الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار ممتع .. بين مؤمن ومشكك

حسام الياس

2013 / 9 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حوار ممتع ....
سعادتي اليوم هي سعادة جميلة يرافقها شعور بلذة الحوار الممتع الذي حدث بيني وبين احد الاصدقاء الاعزاء ونحن نهيم بالصعود الى السيارة التي تقلنا الى بيتنا بعد الانتهاء من يوم عمل في وظيفتي الرسمية المدنية .
هناك حوارات ممتعة تدفعك الى التفكير حتى في وجود اختلاف في الرؤى فهو صديقي ديني ليبرالي كما يطلق على المؤمن المنفتح او المتنور والديمقراطي لا الظلامي وانا بكل بساطة لاديني لأؤمن بقدسية التاريخ والاسلام السياسي حوارنا كان عن البعد الديني وتأثيره على سلوكيات المجتمع المؤمن بألأسلمة السياسية التي حسب وجهة نظري هي اشد فتكاً بمفهوم التعايش بين المختلفين في الاثنية والدين الواحد وحقيقة كان حوارنا اشبه بحوار مجرد ممتع تناولنا فيه قدسية التاريخ والنص مع قدسية الحياة والبشر وحقهما في الحصول على حياة حرة وحق التعبير بدون تسفيه او مجرد اعطاء طابع مقدس للعداء بين المختلفين .
تناول صديقي معولا لهدم التاريخ المقدس بدون المرور على النص لكونه يملك لبنة البقاء بدون قيد او شرط وحسب النص المقدس نفسه وانا تناولت معولا لهدم النص والتاريخ نوعا ما مستنداُ على الاساسيات الاخلاقية الطبيعية التي لا تحتاج الى نص حسب وجهة نظري لكونها اشبه بفطرة تولد مع البشر بدون انتماءات دينية لكنها توجه اما دينياً او فكريا حسب المجتمع او البيئة اذ ان من الممكن ان تعلم ابنائك على عدم الكذب لكونها صفة ذميمة انسانيا اضافة الى دينيا لكن تحتاج الى رادع ديني وهنا اتفق مع ضرورة ان يكون النص الديني احد المؤثرين بشكل إيجابيي في تحديد رادع اخلاقي لمن يؤمن به لكنه لا يختزل الرادع العام الاخلاقي فقط اي ان الاخلاق ليست حكراً على الفكر الديني وبالتالي يمكن للمؤمن وغير المؤمن ان يتلاقيا بنقطة الالتقاء هنا بدون اختزال لاحد الطرفين بفكر معين .
هنا الاساسيات التي يجب علينا ان ننطلق منها هي عرض التاريخ المقدس على الاساسيات الخلقية المنطقية والفكرية كالأخلاق والحب والتسامح وعدم الفرض وحرية العيش وابداء الرائي والسلام ان تعارضت معه سيكون علينا لزاما ان نرمي التاريخ المقدس في عرض الحائط ثم اضفت عليها حتى النص ان تعارض مع حق الاخر في الحياة وتلك البديهيات الانسانية ايضا سيلاقي نفس المصير الذي اخترناه للتاريخ المقدس .
هنا اتفقنا واختلفنا لكن المهم ان روعه الحوار الذي جرى خلال اقل من ساعه تقريبا 30 دقيقة توصلنا فيها الى نقاط تلاقي وهي مهمة ربما لن اجدها في تفكير مؤمن اخر لكنها استحقت مني هذه المقالة لكونها بكل بساطة تمثل حوار بين اثنين كان من حقهما التبادل المعرفي والنقاش الثقافي بدون قيد او شرط وبتجرد لذا احببت مشاركتكم جزءا من هذا الحوار .
لكم التحية .... حسام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواقب كبيرة.. ست مواقع بحرية عبر العالم يهددها خطر الاختناق


.. تعيش فيه لبؤة وأشبالها.. ملعب غولف -صحراوي- بإطلالات خلابة و




.. بالتزامن مع زيارة هوكشتاين.. إسرائيل تهيّئ واشنطن للحرب وحزب


.. بعد حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف ال




.. خطر بدء حرب عالمية ثالثة.. بوتين في زيارة تاريخية إلى كوريا