الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إقتصاد أمريكا، مثل عجلة قطار تدور، في رمال صحراء

محمد جلو

2013 / 9 / 22
الادارة و الاقتصاد


المعروف
أن الرأسمالية تعني
عدم تدخل الدولة في الإقتصاد
أبدا
---

كل تدخل للدولة في الإقتصاد
على الرغم من السوق
يعتبر تدخلا إشتراكيا
---

التدخل الإشتراكي الوحيد
الذي أعتبره ضروريا
هو توفير السيولة النقدية المؤقت
للشركات و البنوك الناجحة و السليمة، فقط
متى ما إحتاجت إليها
بصورة طارئة
---

هذا ما تفعله البنوك المركزية أحيانا
مثل البنك الفيدرالي الأمريكي
---

يسترجع البنك أمواله بعدها
مع الفائدة + بعض الغرامة
طبعا
---

أما تأميم خسائر أي بنك
أو شركة فاشلة
كما فعل الأمريكان منذ 2008
فقلَّدهم فيه أغلب دول العالم
---

فهو خطوة إشتراكية
حمقاء
و فاسدة
---

سببها هو
إما تواطؤ رجال الدولة الفاسدين
مع أصحاب البنوك و الشركات الفاشلة
أو
غباء رجال الدولة
---

و لعدم رغبتي بالقسوة، على رجال الدولة في أمريكا
سأعتبر السبب
هو غبائهم
و ليس فسادهم الإداري
---
---

كساد 1929 و 2008
في الولايات المتحدة
فيهما شبه واحد
و فيهما فرق واحد
---

1- الشبه بين الكسادين
============

هو أن كلاهما
سبَّبه التدخل الإشتراكي
للدولة الأمريكية
---

كلاهما
سبقته فترة طويلة
فُرِضَت فيها فائدة
بسعر خصم قليل جدا
أقل من المستحق... بكثير
أقل مما قد تحدده السوق الحرة
بدرجة خطيرة
---

فإرتفعت أسعار الأسهم قبل إنهيار 1929
و إرتفعت أسعار العقارات قبل إنهيار 2008
بصورة جنونية
---

2- الفرق بين الكسادين
============

عقب 1929، لم يتدخل البنك الفدرالي الأمريكي، أبدا
و عقب 2008، لم يتوقف البنك الفيدرالي عن التدخل، أبدا
---

في كساد 1929
وقف البنك الفيدرالي الأمريكي متفرجا
و هو يشاهد أمامه بنوكا و شركات ناجحة
لا غبار عليها
تنهار، الواحدة بعد الأخرى
---

و لم يبال البنك الفيدرالي
بتوسلات أي بنك
مهما إستنجد ببعض السيولة النقدية
و التي لن يحتاجها، إلا لفترة محدودة قصيرة
حتى إن كان ذلك البنك قوي الموجودات
و له ميزان مدفوعات وافر الصحة
---

فإنهارت ثلث البنوك الأمريكية
كثير منها، لا يستحق الإفلاس
---

و هكذا
راح الأخضر
بسعر اليابس
---

أما في كساد 2008
فلقد تصور الأمريكان
أن كل ما عليهم عمله
هو أن يفعلوا عكس ما فعلوه عقب 1929
---

فأنقذ البنك الفيدرالي
كل البنوك و الشركات
بدون تمييز
حتى الفاشلة منها
---

و هكذا
أنقذ الأمريكان اليابس
مع الأخضر
---

و الآن
ستجد الإقتصاد الأمريكي مكبلا بأموال هائلة
تمتصها الشركات الفاشلة بإستمرار
و سيدوم الكساد سنين عديدة
---

لو تركوا اليابس يحترق
و ليذهب أصحابه المجازفين بأموالهم إلى الجحيم
و دعهم يفلسون
و "يطبهم مرض"
---

ثم أسعفوا الأخضر فقط
ببعض السيولة النقدية
---

لدخلت أمريكا في عام 2008 في كساد
سيكون أعمق بعض الشيء من الكساد الذي حدث
---

و لكن
سيكون الكساد لفترة أقصر بكثير
و لخرجت أمريكا، من الكساد
منذ 2010، ربما
---

و لأصبحت أمريكا الآن
و معها باقي العالم
بمرحلة إزدهار و توسع إقتصادي آخَر
---

لأن أمريكا ستكون أخف و أرشق و أصح
و قد تخلصت من ثقل تلك الشركات و البنوك المريضة
جميعا
---

بقسوة إشتراكية أوباما على الشركات الرابحة و المنتجة
و بثقل مصاريف الشركات و البنوك الفاشلة المؤممة
و الديون الهائلة المتراكمة
و التي يتلذذ أوباما في تصعيدها
بأحلامه الإشتراكية المكلفة
مثل الضمان الإجتماعي و الصحي الشديد التبذير و الفساد
---

ستجد
عجلة الإقتصاد الأمريكي الآن
مثل عجلة قطار
يحاول السير
في رمال صحراء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن .. سعر الذهب اليوم الأحد 2 يونيو


.. كلمة أخيرة - وزير التموين: سنكون سعداء لو طبقنا الدعم النقدي




.. كلمة أخيرة - وزير التموين: صندوق النقد لم يطلب خفض الدعم.. و


.. منصة لتجارة الذهب إلكترونياً بالحلال




.. البنك المركزي اليمني يوقف التعامل مع 6 بنوك لم تلتزم بقرار ن