الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللي تعضه الحية ...يكوم يخاف من مسحالها

نوري جاسم المياحي

2013 / 9 / 22
كتابات ساخرة


هذا مثل شعبي عراقي ..عادة يضرب عندما يتعرض الانسان لمصيبة ...tيبقى خائفا من كل المواقف المشابهة ..لان الخوف زرع في قلبه ..ومعنى كلمة الحية بالعراقي في المثل اعلاه هي ( الافعى ) بالفصحى .. ومسحال الحية يعني ( ذيل الحية ) والمعنى واضح ولا يحتاج الى شرح
فالكثير من العراقيين وغير العراقييين لا يمتلكون الرؤيا الصحيحة او التصور لمواطن عراقي يعيش مشاعر الخوف والرعب في ظروف الارهاب والفساد المنتشرة هذه الايام ...وقد يكون لهذا الخوف مبرر واقعي ..وقد يكون خوف وهمي ومن صنع االخيال ...
اذن فالخوف هو شعور قوي ومزعج تجاه خطر محتمل الوقوع ، إما حقيقي أو خيالي ...وبالنسبة للمواطن العراقي العادي ...اصبح الخوف ظاهرة متلازمة مع حياته اليومية ..
اتذكر جيدا كيف زرع الخوف في نفوسنا وفي نفسية كل العراقيين من لحظة فتح عينيه وحتى اغماضها لحظات الموت ... ما عدا المحظوظين الذين يولدون وفي افواههم ملاعق من ذهب ..
كلنا نتذكر ان احدنا كان يخاف من خياله زمن حكم الرئيس الراحل ...وكانت اسباب الخوف معروفة …وكان لايشعر بالخوف فقط عندما لايقترب من المحرمات والخطوط الحمراء ويتجنبها ..فهو عندذاك يعتبر امن ولا احد يقترب منه ...المحرمات كانت معروفة وثابتة وهي ان لا تتحارش او تقترب مما له علاقة بالرئيس الراحل ..وبما ان غالبية الشعب من الغلابى والمساكين امثالي ..فلهذا كانوا يخافون خوفة الحية كما يقال بالعراقي من كل ماله مساس او علاقة بالرئيس وبالحزب وهكذا عاشو مثل ما يقول المثل العراقي مطمأنين ومستورين وامنين طيلة فترة حكمه وما كو احد يتحارش باحد ولا احد يقترب منهم .. وعلى قول المثل كلمن ماشي مطمأن بدربه وبسلام..
ولكن وبعد الاحتلال الامريكي الملعون اخذ الخوف والرعب منحى اخر( جنا بوحدة صرنا باثنين ) على كولة المثل ...فمنذ اللحظة الاولى للهجوم الامريكي الغادر على بغداد ...اعلنت القيادة الامريكية انها ستطبق تكتيك ( الصدمة والرعب ) وكل من عاش تلك الايام المرعبة وانا احدهم ..تعرضنا فعلا الى رعب لايمكن ان يمحى من النفس والذاكرة..
لقد كانت من اتعس ايام حياتي لكثرة الانفجارات والاصوات المصاحبة لها ...فعلا كانت مرعبة لاشد القلوب صلابة ..وحتى الحيوانات التي لاتفهم كانت ترتجف كالسعفة من الخوف ..
وبمرور السنين ..ادركنا ان الاحتلال ادخل مفاهيم جديدة واستخدم وسائل واساليب جديدة منها ..الفوضى الخلاقة ..والارهاب ..والقاعدة ..والفتنة الطائفية ..والحرب الاهلية ..والتهجير القسري للعوائل من اماكن سكناهم وسكنى اجدادهم من خلال كثرة التفجيرات والقتل العشوائي ...والاعتقالات ..والمضايقات ..وانتشار المليشيات ..وفقدان الامن ..ومماراسات خاطئة لاتعد ولا تحصى ..والمواطن المسكين حوصر بالوسط ينتظر مصير مجهول وبلا حول ولا قوة ..
ما الذي دعاني ان اكتب اليوم عن الخوف والرعب والارهاب ..حادثة صادفتني وفي الصباح الباكر منه..
ففي كل صباح وباكرا اخرج لاوصل ابنتي الى منطقة انتظار خطها الذي يأخذها للدوام ..وبعد الاستعاذة من الشيطان والتوكل على الله ..وقراءة المعوذتين واية الكرسي عدة مرات .. اتوكل على الله ونخرج من الباب..
ولكن صباح هذا اليوم ..ولا اكتمكم سرا ..ان خوف مفاجيء سيطر علي وتملكني رعب مفاجيء عندما فتحت الباب وخرجت .. وشاهدت منظر غير مالوف ...عندما انتبهت الى وجود دبة بلاستيكية سوداء اللون غريبة الشكل وغير مالوفة المنظر ويخرج منها قضيب حديد متوجه للاعلى بطول 10 سنتمتر ...( مثل الاريل ) موضوعة امام الباب وعبر الشارع وتبعد حوالي 15 مترا عن بابنا ..فتصوروا الحال ؟؟
وبما اننا تعرضنا وقبل عدة سنوات الى مواقف ارهابية لانحسد عليها ..فكانت حادثة اليوم كالصدمة الشخصية ..لا خوفا من المقدر والمكتوب .. وانما الارهاب لادين ولا مذهب ولا اخلاق ولا قواعد معروفة عنده ..
ولو والحمد لله ..نحن كعائلة كبقية عوائل الشعب المستورة ..لا اغنياء ولا سياسيين ولسنا موظفين بالحكومة .. ولا ضدها ولا معها ..وليس عيبا ان قلت ان الخوف مشروع ..ولا يوجد عندنا ما يخيف ..ولكن الخوف واليقظة والحذر موعيب ..كما ان اهلنا علمونا ( الما يخاف ارعن ومو رجال ) ..
وبعد ان اوصلت ابنتي للخط كالعادة ..رجعت واخبرت نقطة التفتيش التي في راس الشارع والتي بدورها ارسلت معي مشكورين شخص منهم ..يبدوا لي اولا مايخاف ..وثانيا يفتهم بالعبوات ..وبعد فحصها ان اخبرني انها جوبلس مال تاير شاحنة ..ولكن ابني بعد رأها اخبرني انها ليست جوبلس وانما فلتر هواء لشاحنة ..
وبعد ان عدت الى البيت رجعت لاشارككم مشاعري بكتابة مشاعر الخوف المنتشر بين العراقيين ..فلا تستغربوا ان سمعتم ان عائلة تترك منطقة سكناها لانهم هددوها بالقتل ..العيب ليس فينا نحن الخائفون ...وانما العيب في حكومة المحاصصة الطائفية التي ابدعت بالنهب والسرقات وعجزت الامن والامان للمواطنين ..ونست مشاعر المواطنين ..
قبل ثلاثة ايام ..احتفل الساسة بعرس الشرف الوطني ..ولكن خلال اليومين سقطت عشرات الضخايا الابرياء في سامراء ومدينة الصدر وفي انحاء اخرى في العراق ..وهم امنين مطمأنين في المنطقة الخضراء ..
اليس من حقنا السؤال الى متى نبقى خائفيين مرعوبين ؟؟؟
اللهم احفظ العراق واهله ..اينما حلوا او ارتحلوا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناقد الفني أسامة ألفا: من يعيش علاقة سعيدة بشكل حقيقي لن ي


.. صباح العربية | الفنان الدكتور عبدالله رشاد.. ضيف صباح العربي




.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها