الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كولومبوس أمريكا .. والأسدّ يكتشفّ خريطة الكنز المفقود ..؟؟

بلال فوراني

2013 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لقد باتت الأمور واضحة جداً , لا تحتاج الى تفاسير الشيخين , ولا إلى تحاليل أي مخبر اعلامي , ولا حتى الى مهاترات أهل الحجاز , والنقاط التي كانت مفقودة من رسالة الغفران صارت جاهزة كي تأخذ مكانها الطبيعي في أبجدية الشرق الاوسط ,والفواصل المضحكة التي كنا نتابعها بين الفترة والاخرى على قنوات الجزيرة والعربية صارت مكشوفة للبعيد والقريب , فكل الكلمات المتقاطعة في سوريا أصبحت ناضجة ولم تعد بحاجة الى تسولّ رخيص للكلمة المفقودة , و حتى الأعمى صار يرى من الغربال , رغم أن الغربال سرقوه تحت ذريعة غضّ البصرّ , فالبحر الهائج الذي كان يمتدّ من حلف اوسلو الى شواطئ كامب ديفيد , صار مفضوحاً أمام عيون كل الصيادين الذين يبحثون عن أسماك السردين العربية كي يعلبوها تحت شعارات اسقاط النظام ليصدروها لاحقاً للعالم كماركة جديدة اسمها الربيع العربي.

ان تقليب صفحات الأحداث السورية اليوم يشبه تماما محاولتك لقراءة جريدة في يوم عاصف , تحاول أصابعك أن تمسك طرفي الجريدة إلا أن الهواء يرفض عملية سجنه بين قوسين , وكل الظروف المحيطة تخلق لك جو مشحون بالتناقضات , تعجز فيه عن رسم صورة واضحة لما يحدث وما حدث سابقاً , لأن الأمر أكبر من مجرد تحليل اعلامي سخيف , أو تنبؤات على لسان متسلق للشهرة , أو رجل يزحف على جثة معفنة اسمها المعارضة السورية , وكل ما ستراه وما رأيته سابقاً يقع تحت طائلة المسؤولية الوطنية لكلا الطرفين المتناحرين على غسيل مخك بشتى السبل كي تقتنع أن ما يحدث في سوريا إما هو ثورة أو هو مؤامرة.

ولكن بعد سنتين ونصف من عمر هذه الأزمة التي ليس لها عنوان سوى دمار البلد , لم يعدّ هناك مجال للشك و لو للحظة واحدة بأن ما يحدث أكبر من عقولنا التي تتزحلقّ على صابونة غبية من الشعارات الاسلامية , وأعمق من الزيّ الارهابي المزركش بأحاديث الرسول الضعيفة والمنسوبة اليه , وكل محاولة لقراءة الحدثّ بعيون متطرفة نحو الضوء الطائفي هي محاولة ستبوء بالفشل مسبقاً لأن كمية الضوء المطلوبة أقل بكثير من مساحة الأرض الشاسعة التي تحاول أن تقيس لها أبعادها , ولن تستطيع بأي حال من الاحوال ان تفهم ما يحدث طالما أن هناك ضباب اعلامي كثيف وضخّ غير طبيعي من الكذبّ المخطط له بعناية فائقة , فالجوّ صار مشحون بقذف الاتهامات العشوائية , والعقل بات لا يصدقّ إلا ما يسمعّ دون أن يرى.

واليوم بتنا نرى كولومبوس عاجزاً عن اثبات شرعيته في العقوبات التي ارادها على النظام السوري , ومرهقاً جدا من طول السفر الذي أورثه الكثير من المرض والاعياء جراء دوار بحر السياسة , لأن الامواج التي كان يخوض غمارها كانت أكبر من مهاراته, والبحر كما هو معروف غدار جدا لا يحب إلا الرجال الغواصين , أما اولئك السباحونّ على سطحه فمصيرهم الغرق بلا رحمة في قاعه من دون أي رسالة تأبين تذكر خصالهم الحميدة او السيئة حتى, لكن من حسن حظ كولومبوس أنه وجد جزيرة روسية تلملمّ له البقية الباقية من كرامته المهدورة في قاع الملح السوري ,فاستطاع الخلاص لكن بشكل بشع و نجا من غرقه المؤكد بعد أن كان التاريخ على وشك أن يكتبه كأغبى سباح مرّ على تاريخ أبناء العم سام بعد سابقه النابغة جورج بوش "جينيور".

اليوم نشاهد بأم أعيننا التي سيأكلها الدود , بأن امبراطورية القيصر الروسي قد نهضت من قبر اتحادها العجوز , وصار لها شأن يحسب حسابه رغماً عن كل كاره لها , لأن الأسد السوري استطاع بذكاءٍ تفتقده نعاج الخليج أن يعثر على الخريطة التي تدل على موطن الرجال وليس على أرض مشبوهة كانت تقضي ليلة حمراء مع السلطان العثماني , واستطاع الاسد السوري أن يقرأ الخريطة المفقودة , دون أن يسقط في اغراءات الذهب المسبوك من الدول العربية الاجيرة , ومن دون أن يقع فريسة الامدادات الارهابية من دول تدعي انها اسلامية وعربية . لقد استطاع الاسد أن يقرأ الخريطة مع انها كتبت بالحبر السري , وعرف طريقه تماما بإشارات فارسية لا يقرأها إلا من اطلعّ على التاريخ , وكانت ضربته القاضية في أنه عرّى حكام العرب من اصولهم القذرة حتى تكتشف شعوبهم العربية تحت أي أسماء كان يعيش هؤلاء ومن أي أرض كانوا يأكلون, فالضربة الأسدية أتت قاتلة وموجعة لخواصر الحكام العرب ولبعض كلاب اسرائيل الذين تستروا تحت عباءة المعارضة السورية , ولكثيرٍ من المثقفين المأجورين والاعلاميين المشهورين ولبعض حثالة البشر الذين ظنوا أنفسهم "مجاهدين".

إن أمريكا الذي اكتشفها كولومبوس يوماً , لم تعد خريطتها ضائعة , و لم يعد الوصول اليها ضرباً من الاعجاز أو الجنون , لأن الاسد السوري كشف على العلن أن خريطتها ليست أكثر من دعاية تشبه إلى حد بعيد إعلان لوح الشوكولاتة " سنيكرز " الذي يقول: "أنت مش أنت وانت جوعان", وهذا ما فعله الاسد حين أطعم كولومبوس شوكولاته إغرائه على ضرب سوريا فعرف حينها حجمه الحقيقي كما عرفته كلابه التي النابحة من خلفه , فقد أعاده الى أصله الطبيعي والى محميته الطبيعية , وربتَ على رأسه بكل سخرية وقال له : " تبق الكلاب كلاب يا عزيزي وتبقى الأسُود طوال عمرها أسود ..؟؟ ".

____________________________________________________


على حافة سوريا

تذكروا كلامي جيداً .. وسجلّوه للتاريخ
أن لعبة السلاح الكيميائي كانت أكبر عملية " سترّ " على الفضيحة الأمريكية ..؟؟

بلال فوراني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا هو نظام الزرافه الكيماوي غبي يسنده غبي
سوري فهمان ( 2013 / 9 / 19 - 17:34 )
هذا هو نظام الزرافه الكيماوي غبي يسنده غبي يسنده غبي

اخر الافلام

.. هل قامر ماكرون بحل الجمعية الوطنية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حل الجمعية الوطنية، سلاح ذو حدين محفوف بالمخاطر




.. كولومبيا تقرر وقف بيع الفحم لإسرائيل حتى وقف الإبادة الجماعي


.. قوات الاحتلال تنشر فرق القناصة على أسطح وداخل عدد من البنايا




.. فيضانات تجتاح جنوب النمسا والسلطات تناشد السكان بالبقاء في ا