الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصداقية أميركا في اعقاب الاتفاق حول الكيماوي السوري

سليم عبد الله الحاج
سوريا

(Rimas Pride)

2013 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


كان الاسبوع الماضي فرصة سانحة للادارة الاميركية لتتنفس مؤقتا بعيدا عن عاصفة الضغوط الداخلية و الخارجية عبر تجاوبها مع المبادرة الروسية لنزع السلاح الكيماوي السوري .. لكن هذا الشعور لن يستمر طويلا و ستعود الكرة قريبا لمرمى البيت الابيض
من ناحية ، عملية تدمير السلاح الكيماوي السوري ليس سهلة و ستطرح عدة اشكاليات لوجسيتية للقوى الدولية المكلفة بادارة هذا الملف وعلى راسها الولايات المتحدة .وقبل ذلك سيكون على الامريكيين مواجهة الانطباع عن تراجعهم امام ما يمكن ان نسميه حيلة روسية لتجنيب حليفها الاسد عقابا اميركيا صارما ..وانا متأكد انه لو اجرينا الان استطلاعا للراي في الداخل الاميركي عن هذا الاتفاق ستعبر معظم الاراء عن قلقها من تعامل ادارتهم مع هذه الازمة
الصورة التي ظهر بها اوباما في سوريا جعلت ايران كقوة اقليمة احد اكبر المستفدين من التفاهم الاميركي الروسي لانها ستجدها فرصة ذهبية لجر اميركا و حلفائها مثل السعودية لطاولة الحوار بشكل جدي لاول مرة منذ عقد بعد انتهاء مرحلة الرئيس المحافظ احمدي نجاد و حلول الاصلاحي البراغماتي حسن روحاني مكانه و الذي ابدى استعدادا لمد يده لبدء صفحة جديدة مع العالم لحل ازمة برنامج ايران النووي و بقية اشكالات المنطقة
والمواقف الاميركية مثلما اراحت الايرانيين فانها ازعجت القوى الاقليمية الاخرى مثل تركيا و السعودية اللتان تدعمان الثورة السورية و تزودانها بالاسلحة و المعدات اللوجسيتية من اجل اسقاط نظام الاسد و تحجيم الدور الايراني في بلاد الشام
وعلى هذا الاساس من المنطقي اننا سنشهد تصعيدا ثوريا في الايام القادمة من اجل اعاقة اي توافق دولي قائم على الامر الواقع دون مشاركة اطراف اساسية في رسم هذه التسوية وفق مصالحها
ولقد تجاوز مستوى الاحراج الذي منيت به اميركا امام اصدقائها في الشرق الاوسط الى حليفتها المركزية اسرائيل التي ابدت قلقها مما اسمته انجاز شخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حساب الانكفاء الاميركي في لعب دور اساسي يخص القضية السورية و ان كانت المخاوف الاسرائيلية مبالغ بها بكل الحالات لان روسيا لا تنوي طرح مسألة السلاح النووي الاسرائيلي كمكافئ استراتيجي للسلاح الكيماوي السوري و بل على الارجح ستعارض اي توجهات لفضح المخزونات غير التقليدية الاسرائيلية لان روسيا لن تغامر بتهديد النظام الدولي الذي يخدم مصالحها لعيون دكتاتور عربي
لا شك ان تأرجح المصداقية الاميركة ساعدت الروس على تحقيق مكاسب على مستوى الجوار في اسيا الوسطى و القوقاز وفي اوروبا الشرقية اذ وجهت رسالة قوية الى الدول المنافسة التي خرجت عن هيمنتها هناك انها قادرة على العودة لاسماع صوتها عالميا .. و يظهر ان الاتراك والبولنديين هم المعنيين الرئيسيين بهذه الرسائل و سيعملان على الضغط من خلال وسائلهم الخاصة على دفع الخطر الروسي و سيسعيان الى حث اميركا الى تحمل واجباتها اتجاه الامن الاستراتيجي
لحلفائها
وفي الاخير تراجع مصداقية السياسة الاميركية لن يؤثر على تماسك النظام الدولي الحالي المسير للعالم . بل سيضعف جانب الامان فيه بالنسبة للشعوب التي تعاني من الاستبداد او مصادرة قرارها الداخلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه