الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسانية بين الوهم و الحقيقة

سامح محمد

2013 / 9 / 20
حقوق الانسان


يرى البعض ان الانسانية ضعفاً لا يمكن السكوت عليه فلا يمكن مثلا معاملة القاتل بانسانية بل لابد من القصاص منه و ان معاملته بغير الاسلوب الوحشى الذى اتبعه لهو جريمة فى حق ضحاياه ، و يرى اخرون ان الانسانية ليست بضعف بل هى مصدر القوى للانسان و بانعدامها ينعدم الاستقرار بل الوجود على هذا الكوكب فلا يمكن مواجهة الارهاب بالارهاب بزعم انه لا يمكن الانحطاط لذلك المستوى الحيوانى .

و لكن هل حقا معاملة الاساءة بالحسنى ضعف و خجل فى طلب الحق ، ام انها نوع من الارتقاء الاخلاقى يناسب التطور المفروض على الانسان ؟!

الاجابة هنا تتوقف على الموقف الحاكم للعلاقة و مقدار الفعل و و وقت حدوثه ؛ فان كانت علاقة الاشخاص وطيدة فانه من الصعب ان يسىء احدهما للاخر و ان حدث فلا يمكن وصف ذلك سوى انه امرا عارضا على تلك العلاقة الجامعة بين الاشخاص و عادة ما يواجه الطرف المساء فى حقه الاساءة بالحسنى ، و عليه فالتباعد بين الاشخاص يؤثر حتميا على مقدار قبول كل طرف للاخر و تفسير الافعال من كليهما تجاه الاخر .

كما ان الفعل الصادر يكون ذو تاثير فمن الممكن ان تكون العلاقة بين شخصان وطيدة جدا و مع ذلك يصدر فعلا من احدهما تجاه الاخر لا يمكن غفرانه من قبل من صدر ضده كان يسرق احدا اباه او ان يتعرض صديق للخاينة من صديقه فهنا تظهر و لابد الرغبة فى الانتقام و يفسر حينها السلوك الانسانى الصادر من المظلوم بالضعف و الاستكانه .

كما ان التوقيت عاملاً هاماً فمن الممكن ان يكون الفعل بسيط و العلاقة وطيدة و مع ذلك يصدر فى غير محله كان يلجأ شخص لصديق مقرب له فيمتنع الاخير عن مساعدته فيرى الاول ان فى ذلك اهانه لما بينهما حتى و ان كان الطلب بالمساعدة فى ابسط الامور و اقلها قيمة .

اذن ، كيف نحافظ على علاقاتنا الانسانية ؟!

فى البداية لابد من استحضار للعوامل الثلاثة سالفة الذكر و ذلك لتحديد ما اذا كان الامر برمته خارجا على السلوك الانسانى ام لا ، فلابد مليا فى دراسة السلوك و محاولة ايجاد الحلول الاسهل التى لا تؤدى الى النزول لمستوى الانحطاط الذى هبط له الشخص المخطىء مع الاخذ فى الاعتبار ان مقدار تاثير السلوك الصادر بالسلب و الايجاب على من صدر فى مواجهته كما انه لابد من تحديد بعض من السلوكيات على سبيل الحصر لا يمكن مواجهتها بما تتمتع به الانسانية من رحمة و شفقة بل يجب ايضا محاولة الاقتصاد فى وصف تلك السلوكيات لان الزيادة فيها قد تؤدى الى حدوث الفجوة بين المجتمع و تنعدم الثقة بين افراده .

وبنــــــــاء عليـــــــه

تكون الانسانية حقيقة اذا ما استطعنا تجاوز اختلافاتنا دون ان يتنازل اى طرف عن اى شىء يحط من انسانيته لانه بتنازل الشخص عن ذلك المقدار تصبح الانسانية وهم تم التلاعب به لمصلحة طرف دون الاخر .

كما لابد من الوقوف على حقيقة السلوك الصادر و التاكد من انه لايقلل شأن الانسان فقد يتم معاقبة شخص عن سلوك لا يؤذى بصدوره عنه احد و لكن يحط من انسانية الصادر منه و ذلك دون لعب دور المراقب لما فيه من مساس باهم صفة انسانية و هى الحرية .

كما لابد ايضاً الا يستكين الفرد و ان يتساهل فى المطالبة بحق مكفول له بدعوى ان ذلك غير انسانى فالتساهل و الضعف يجعل من الانسانية وهما و كذلك المسامحة فى الخطأ يجعل منها مجرد زريعة للاستمرار فى الفوضى و ارتكاب الاخطاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الدقهلية يشاركون في قافلة لإغاثة أهالي فلسطين


.. يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في




.. طلاب جامعة مكسيكية يتظاهرون تضامنا مع فلسطين


.. طلاب في كندا يتظاهرون تضامنا مع غزة




.. اجتياح رفح قد يكون مذبحة وضربة هائلة لعملية الإغاثة في قطاع