الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فواتير مزورة لجهاز عاطل

نعمان الانصاري

2013 / 9 / 22
كتابات ساخرة


"إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، إقرأ وربك الاكرم، الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم" سورة كبرى على محدودية آياتها؛ لأنها تختزل الكون بما رحب.
فكلام الله يقضي ان نقرأ الوجود من حولنا؛ ولو عجزت عقولنا عن ذلك؛ فنحن "شر الدواب".
هل قلت شيئا!؟
الجماعة.. هيثم واخوه فاضل الدباس وشريكهما احمد البدران، وصاحبا مصرف (المتحد) ما كانوا ليستطيعوا تمرير جهاز كشف المتفجرات (السونار) العاطل، لو لا ان زوروا فواتير، بالاتفاق مع البنك المركزي، بشأن الحوالات الخارجية.
تعاليم الله، التي تلقيناها عن طريق القرآن.. كتاب المسلمين، هي ذاتها التي يتلقاها مؤمنو اليهودية والمسيحية والديانات الوضعية غير المنزلة من السماء على نبي مرسل الى قومه والناس اجمعين، كلها تلتقي عند نقطة وجوب حسن استقراء الغائب من الشاهد.
والشاهد هنا، اجهزة سونار، استوردتها وزارة الداخلية، بالتشاور مع وزارة العلوم والتكنلوجيا، والجهاز المركزي للقياس والسيطرة النوعية، برعاية واشراف مكتب رئيس الوزراء، الذي اوعز للبنك المركزي، بتغطية الحسابات اللازم توفرها في مصرف (المتحد) كي يتمكن الدباسان والبدران من استغفال شعب بكامله.
ولسان حال الدولة.. بشعبها وحكومتها وارضها، يقول: "إن كنت تدريها فتلك مصيبة.. وإن كنت لا تدري المصيبة اعظم".
إن استغل بضعة افراد، ثقة الدولة العراقية، مثبتين انهم اقوى حيلة وامضى خداعا، من قوانين الدستور، فتلك بلوى، وان تواطأ رجال ذوو مناصب تشغل المفصل المتحكم بالقرار الرسمي؛ فالبلوى تستحيل كارثة بكل المقاييس!
ما يؤكد ان الامر ليس بريئا، ولا هو غش صناعي، ممكن ان تقع في فخه اية جهة رسمية او اهلية، في اي بلد وزمان؛ كون الجهة المستفيدة.. الموردة، هي التي كشفت الغش، وحاكمت صاحب الشركة، بتهمة الجشع في التكسب من خلال التفريط بحياة ابرياء آمنين.
بريطانيا حبست صاحب الشركة المصنعة، والحكومة العراقية تركت المتورطين يفلتون بجدريمتهم الى الخارج، من دون عقاب.
تستطيع استقدامهم عن طريق الانتربول، ولا تفعل، ويجب ان توقف استخدام الجهاز في السيطرات، ولا تفعل ايضا؛ ما يشعر المواطن العراقي، بفجوة، بين رخص دمه على حكومته، وسعيها لاستغفاله بجهاز لا يعمل؛ رهنت الحكومة حياة الشعب العراقي، به، من دون ان يكشف المتفجرات، انما يكشف زهد الحكومة بشعب انتخبها، لتزدريه!
كل ما اوغلنا في استقصاء عمق الجريمة، سابرين اغوارها، ظهرت اطراف جديدة، منها الفواتير المزورة التي استجاب لها البنك المركزي، فـ... يسر استيراد السونار غير الفاعل، سافحا دم العراقيين، ومزهقا حياة الشباب زهورا نامية من تحت الثرى الى ما فوق الثريا.
فالشاعر بدر شاكر السياب، قال في احد ابيات قصيدته الشهيرة (غريب على الخليج):
"ربنا لك الحمد
مهما استطال البلاء".
وهو بيت شعر صاروا يرددونه؛ كلما مروا بسيطرة، والزحام يمتد منها الى عمق تاريخ اللعنة الشيطانية التي تصب حمم نحسها على تلك البقعة القلقة من تاريخ الانسانية، سخروا غيظا من جوق مغفلين، يجبرون الشعب على اهوائهم، إلزاما، ويظنون انفسهم خدعوه.
بئس الدولة تلك التي تقوم على مبدأ "حكومة ضد شعبها" لا تلاحق ثلة مجرمين تطاردهم ارواح ضحياهم.. دنيا وآخرة، و لاتوقف ناعور الدم الدائر في البلاد.. يغذيه الساسة؛ تصفية للحسابات في ما بينهم.
حكومة لا تقاضي اللواء صباح الشبلي.. مدير النجدة العام، بعد ثبوت تورطه في الصفقة، طيب ماذا تعمل الحكومة ومجلس النواب، غير تسريب الاموال باسماء شخصية الى الخارج.. اختلاسا.
حتى بات العراق على شفى جرف ينهار الى ما وراء هذا العالم، ساحبا الشعب معه الى الهباء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب