الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بورتريه حول الكوميدي والمسرحي الريفي الأمازيغي الحاج توهامي

محمد أسويق

2013 / 9 / 22
كتابات ساخرة


إنه الفنان الكوميدي, الريفي الوطن و الأمازيغي الهوية .
المسمى على بو حوري المزداد سنة 1933 بإمزورن قرية تيكرت
والملقب عند جيل السبعينات بالحاج توهامي وهو الآن يقطن بدوار حزين بأيت يعقوب بتمسمان بفعل عامل المصاهرة , وتمسمان تاريخيا تثير شهية العيش فيها لأمانها وسلمها وكرمها , كما هو شأن عبد الرحمن الداخل الذي قصدها لاجئا من المشرق فعاش بين أهل نفزة بسلام
إنه الشخصية المرحة الممثل المسرحي الحاج توهامي الذي و لج فن المسرح من بابه الواسع مكتسبا فطرته من معهد الطبيعة مع أغاني الرعاة وأناشيد المواسم الفلاحية عبر عمليات اتويزا
ولم يجد هذا الفنان المقتدر وقت ذاك شيئ اسمه الخشبة , ليبرهن بكل حركاته وانفعالته المسرحية قدرته على تمثيل رؤيته الخاصة في هذه الحياة كما هو شأن باقي المسرحيين وسط الجمهور والأضواء والملابس والديكور والمكياج والمكساج والدعم المؤسساتي...., واكتفى بتسجيل مسرحياته في شريط السجالة وتسويقه عبر بائعي الأشرطة في الأسواق الريفية خصوصا في الناضور والحسيمة وهم يتنقلون بين الهضاب والسهول
إنه الحاج توهامي من السباقين للمسرح الفردي إبان مرحلة السبعينات قبل ع الحق الزروالي والآخرون وكانت تجربته مميزة فنيا وتمثيليا وغرضيا وفكاهة , لا سيما وأن ماتناوله كمواضيع اجتماعية هي في جوهرها قصص حوارية واقعية تستمد وجودها من التراث الشعبي المحلي والمعبرة عن ذاكرة الريف كمجال له امتداده الواسع ضمن بنية الإبداع الجمالي ألا وهو المسرح , فحاول بتقنيات رائعة ينسجم فيه الصوت بالحدث والحركة بالحواس محاكاة الحكاية الشعبية التي تبعث عن لحظة سعادة وتشويق في بعدها الغرائبي والعجائبي , معظما قدرة اللغة المحلية فى استيعاب كل أشكال الفنون الإنسانية ذات الهدف الأسمى , مما يدل على أن الأمازيغ كانوا سباقين للمسرح منذ ماقبل التاريخ كما برزت أسماء لا معة في التمثيل وسط الحلبة كما تحكي عدة كتابات تاريخية خصوصا عند يوبا الثاني وابوليوس إبان المرحلة الرومانية وما اسم الحاج توهامي الذي يطل علينا بتجربته التي تستحق النهوض من جديد سوى اسما ينضاف لهذه الثلة العبقرية التي أغنت المنظومة الأدبية الريفية التي كاد أن ينساها التاريخ لولا الإحتفاظ بها من طرف الأمهات الطاعنات في السن وهن لن يتوانن يوماعن سردهن للصغارقبل أن يخلد للنوم
وعودة بنا لما نحن بصدد الحديث عنه نجمع على أن
ليس في الأمر مبالغة إن قلنا بأن المسرحي الحاج توهامي هو أيضا امتدادا لهذه الصحوة التاريخية-الفنية- التي بصمها فنانون أمازيغيون بكل تواضع يذكر ,لتنتقل التجربة إلى المصريين القدامى ثم الإغريق والرومان وكان يسمى المسرح -المسرحي عندهم يسمى بطياطرو –شيخ شويخ حدو جن
هكذا وبوسائل متواضعة وفي ظل حظر ثقافي على المنطقة حاول الكوميد الريفي أن يصل إلى أوسع قاعدة جماهيرية بالريف دون دعم ولا مساندة لأن عامة الناس وقت ذاك كانوا منشغلين بلقمة العيش والهجرة ولم يكن الشأن الثقافي يشغل بالهم لغياب الوعي بالذات والهوية , فواصل مسيرته وبوحده متحديا كل القراءات الخاطئة والمغلوطة للفن ونحن اليوم نقر بتضحياته وحنكة تجربته
ورغم ماطاله من نسيان إنسانا وتجربة ’
و يكفينا شرفا أن نحتظنه اليوم في الداخل والخارج بهذه الكلمات المتواضعة جدا
قلنا وفي زمن الإجحاف والتردي قد حاول أن يطور تجربته من خلال نفسه ومع بعض الأصدقاء الذين ألحوا عليه مواصلة دربه الفني رغم غياب الفضاءات لعرض عروضه القيمة وغياب القاعات العمومية ولم يكن يلتقي بجمهوره إلا في الأسواق وفرجة الأعراس , والبرغم من ذالك دوت تجربته في الريف وأحدثت هزة في الوعي المحلي وقد شكلت عند مجايليه تجربة استثنائية فريدة من نوعها , جاءت في صيغة نقدية وانتقادية لواقع مر ومرير , لا يعكس توجهاته رغبات المواطن الريفي على مختلف الاصعدة , وكان الجميع يعلم ان مسرحيات الحاج توهامي هو تجسيد لوعي ثوري بالمفهوم أدبيات اليسار
وجل نصوص مسرحياته تحكي مأساة اجتماعية ومعاناة الناس في هذا الهامش المهمش الذي منه انبجس صوت الفنان الأمازيغي المقتدر
الكوميدي الحاج توهامي
كوميدي حاول أن يعبر بتجربته نحو أفق الممكن والتعبير عن أحلامه عسى أن يتخلص من معاناته أو يحقق شيئا منها , ففي إحدى النصوص يتخيل وهو يدخل إحدى المطاعم وهو جائع فيأكل وليس في جيبه ما يسدده لصاحب المطعم قائلا مع انهاء هذا الصحن الأخير مع انتهاء الحياة
وفي نص آخر يقول للعتوقية الفروجية

YAZID IXSA OY3DI TAZOBAYT DI FODA
إلى غير ذالك من المواضيع المجسدة للصراع الطبقي والإجتماعي والفقر والجوع والسلطة والنفوذ
وشخصيات مسرحيته جلها من الحيوانات الصغير الدجاجة والديك ممثلا وضعه الإجتماعي ,والأقرع الذي جاء بالماء ليسقي –قاويت- وقد ألف مسرحياته على النمط الحكاية القديمة وتوظيف الحيوان كشخصية تمثيلية هو نوع من المجاز لتفادي المنع أو احراج السيد-المسود اسوة بالحكايات التي ألفناها عند الجدات المسنات أما شخصية الحاج توهامي فهو بطل القصة والرواية -شخصية الراوي- الذي نسمعه ولا نراه

بعض المميزات الفنية في تجربة الحاج توهامي
............................................................

وبالرغم من موهبة المسرح نجد أن الكوميدي الحاج توهامي
-يحسن ويتقن دور الممثل بامتياز ولو أنه لم يطء يوما الخشبة
-يعرف كيف يمنح للنص الأدبي المسرحي قيمته الإنسانية والإجتماعية ضمن خصوصياته المسرحية , دون أن ينسيه الموضوع بعد الفرجة كلحظة ممتعة تكسر روتينية المشهد السمعي أو البصري
- هو مؤلف قبل كل شيئ و نصوصه من إبداعه الشخصي موظفا فيها تجربة معاناته وواقعه المعاش بصفة خاصة و وتجربة عموم الريفيين بصفة عامة , وقدألف في مسرحياته نصوصا تستحق قراءتها والإطلاع عنها وجمعها وتوثيقها, لأنها هادفة كونها نابعة من عمق تاريخي وحاملة لرسالة احتجاجية يستنكر فيها بؤس الواقع الريفي ويبرهن فيها عن مدى قدرات الإنسان الريفي في معانقة الإبداع كشل ثقافي يؤسس لمرجعية أدبنا المحلي
- مسرحي بالصوت كما عايشناهوبالأحرى بالحركة لو نراه
- وفن الفرج عنده نابع من صوته العاكس للحدث المقصود, أو هو مسرحي الأصوات المتعددة التي يتقنها ويضبطها دون أدنى علم له بعلم محاكات الأصوات وهو المزاوج بين كل أصوات الطبيعة –اسمع الشريط-
صوت الديك والديكة والحاج توهامي بطل المسرحية
-موسيقي – في مسرحياته خصوصا في بيت شعري –إزري-HWAND WAMAN HWAND….HWAND AG TABRIT
AYARITAND O9CA ADISASU 9AWIT
مكتسبا هذ ه القدرة المتنوعة والفائقة من مؤسسة الفرجة في الحقل ورمراح
-وقد اكتسب السرد الحكائي الجميل من تجربة تنفاس tinfas كأول درس يلقن في الريف للأطفال قبل سن التمدرس والولوج إلى المسجد
إنه الفنان المسرحي الحاج توهامي مسرحي ريفي أمازيغي باهر مدهش التجربة عصامي لا يستحق التهميش كما شأن باقي أبناء هذا الوطن الذين بصموا في مختلف حقول الفن والأدب والمعرفة





...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي