الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبهة النصرة ... عنف عابر للحدود

خالد عياصرة

2013 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


جبهة النصرة ... عنف عابر للحدود
خالد عياصرة – خاص
السلاح الكيماوي بالنسبة للأردن مشكلة وخطر ثانوي، لكن جبهة النصرة، معضلة معقدة وخطر اساسي.
لذا يمكن القول أن المعضلة التي تثقل كاهل المطبخ الأمني والسياسي الأردني، ، لا علاقة لها بالسلاح الكيماوي السوري، باعتبار ذلك أمراً هامشياً، إنما بتعقيدات ملف جبهة النصرة التي تأسست أواخر عام 2011م، الى جانب تعقيدات شقيقاتها الاخريات.
فالسلاح الكيميائي بات خارج اللعبة، خصوصا وان قبول الأمريكي السوري للمبادرة الروسية، القائمة على مراقبة الاسلحة من قبل الأمم المتحدة، حقق لواشنطن مكاسباً استراتيجية تعمل على ضمان أمن اسرائيل أولاً، والتخلص من السلاح السوري ثانياً، الإبقاء على الصراع الدائر حاليا ثالثاً.
بناء على ذلك، فإن الجميع ينتظر الاتفاق الامريكي الروسي بعد الموافقة على المبادرة الروسية، بهدف اعادة لملمة وترتيب مشاهد الملف السوري وفق سياسة لا غالب ولا مغلوب، كما يريد الغرب، لا كما يرغب الشرق.
هذا يعني فيما يعني إنهاء دور المنظمات المسلحة المتعددة الجنسيات، وتسليم اسلحتها، وعودتها لبلادها، كما يراهن الساسة والمخططين.
حلم أم كابوس
لكن، ماذا لو رفضت المنظمات تسليم اسلحتها كما تخطط القوى الدولية، وبدأت تمد يدها إلى دول الجوار مثل الأردن وتركيا ولبنان وإسرائيل، بل وأبعد أبعد من ذلك.
المصيبة التي تنتظر العقل الأمني السياسي الأردني تدور في هذا المحيط، فبعد أن عملت على تصدير هؤلاء المقاتلين للخارج ودعمتهم للتخلص منهم، هاهم سيعودون اليها، اكثر دربة ودراية بفنون الحرب والفوضى، سيما وان اغلب هؤلاء يتبوؤون مراكزا قيادية متقدمة على سلم قيادة جبهة النصرة. عودة هؤلاء تشكل عنصر تهديد للدولة. ما يعني أن حلم الدولة بالتخلص منهم قد يتحول إلى كابوس لا احد يمكنه التنبؤ بنتائجه.
حيث تشير بعض المصادر إلى وجود أكثر من 500 مقاتل سلفي أردني ينضوون تحت راية جبهة النصرة في سورية، أضافة إلى أكثر من 5 الأف أخر موجودين الداخل الأردن، يمكن أن يشكل هؤلاء عامل رعب مزعج للدولة.
خصوصا وأنهم متواجدون في المناطق ذات اغلبية عشائرية مثل: معان والسلط والزرقاء، إلى جانب جيوب متسعة في المخيمات تحديداً البقعة.
أضافة إلى وجود العديد من المنظمات الجهادية غير جبهة النصرة، مثل جيش دولة العراق والشام الاسلامية، ذات الفاعلية في الشمال السوري. والتي بدأت فعلياً باستهداف بعضها بعضا، بهدف التصفية.
ظهر هذا جلياً خلال أحداث التي شهدتها الأيام الماضية في مدينة اعزاز – شمال دمشق - والتي تمثل شرخا – مدروساً – في قلب المنظمات الجهادية المعادية للنظام السوري
فهل فكرت الدولة الأردنية مثلاً بمصير هؤلاء؟ هل تسمح لهم بالدخول إلى اراضيها؟ أم أنها تنتظر أن تتعامل مع التهديد في حينه ؟
مأساة تتكرر
سيناريو افغانستان هو الأقرب لتكرار، إذ شكل المجاهدون الاردنيون رافدا اساسيا و عنصراً فعالاً في محاربة " الشيطان الأحمر السوفيتي " وبدعم حكومي يرتبط مع الرغبة السعودية الامريكية وشروط الحرب الباردة آنذاك.
وما أن وضعت الحرب أوزارها أواخر عام 1989، حتى حمل هؤلاء انفسهم وتعاليمهم، وعادوا من حيث أتوا، وكان اردنيون من ضمنهم.
فشلت هنا الدولة في تعاملها مع ملف " الأفغان الأردنيون " حيث تحول مجاهدو الأمس إلى أعداء اليوم، بل أسهمت الدولة لحد بعيد في تشويه صورتهم، مع غياب مشروع حتوائهم عن اجندتها، فهي مثلاً عملت على حصارهم امنياً، وظيفياً ،ومجتمعياً، وزجت ببعضهم في غياهب السجون، لأنهم حسب وجهة نظرها، يشكلون تهديداً للأمنها واستقرارها.
ما جعلهم يخرجون إلى مناطق أخرى بحثاً عن مأوى لهم، وقلة قليلة استقرت منهم، لكنها خرجت، وشكلت كابوساً مرعباً للدولة، والإقليم، مثل أبو مصعب الزرقاوي.
بناء على ذلك، هل تملك الدولة مشروعاً للتعامل مع هذه المنظمات، أن اقتربت من الحدود الأردنية، البعض يقول: الجهات الامنية تملك مفاتيح المنظمات. لكن، ماذا لو قامت المنظمات بالانقلاب داخليا على نفسها، وغيرت القفل، ما يعني سقوط قيمة وأهمية المفتاح الأمني الأردني.
خالد عياصرة
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينتقم لمقتل 3 من قادته وإسرائيل تحشد ألوية عسكرية ع


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يسحب اهتمام الغرب من حرب غزة




.. الأردن يؤكد أن اعتراضه للمقذوفات الإيرانية دفاعا عن سيادته و


.. رئيس وزراء قطر: محادثات وقف إطلاق نار بغزة تمر بمرحلة حساسة




.. تساؤلات حول أهلية -المنظومة الإسرائيلية الحالية- في اتخاذ قر