الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكم على صدام بغسل الملابس حتى الموت

هشام عقراوي

2005 / 5 / 23
الصحافة والاعلام


أمريكا و الاحزاب العراقية المشتركة في الحكم، تتعامل في حربها ضد الارهاب بطريقة غريبة . فمن ناحية تصف الاناس الذين يقومون بالقتل و القتال في العراق بالارهابيين و المجرمين و اية تسمية أخرى تعطي مدلولا أجراميا، و من ناحية أخرى تتعامل معهم في الحرب النفسية وكأنهم اشخاص من ذوي ألاحساس المرهف و سيتأثرون ببعض المناظر و الصور و ينسون أو يتناسون أن الذين لايتتردون في ذبح الناس و قتل الاطفال و النساء سوف لم و لن يتأثروا بمشاهدة صور لشخص أجرم ما أمكن و الان يقضي باقي حياتة في السجن و كل ما يتعرض له هو أنه يغسل ملابسة بنفسة و يستحمى باللملابس الداخلية و ينام واضعا راسة على المخدة.
استحلف كل من يقرأ هذا الموضوع، أهذه مذله يعيش فيها مجرم العصر؟؟؟
لو استذكرنا سجناء كونتانامو و التعذيب النفسي و الجسدي الذي تعرضوا له لكان الوضع الذي فيه صدام أعتياديا جدا حتى في مقاييس الدول الغربية. لا ننسى أننا نتحدث و نتعامل مع مجرم قتل الملايين و ليس شخصا واحدا او لنقل عشرة اشخاص.
ربما تعتقد أمريكا و الحكومة العراقية و الاحزاب العراقية بأنها عملت المستحيل و تقاصت لضحايا صدام و مجرمية بنشرها لصور صدام وهو يغسل ملابسة و ملئها بالخط العريض الصفحات الاولى للجرائد بعناوين مثل: صدام يغسل ملابسه بنفسة، أو صدام و هو يستحمى، أو صدام نائم على فراشة و فوق سرير أعتيادي.
أن ما قامت به هذه الجرائد و من ورائهم هي أهانة كبيرة لجميع الرجال في العراق لا بل لكل العالم، ليس بمعنى الدفاع عن صدام المجرم بل بالاخذ من الاستحمام عاريا و غسل الملابس عيبا و عملا مشينا. فهناك من لا يملك الصابون و الشامبو الذي يغنسل و يستحمى به صدام و هناك من ليس له نفس المخدة التي يمتلكها صدام أو اللباس الابيض الناصع الذي كان يلبسة صدام و هو في سجنة. بهذا المعنى و المنطق يكون كل هؤلاء الذين يعيشون في وضع أدنى من صدام المجرم و هو في السجن، هم أدنى قيمة من صدام ايضا!!!!
عجيب هي مواجهة الحكومة العراقية و الاحزاب العراقية للحرب الارهابية.
أستحلفكم بالله هذه المرة أيضا، من يستحمى بالملابس. ألا يعري الانسان نفسه وقت الاستحمام!!! و أي سجين في العالم لا يغسل ملابسة؟؟؟ فحتى في أوربا ربما هناك غسالات لبعض السجناء لغسل ملابسهم و لكن السجناء هم الذين يغسلون ملابسهم في كل الاحوال و حتى اذا كان غسل الملابس عملا مشينا فعلى الحكومة أن توفرها للسجناء. أبأمكان السجين أن يوفر لنفسة غسالة؟؟؟
على عكس ما نشرتة الصحف و الاعلام ، فلوا أنها كانت قد نشرت صور صدام بملابس قذرة رغم توفر الماء و الصابون، أو أنه يستحمى لابسا ملابسه، أو انه متأرق و لا يستطيع النوم، عندها كان بامكان العراقيين أن يقلوا أنظروا الى صدام أنه أنسان قذر و غريب الاطوار و لا يستطيع النوم خوفا من الاعدام الذي ينتظرة و من كثرة الجرائم التي مارسها. و لكن و بكل بساطة أمريكا تتعامل بكولتورها و نظرتها الخاصة مع العرقيين و حتى مع المجرم صدام.
اذن ما عرضتة شاشات التلفزة و صفحات الجرائد هو عمل أعتيادي يقوم به جميع الناس و هم خارج السجن أو داخلة و كان بأمكانهم أن يظهروا صدام و هو يقضي حاجتة أو يأكل و يتعشى بنفسه و باليد أو بالملعقة العادية وليست الذهبية. فهو سجين و السجين كالمجنون ليس علية حرج في مثل هذه الامور فهم يستطيعون حتى ممارسة الجنس معة و اضهار صوره على شاشات التلفزة.
أن ما عرضتة وسائل الاعلام عن المجرم صدام ليس خارجا عن المألوف و هي ظاهرة أعتيادية و ممارسة عادية. وحتى لو أظهروا صداما و هو يعذّب و يتلوى من الالم لكان هو الاخر ايضا اعتياديا لأن التعذيب في دولنا أمر أعتيادي. فهو يمارس في العراق الى اليوم و لم يتحول المواطنون الى سادة على أجسادهم و أنفسهم.
قد تكون ممارسة بعض الاعمال مع سجناء ابو غريب قد اثرت على السجناء أنفسهم و لكنها لم تؤثر على الارهابيين بل اعطتهم مادة للدعاية و كسب المنتحرين الذين يفجرون أنفسهم و هي التي تحولت الى سبب كبير لمجئ أفواج من الارهابيين من مختلف البلدان الى العراق و الذي يدفع الثمن هو الشعب العراقي بالدرجة الاولي و بعدهايأتي المسؤولون العراقيون و بالدرجة الاخيرة الامريكيون.
هنا بأمكان المرء أن يستغل الفرصة ويدعوا الى المنازلة الشريفة التي تمتلك قوانين وضوابط حتى مع الاعداء و المجرمين. بهذه الطريقة فقط يمكن للحكومة العراقية و الاحزاب العراقية القضاء على الارهاب. فالقتل و الذبح و الاعتادء على شرف الناس و حرماتهم و حياتهم الشخصية هي من عادات الارهابيين و القتلة. أما المناضلون و دولة القانون فيجب أن يتصرفوا بطريقة أخرى. هذه الطريقة هي المنازلة الشريفة. طريقة القتل بأحترام و حسب القانون.
فالارهابيون فقط هم أناس خارج القانون، أما تمارس الحكومة أعمال مشابه للارهابيين و تقلدهم فهذا يجعلهم يقتربون من الارهابيين.
و لتنظر الحكومة العراقية الى أمريكا و قوانينها فمجرموها مغلقه عليهم الابواب و تتعامل مع مواطنيها حسب القوانين. فاذا كانت الحكومة العراقية نسخة من أمريكا عليها أن تحتذي بها. اذا فامت الحكومة بأعمال مخافة للقانون فمن الطبيعي أن يكون الارهابيبون و المجرمون خارجون عن القانون.
و أخيرا اقول أن الارهابيين لا يملكون اي احساس و لا ضمير و عرض هذه المناظر بالنسبة لهم طمئنة على حياة صدام وليس زيادة الخوف علية. فهم اي الارهابيون سيقارنون حتما وضع صدام بوضع ضحاياهم. و عندها سيرون أن صدام ملك مقارنة بضحايا الارهابيين الذين تنتهك أعراضهم و يعتدى عليهم جنسيا قبل أن يذبحوا بالسكاكين و خلال فترة الخطف لا تعطيهم الفرصة حتى كي يأكلوا أو يقضوا حاجتهم..
عجيب امر أمريكا و الحكومة العراقية و يعض الاحزاب، يتعاملون بأنساينة مع المجرمين و يحولون ظاهرة أعتيادية كغسل الملابس الى أهانة و مذله في حين يتعاملون مع المواطن بطريقة قريبة من الاجرام و يسلبون أموالهم بطرق لا شرعية و يفرضون اسلوبا محددا للعيش على نساء العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو