الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضاءات / 2 العرب والضربة

اسماعيل شاكر الرفاعي

2013 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


متى نستفيق من غيبوبتنا التاريخية ونعترف للعالم بأنّ زاوية نظرنا الى الحياة هي التي تنتج الطغاة الذين يضربوننا يومياً بقنابل الفقر واهانة الكرامة قبل ان يضربوننا بالكيمياوي ؟ قبل ان يعلوا صوتنا بالصراخ : مع الضربة او ضدها ، لنفكر اولاً بدخول التاريخ ، فنحن نعيش بعيداً عما يجري في الارض من تنافس بين اممها وشعوبها على امتلاك ناصية القوة العلمية والتكنولوجية ، ولهذا ظللنا أكثر الشعوب صراخاً لا انتاجاً . نعشق توليد الاستعارة والكناية ونسميه اعجازاً اكثر مما نعشق ( الاعجاز ) العلمي والتكنولوجي . يثبت تاريخنا الحديث باننا نحتقر العمل الانتاجي ونكره ان نصنع احتياجاتنا ، فنستورد كل شئ من الخضروات الى الاسلحة الفتاكة ، ونحن ننام على مخدة وهمنا كافضل امة في الارض.. وفي كل مرة منذ احتلال نابليون لمصر قبل ثلاثة قرون وحتى احتلال بوش لبغداد قبل عشرة سنوات : لا نملك غير الصراخ .. متى نستفيق من غيبوبتنا التاريخية فنكف عن توليد الطغاة ، ويكف العالم عن التفكير بضربنا من الخارج ؟...

سوريا والضربة

يمكن للنظام السوري ان يبعد الضربة العسكرية عن بلاده . هذه ليست معضلة كبيرة لكي نتوقف عندها طويلاً . وحده الاسد يملك مفاتيح الحل . لا أحد سوى حزبه وجيشه وبوليسه السري بقادر على ان يبعد شبح الضربة ويجنب السوريين ويلاتها.. ومهما صرخنا واتهمنا الغرب باهتبال الفرصة لتجديد سيطرته علينا ، فذلك لا يغير من حقيقة اننا عاجزون عن صده ، مثلما عجزنا في الماضي عن استيعاب دروس الضربات المتكررة علينا ، فتحولنا الى " ظاهرة صوتية ‘‘ بتعبير احد المفكرين السعوديين تتكرر مع كل ضربة . كان بامكان صدام حسين ان يتلافى ما حل بالعراق من دمار لو انه ــ كما اقترح عليه ــ تنازل عن الحكم ولكنه لم يفعل . وكان بامكان القذافي ان يفعل الشئ ذاته ويجنب ليبيا ويلات ما حل بها ، ولكنه لم يفعل . ولن يفعلها بشار الاسد ويشرف على مرحلة انتقالية يكون حزبه جزءً منها .. هؤلاء الطغاة من طينة لا تؤمن بالانتخابات وصناديق الاقتراع ، مناهج حكمهم قنابل موقوتة يفجر وجودها الازمات : داخلياً وخارجياً ...

مناورات

ها قد دفع العرب حيتان العالم للسباحة مجدداً في ظلمات بحار عميقة الغور ، وحثوهم على دخول غابة مناورات يقل فيها الضوء ويكثر التخبط في احراشها ومستنقعاتها الزلقة .. لعبة المناورات التي دامت عقوداً في الحرب الباردة تطل برأسها من جديد ، وخطورتها هذه المرة تكمن في اننا نسلم عن طيب خاطر سيادة بلداننا أو ما تبقى منها لصالح كبار الحيتان . ليس النظام السوري وحده من طرق هذه البوابة بقوة بل كل اطراف الحرب الاهلية الدائرة في سوريا بمروحتها العريضة من اللاعبين السوريين والعرب والاقليميين .. هذه حالة فريدة في التاريخ العالمي ان يعرّض ( دعاة التحرر القومي ) شعوب بلدانهم الى خيارين ارحمهما خالٍ من الرأفة : فاما الضربة العسكرية واما بيعهم بالمزاد العلني لصالح هذه الجهة او تلك تناور بهم على هواها.. انا على الضد ممن يصف اوباما بالتردد وعدم الحسم في اتخاذ القرار ، هذه تهم يوجهها من يعشق الطغاة . لم يكن الرجل بالمتردد قط ، بل كان منسجماً مع نفسه كرجل سلام وكديمقراطي عينه على الاقتصاد الامريكي الذي يمر بازمة دورية عميقة شبهها البعض بكساد الثلاثينيات .. لم ينتخب الشعب الامريكي اوباما ليتفرغ لمشاكل العرب والمسلمين الذين ينتجون الطغاة ثم يتوسلون بالآخرين لتخليصهم منهم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس