الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تتوهموا ب- وثيقة الشرف- إنها دوران في حلقة مفرغة!

سامان كريم

2013 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لا تتوهموا بــ" وثيقة الشرف" إنها دوران في حلقة مفرغة!
سامان كريم

بعيدأً عن وصف الوثيقة" بالشرف" اي بمفهوم اخلاقي بحت, لا تأخذ ولا تعطي اي شئ. السياسة لا تمارس بالاخلاق وبالبمفاهيم الاخلاقية. بعيداً عن هذه الاخلاقية الوهمية والكاذبة, ان اجتماعات قادة الكتل السياسية حول "وثيقة الشرف" والتوافق على بنودها, هي دوران في حلقة مفرغة.

إن"وثيقة الشرف" نريد او لا نريد جاء كضربة او كأزمة لدستور العراق, انطلقت وكأن الدستور لا يلبي الطلب وفق منظور هذه الحركات والكتل السياسية. الدستور الذي كانوا من ضمن كتابة بنوده وتشريعه. بعد اكثر من ثمانية سنوات من عمر الدستور ومنذ تشريعه برزت عدة مرات اجتماعات ووثائق مختلفة, كلها تدل على ان الدستور لا يلبي الطلب, وهناك لجنة لتعديل الدستور. اما القول ان وثيقة الشرف "لا تتعارض مع الدستور او بنوده" فهو هراء وكلام لا يعطي اية مصداقية. اذا كان الدستور يلبي كافة مطالب القوى السياسية القومية والاسلامية في الحكم اذن لماذا الركون الى وثائق اخرى؟ لماذا الركون الى "وثيقة الشرف"؟! هذه هي الاشكالية الاولى لهذا الاجتماع وهذه الوثيقة, وتثبت انه لا فائدة لها, بل وثيقة لادارة الازمة او بالاحرى لازمة الإدارة!!

جاء في بنود الوثيقة "... على اهمية العمل بروح الفريق الواحد لخدمة الوطن والمواطنين والوقوف بحزم لمواجهة اي خطاب او نهج او ممارسة تحرض على العنف والطائفية،..." هذه هي المهزلة. الدستور العراقي والواقع السياسي العراقي, يدل على تقسيم العراق وفق الطائفة والدين والقومية. ان القوى البرجوازية الحاكمة كلها من الائتلاف الوطني, دولة القانون, التيار الصدري, المجلس الأسلامي الاعلى, المتحدون, العراقية, كلها طائفية او قاب قوسين منها. وان حصتهم في ممارسة الحكم جاءت من المحاصصة الطائفية الدينية والقومية. اذن كيف يعملون بروح فريق واحد؟ اذا يعملون بروح فريق واحد ماهي كل هذه المشاكل التي تعصف بالبلد الى كوارث وكوارث, الى عنف وعنف اعنف, الى الارهاب والمجموعات الارهابية.... هذه هي الثقافة السائدة داخل كل هذه القوى" الكذب بدون خجل" ولكن وراء هذه الاكاذيب منفعة مشتركة!!

اما بخصوص" خدمة الوطن والمواطنين". العراقيين او الذين يسكنون في العراق بعكس كل البلدان الاخرى لا يعشيون في الوطن بل "الوطن" يعشوا فيهم. ان "المواطن" يهدف الى ان يكون مواطنا في بلد العراق, ولكن العراق اي السياسة والقوى البرجوازية الحاكمة لا تقبل به, ان هذه القوى وعبر عملية سياسية سيئة الصيت, قسمت المجتمع في العراق الى : سني وشيعي ومسيحي ويزيدي وكردي وعربي وتركماني وصابئي... هذا يعني ان العراق يتكون من كيانات ومجتمعات مختلفة خلقت عبر سياسية الاحتلال وبتأييد من القوى الاسلامية والقومية الرجعية التي ليست بامكانها ان تقر بمبدا "حق المواطنة المتساوية". ان حق المواطنة المتساوية يعني انهاء حكم كل هذه القوى في الحكم. حق المواطنة المتساوية في العراق يعني فصل الدين والقومية عن الدولة والتربية والتعليم... هذا هو فحوى المواطنة في العراق, لان العراق بلد متعدد القوميات والمذاهب والاديان... هذا الموزايك المختلف يفرض عليه ان يكون بلدأ لا قوميا ولا دينيا... اذن ان هذه القضايا التي تطرح كلها قضايا لتزين الامور وتحميق الجماهير.

المنفعة المشتركة هي كلها متفقة على استغلال العمال والجماهير الكادحة. كل هذه القوى متفقة على انعدام الخدمات وكلها متفقة على توفير الخدمات وفق سياسية الخصخصة, اي جعلها استثمارا للقطاع الخاص. كلها متفقة على قلة الاجور وعدم وجود ضمانات اجتماعية ومنها ضمان البطالة, وكلها متفقة ومشتركة حول عدم توفير الحريات السياسية غير المقيدة وغير المشروطة, وخصوصا حرية التنظيم والاضراب, وكلها متفقة على تركيع ودونية المراة وتقسيمها على اساس "المتعة" و"الزواج الشرعي" و"الزواج المسيحي"... هذه القوى متفقة على معاداتها لأكثرية الجماهير ولكن متصارعة حول حصصها في السياسية والاقتصاد....

"محاربة الفساد" اللص يلقى القبض على اللصوص.... وهذا لا يصدق و هو معناه محاربة الفساد في العراق من قبل تلك القوى. الفساد في العراق قبل ان يكون نابع من الاعمال الفردية او حتى نابع من المحاصصة هو نظام سياسي واقتصادي كامل.. اي شراكة الراسمال مع الدولة عبر المسؤلين الكبار في الدولة. هذا النظام هو اساسا نظام امريكي لاستثمار الراسمال والحيلولة دون تعرضه لخطر. ان كل المسؤلين الكبار في الاحزاب السياسية الحاكمة في العراق وكردستان اصبحوا من المليارديرات والمليونيرات الحواسم. الفساد لايمكن ان يعالج في ظل هذه الحكومة انها حكومة الفساد. الفساد ينتهي بانتهاء عمر هذه الحكومة.

"وثيقة الشرف" هي وثيقة بين القوى البرجوازية الحاكمة لتقسيم السلطة السياسية والاقتصاد في ظل الاوضاع الساخنة في المنطقة. لكن حتى هذه الأمنية بعيدة التحقيق في ظل تصارع القوى على الإستحواذ اكثر ما يمكن من القوة والنفوذ وخصوصا في ظل اوضاع السياسية في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقارنة بين أقوى مواقع الذكاء الاصطناعي ChatGPT vs Gemini - س


.. فرنسا: سيوتي يتمسك بمنصبه كرئيس لحزب الجمهوريين رغم قرار طرد




.. وزير الدفاع الأميركي: الحرب في أوكرانيا وحّدت العالم ضد روسي


.. إسرائيل تحشد دبابات وتتقدم في رفح.. وسط معارك ضارية وقصف جوي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. حزب الله يعلن استهداف الاحتلال في مو