الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على جدار الثورة السورية - تتمة ديكتاتورية الشيشكلي . من حكم العسكر رقم 66

جريس الهامس

2013 / 9 / 20
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


على جدار الثورة السورية – تتمة ديكتاتورية الشيشكلي – من حكم العسكر رقم – 66 .
مرتهنون وعبيد لوحشية البورجوازية الوضيعة وهمجية أدواتها في بلادنا حكم العسكر أو تجار الدين المعادون للديمقراطية وأبسط حقوق الإنسان عبر التاريخ حتى الساعة ؟؟ -- 5
خلال عام 1952 -- 53 كان الإخوان المسلمون يسبّحون بحمد الطاغية الشيشكلي.. فلم يتعرضوا لأية ملاحقة أمنية ولم يشتركوامعنا في مظاهرات الجامعة أو الأحياء .كما كانوا يسبّحوا بحمد السلطان الطاغية في خطب الجمعة في المساجد .. و أصدروا بياناً أيدوا فيه مشروع الدفاع المشترك ألأ مريكي المطروح في المنطقة وبقيت صحيفتهم ""المنار ""تصدر بدمشق بعد إغلاق جميع الصحف .. وعقد مرشدهم العام الأستاذ مصطفى السباعي مؤتمراً عاماً في الجامعة الأمريكية في بيروت ..دعا فيه إلى إشتراكية إسلامية بتأييد الأمريكان طبعاً ..ويعتبر هو مؤسس مؤتمرات ( حوار الأديان – ثم حوار الحضارات المزعوم ؟؟ )
أما على صعيد النضال الوطني الديمقراطي وطليعته يومها – دون تعصب – كان الشيوعيون السوريون واللبنانيون في حزب واحد يومها ...فكانوا طليعة النضال ضد الديكتاتورية وحكم العسكر قبل تحرك البعث وأحزاب البورجوازية الوطنية .. في وتيرة متصاعدة هذا العام ..وأذكر في صيف هذا العام عقدنا في حي العفيف أول مؤتمر للفلاحين بتاريخ سورية ..حضره أكثر من أربعين مندوبأ من القامشلي وإدلب إلى اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة والقلمون والغوطة والسويدا ودرعا والجولان وغيرها ....وقررنا إصدار نشرة " صوت الفلاح "
كما أذكر في هذا العام شكل الرفاق العمال منظمة " مؤتمر العمال السوريين "" كما سبقت الرفيقات تشكيل " رابطة الطفولة والأمومة "" منذ عام 1950 – أما الكتاب والأدباء التقدميون في سورية ولبنا ن فقد شكلوا لأول مرة في تاريخ الأد ب والصحافة " رابطة الكتاب والأدباء " في سورية ولبنان وأصدرت مجلة ثقافية شهرية بإسم "" الثقافة الوطنية "" ضمت كبار الأدباء والشعراء في سورية ولبنان أبرزهم السيدات والسادة : إميلي فارس إبراهيم – عمر فاخوري - سهيل إدريس – رئيف خوري -- مارون عبود – سهيل يموت -- رضوان , وعبدالله الشهال – حسيب ونسيب نمر- وحسين مروة وغيرهم في لبنان __
وحنا مينة – شحاذة الخوري – حسيب ومواهب كيالي -- اليان ديراني – وصفي قرنفلي – شوقي بغدادي -- محمد الحريري – وصفي البني – والشاعر الكردي الشهير – جكرخوين -- عبد المعين الملوحي – سعيد حورانية -- معين بسيسو – وغيرهم قبل ولادة إتحاد الكتّاب العرب بعشر سنوات على الأقل ..
وكان المجتمع المدني السوري يومها خلية نحل تعمل ضد الإستبداد والديكتاتورية والأحلاف الإستعمارية التي كان المستعمرون الغربيون يحاولون فرضها على شعبنا وعلى المنطقة كلها ..
وكان المجتمع المدني السوري اّنذاك لايزال سليماً لم تطله يد التخريب والإرهاب والطائفية .. إلى جانب بقاء الأجهزة الأمنية محدودة , محصورة بوزارة الداخلية والشرطة والشعبة السياسية التابعة لها ..وأطلق يد الشرطة العسكرية في هذا العهد لمساعدة الشرطة المدنية الضعيفة دون إطلاق رصاص حي على المتظاهرين .
..افتتح العام الدراسي في الجامعة هذا العام في أواخر أيلول 52 بتنظيم جديد لمنظمة الجامعة بدأ عمله بتكثيف الإجتماعات وإصدار مجلة ( صوت الطالب ) - نصف شهرية - . وبناء "" منظمة الشباب الديمقراطي "" لأول مرة في تاريخ سورية ..وتوسيعها بعيدة عن الشعارات الحزبية الضيقة لتشمل الحياديين وقسم من البعثيين الديمقراطيين والمستقلين ..
وقد سبق لي شرح تظاهرات هذا العام ..إلى أن بلغنا التاسع والعشرون من شهر تشرين الثاني..هذا اليوم الذي كان يحمل ذكرى أليمة لفاجعتين في تاريخنا الوطني كانت لاتمر كل عام دون إضراب عام ومظاهرات ضد الإستعمار والصهيونية :الذكرى الأولى لوعد بلفور المشؤوم بعد الحرب العالمية الأولى أداة إغتصاب الصهاينة لفلسطين بإسم الوطن القومي اليهودي ..والثانية ذكرى سلخ لواء إسكندون عن أمه سورية عام 1939 وإحتلاله من الأتراك.بالتواطؤ مع المستعمرين الفرنسيين ...
كان هذا اليوم من كل عام مناسبة يتجسد فيها الغضب الشعبي على الحكام المستهترين بحرية المواطن وبأرض الوطن ..وتخرج المظاهرات فيه تهتف لفلسطين وإسكندرون ..وضد الأنظمة العربية وأسيادها المستعمرين ...
في نفس الموعد من هذا العام 1952 كنا في مقدمة التظاهرة إنطلاقاً من الجامعة بإتجاه محطة الحجاز , ومنها إلى جسر فيكتوريا فشارع بورسعيد بإتجاه البرلمان ..إنضمت لنا المدارس الثانوية التجهيز الأولى والثانية وثانوية إبن خلدون – وثانوية الاّسية وغيرها ..وبعض قطاعات الشعب ..وأغلقت أسواق المدينة تضامناً مع هذا اليوم قبل وصول المظاهرة أمام سوق الحميدية ..
وأمام جسر فيكتوريا شكلت الشرطة المدنية والعسكرية سدا لمنعنا من الوصول إلى بوابة الصالحية ..ووقع أول إصطدام معهم بالهتاف ثم بالأيدي وتصدوا للمظاهرة بالعصي والقنابل المسيلة للدموع وقابلناهم بالحجارة .. ثم أطلقوا النار في الهواء ..هتفنا لفلسطين ولواء إسكندرون , وللحرية , وضد الديكتاتورية العسكرية والصهيونية والإستعمار وأحلافه – وكثيراً ماكنا نلتقط القنابل المسيلة للدموع من الأرض ونعيد إلقاءها على الشرطة ,, وامتدت المعركة حتى بوابة الصالحية من الصباح حتى الغسق ..
جرح عدد من الطلاب والمتظاهرين , وعدد أكبر من الشرطة ..إستمرت التظاهرات ثلاثة أيام متتالية اعتقل خلالها مئات الطلاب والطالبات في مدرسة الشرطة التي كانت بجانب الهاتف الاّلي في شارع جمال باشا ..في اليوم الثالث قرروا أقتحام الحرم الجامعي الذي بقي يحمل حصانة الجامعات ولم يخترق سوره شرطي واحد حتى ذلك الحين ..وأذكر بعد حصارنا داخل الجامعة إستعملت لأول مرة مع رفيقي توفيق أستور – من اللاذقية – المقلاع – لقذفهم بالحجارة – من فوق سطح نادي الجامعة ..وكانت الطالبات الرفيقات ينقلن الحجارة لنا لنقذفها على الشرطة أذكر منهن المناضلات : - بادية أتاسي – ناديا خوست – هاجر صادق – ناديا الغزي – وغيرهن ...
بعدها إقتحموا الحرم الجامعي بقيادة المقدم فؤاد الأسود وتمكنوا من اعتقالنا بعد معركة بالأيدي في باحة الجامعة وأذكر في المستشفى ودار التمريض حيث طاردوا عدداً من المتظاهرين,, بطولة الممرضات اللواتي قذفن الشرطة بحطب المدافئ وأواني الماء ,وحتى تمكن عدد كبير من الطلاب النجاة من الإعتقال ..
...........
قادونا إلى نظارة الداخلية الصغيرة التي حشروا فيها أكثر من مئة طالب على الواقف .لايستطيع أحد الجلوس على الأرض . وبدأوا بإطلاق سراح كل من يوقّع على تعهد يعلن فيه إعتذاره وتأييده للديكتاتور الشيشكلي , وعدم إشتغاله بالسياسة ...وكان يومها قائد الشرطة العقيد إبراهيم الحسيني الذي استدعانا في اليوم التالي لمكتبه بعد رفضنا التوقيع على صك العبودية .عرفنا عددنا في مكتبه ...كنا تسعة شيوعيين وبعثي واحد وتعاوني واحد فقط ..
قال بعنجهية الجلاد وحقد الطاغية الذي يمثله : شوفوا لاتكبروا راسكم .إما أن توقعوا على التعهد أو سترسلوا إلى تدمر لتموتوا .. أجبناه بالرفض مع المطالبة بإحالتنا إلى القضاء إذا كنا مذنبين ..
أعادونا للنظارة وفي اليوم التالي سلمونا إلى الشرطة العسكرية لنقلنا إلى سجن تدمر ,, وكان قائد الشرطة العسكرية المقدم الجلاد " عبد الحق شحاذة "
في اليوم التالي حملونا في شاحنة عسكرية تحت الحراسة المشددة لنجتاز شوارع دمشق باتجاه تدمر.....
فيما يلي أسماء هؤلاء الرواد الإحدى عشر من فرسان النضال الوطني الديمقراطي ضد حكم العسكر وأسيادهم المستعمرين والصهاينة – ضد ديكتاتورية الشيشكلي الأمريكية الصنع السعودية التمويل خادمة الصهيونية وشركات النفط --- :: وكنا تسعة شيوعيين وبعثي واحد , وتعاوني واحد . وهم السادة الاّتية أسماؤهم :
1 – بشّار الموصللي – محامي – حمص
2 – توفيق أتاسي –محامي حمص
3 – توفيق أستور – حقوقي – اللاذقية
4 - جريس الهامس – محامي – دمشق
5 – خالد الكردي – محامي – دمشق
6– عطاالله قوبا – مهندس – دمشق
7– علاء الدين الرفاعي – محامي – حمص
8 – سميح الجمالي – مدرس علوم – حمص
9– فاضل الطائي – طبيب أسنان – عراقي كان طالباً في الجامعة السورية
10—نورالدين أتاسي – طبيب – ورئيس جمهورية بعد 23 شباط 66 كان البعثي الوحيد الذي رفض التوقيع على التعهد..
11— عبد الرزاق شركس – محامي – دمشق كان من الحزب ( التعاوني بدمشق ) التابع للنائب فيصل العسلي ..
حملونا بشاحنة عسكرية تحت الحراسة المشددة إخترقت شوارع دمشق من مبنى الشرطة العسكرية إلى بوابة الصالحية فسوق ساروجة ومنها إلى شارع بغداد فساحة العباسيين . بإتجاه تدمر . ونحن نهتف ضد الديكتاتورية – وننشد – ياظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاما .. ونحن الشباب لنا الغد – وموطني موطني ..وعيرها من الأنا شيد الوطنية التي كانت تعلو صخب المدينة وتدفع الناس للحاق بسيارتنا والتجمهر حولها لتحيتنا وتشجيعنا بقبضات أيديهم المرفوعة ..كأسنة الحراب ضد الديكتاتورية وحكم العسكر ... أذكر هتاف الناس معنا في سوق ساروجة وحمايتهم لنا بحدقات عيونهم ... وإلى اللقاء في الحلقة القادمة ...- 20 / 9 / -- لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أولينا زيلينسكا زوجة الرئيس الأوكراني. هل اشترت سيارة بوغاتي


.. بعد -المرحلة الأخيرة في غزة.. هل تجتاح إسرائيل لبنان؟ | #غرف




.. غارات إسرائيلية على خان يونس.. وموجة نزوح جديدة | #مراسلو_سك


.. معاناة مستمرة للنازحين في مخيم جباليا وشمالي قطاع غزة




.. احتجاج طلاب جامعة كاليفورنيا لفسخ التعاقد مع شركات داعمة للإ