وراءها ، حيث يبدو من خلال مظاهر البذخ، أنّ الأمر يتعدّى أن يكون نشاطا تجاريا عاديا.
وقد أكّد أكثر من مصدر عليم بأحوال هذا "العالم" أن عددا من أرباب المقاهي الفاخرة – سيما في المدن الكبرى - يهدفون إلى إضفاء الصفة الشرعية على العمليات التي تنطوي على كسب أموال أو حيازتها أو التصرف فيها أو إدارتها أو حفظها أو التلاعب في قيمتها، إذا كانت مُتحصّـَلة من جرائم مثل الاتجار في المخدرات أو النصب وخيانة الأمانة والتدليس وغيرها. إن مُبيّضي الأموال يعمدون إلى التخلص من كمية كبيرة من الأموال غير الشرعية بأساليب مختلفة، إما بإيداعها في أحد البنوك أو المؤسسات المالية أو عن طريق تحويل هذه الأموال إلى عملات أجنبية – وهذه سبل بدأت تضيق بحكم المراقبة والاهتمام الدولي بها - أو عن طريق شراء سيارات فارهة وعقارات مرتفعة الثمن ومقاه فاخرة ، يسهل بيعها والتصرّف فيها بعد ذلك في واضحة النهار. علما أن مرحلة إيداع الأموال تظل هي أصعب مرحلة بالنسبة إلى مَن "يغسلون" الأموال المتسخة، حيث تكون هذه الأخيرة (الأموال المتسخة) عرضة لاكتشافها من طرف الأمن، خاصة أنها تتضمن في العادة كميات كبيرة جدا من الأموال السائلة، إذ إنّ التعرف على من أودع هذه الأموال ليس بالأمر العسير حاليا، ومن ثمة ينكشف مصدرها وصاحبها وقد يتعرض للمساءلة والتقصي.
مقاهٍي فارهة شيدت أخرى انتشرت كالفطر في الأحياء الجديدة،بعض أصحابها من ذوي السوابق ، وآخرون مبحوث عنهم من طرف مصالح أمنية يتوارَون عن أعين ورجال الأمن. علما أنه وجب التنبيه إلى أننا لا نعمم، إذ هناك أناس شرفاء يستثمرون في هذا المجال.
وهناك كذلك مقاهي الشيشة "5 نجوم" بدأت تظهر بالمدينة، تحتضن فتيات ممشوقات القدّ، ناضجات، في أتمّ جمالهنّ وأوفر أنوثتهنّ، خرجن لكشف تضاريس أجسادهنّ في هذا الفضاء. وبعض هذه المقاهي تحولت بدورها، إلى "علبة" نهارية ، روادها تلميذات وطالبات لا حول لهم ولا مال، وفتيات في مقتبل العمر، يدخل أغلبهنّ المقهى بالمجان ربما للتعارف، فالمكان يبقى فضاء لإنشاء صداقات جديدة، وربما غير بريئة أحيانا كثيرة.

ومن المعلوم أنه مازال هناك فراغ قانونيّ بخصوص "مقاهي الشيشة"، وبالتالي الذي لا يتضمن عقوبات زجرية يمكنها أن تحُدّ من انتشار هذه الظاهرة، فأقصى عقوبة يمكن أن تطال مُروج "الشيشة" ببلاد هي غرامة تتراوح ما بين 10 و50 درهما، إضافة إلى أنه سرعان ما يتم استرداد المحجوزات، وحتى العقوبات لا تكون قاسية في حق المسؤول عن المقهى أو صاحبها. لكن إن تمّ حجز كميات مهمّة من "المعسّل" المهرب (وغالبا ما تكون مدة صلاحيتها منتهية) والنرجيلات المهربة، فقد يُعرّض هذا لغرامات مالية قد تكون ثقيلة من طرف إدارة الجمارك. وغالبا ما تلقي الشرطة القبض على المُسيّرين قبل أن يجريّ استدعاء المُلاك، باعتبارهم المسؤولين الأوائل عن المقهى.


لقد أولت المصالح الأمنية مؤخرا اهتماما خاصا بالمقاهي الفاهرة وذلك منذ أن كشفت جملة من النوازل على الصعيد الوطني – خصوصا في المدن الكبرى- ونذكر من هذه النوازل -على سبيل الاستئناس ليس إلاّ – ما يلي:
نازلة مواطن حديث الدخول من الديار الإيطالية، اقتنى مقهى فاخرة للشيشة بما قدره - حسب عقد البيع - 5 ملايير سنتيم، علما أن الزبناء لا يتجاوز عددهم العشرة، وقد تبيّن أن صاحبَ المقهى مُشتبَه في ترويجه المخدرات الصلبة على الصعيد الوطني، إضافة إلى أنه مُرحّـَل بقرار من السلطات الإيطالية نظرا إلى سوابقه وتعدّد جرائمه بها.

نازلة مقهى فرّ صاحبها إلى وجهة غير معلومة، وبعد أن قامت مصالح الأمن بتنقيطه عبر الناظم الآلي، تفاجَأت بكون هذا الشخص مهاجر سابق، ومطلوب من طرف الشرطة الدولية – "أنتربول" – والسلطات الأمنية البلجيكية بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات، وأنه سبق له أن قضى عقوبات حبسية متعددة بالتهمة نفسِها داخل السجون البلجيكية.
نازلة مالك مقهى يوجد في حالة فرار، بعدما اكتشفت العناصر الأمنية أنه مبحوث عنه من طرف "الأنتربول" والسلطات الأمنية الإيطالية على خلفية تـُهم الاتجار في المخدرات وسرقة السيارات منذ سنة 2000.

هذه النوازل وغيرها كثير، تكشف سرّ تناسل المقاهي الفاخرة، علما أنه وجب عدم التعميم لأن هناك شرفاء يستثمرون أموال شرعية نقية في هذا المجال، لكن كما يقال "حوتة وحدة تتخنز شواري" ص(سمكة واحدة تفسد الحموية بكاملها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاليدونيا الجديدة: كيف ستدفع الدولة فاتورة الخسائر الاقتصادي


.. كيف تؤثر جبهة الإسناد اللبنانية على الإقتصاد الإسرائيلي؟




.. واشنطن تفرض عقوبات اقتصادية على بضائع صينية، ما القطاعات الم


.. وكالة ستاندرد آند بورز تصدر توقعاتها بشأن الاقتصاد المصرى




.. برشلونة يتراجع عن استمرار تشافى ومنافسة بين فليك وكونسيساو ل