الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هو وهي حوار مرتبك

علوان حسين

2013 / 9 / 23
الادب والفن


هو وهي حوار مرتبك



علوان حسين

هي تبدو في حالة خشوع وكأنها مستغرقة في صلاة أو حلم من أحلام اليقظة , هو يمسك يدها ويهزها برفق وحين لا تستجيب له يصرخ بها ولكن بلهجة رقيقة ..
هو - ماذا تفعلين أسرعي فأنا جائع ..
هي - ألا تر أني مستغرقة في الصلاة ؟
هو - سآكل الصلاة إذن ..
هي - الصلاة لا تؤكل , تحّل بالصبر ..
هو - آكل الصبر ولو إن طعمه تشوبه المرارة ..
هي - لو كنت إنتظرت قليلا ً فقد كنت على وشك الصعود إلى السماء , لكنك جعلتني أهبط إلى الأرض وأخشى أن لا أتمكن من التحليق ثانية ..
هو - أرجوك ِ أهبطي قليلا ً فأنا أكاد أتضور جوعا ً ..
هي - لكني في مناجاة مع الله ..
هو - لم لا تطلبين منه شيئا ً ؟
هي - وماذا أطلب منه ؟
هو - قولي له أن ينزل لنا مائدة ً من السماء ..
هي - ومن ْ تظنني أكون ؟ لست أنا المسيح ..
هو - لا يهم , كلنا أبناء الله ..
هي - لم لا تطلب منه أنت ذلك , ألست أبنه ايضا ً ؟
هو - هو لا يستمع لي للأسف , ربما يرق قلبه لك ِ ..
هي - دعني أتم صلاتي ولا تقاطعني أرجوك ..
هو - أنا أتضور جوعا ً وأنت ِ تحلقين كالطيور في السماء ..
هي - لديك الموسيقى , يمكنك أن تحلق معها آنى تشاء ..
هو - سأطبخ الموسيقى أذن ..
هي , في حالة خشوع لا تجيب ..
هو - لم لا أطبخ الهواء , يقولون بأنه مترع بالعذوبة ..
هي - تهز رأسها موافقة وهي مستغرقة في صمت عميق ..
هو - فقط لو أعرف بماذا تفكرين ؟ ربما علي َّ أن أشوي الأفكار أو آكلها نيئة ..
هي , مستغرقة في الصلاة ..
هو - فتشت كل أرجاء البيت فلم أجد شيئا ً يؤكل , علي َّ أن آكل شيئا ًما أو أموت جوعا ً ..
هي - ترفع رأسها فجأة , لديك كل هذي الكتب ماذا تفعل بها ؟
هو - نعم تذكرت , يمكنني تحضير عصيدة من كتاب ..
هي - فكرة رائعة , إليك ديوان الفرزدق لتعمل منه عصيدة ..
هو - شعر الفرزدق يصيبني بسوء الهضم فهو ثقيل على المعدة ..
هي - تريد شعرا ً حداثويا ً إذن , خذ ديوان أدونيس , أغاني مهيار الديلمي لعلك تستيغ طعمه ..
هو - يضع يده على صدرها ويسحبها ببطء ..
هي - عن أي شيء تبحث هنا في صدري ؟
هو - قولي لي أنت ِ , ماذا تخبئين في طيات قلبك ِ من أسرار ؟
هي - قلبي فارغ كالطبل ..
هو - لكنه غابة من أسرار ..
هي - قلبي مضخة للدم فقط ..
هو - الأكيد إنه نبع حنان ..
هي - قلبي كرة ثلج ترشح بردا ً ..
هو - حين تشرق الشمس , سوف يذوب الثلج ويقطر قلبك ِ ماء ً ..
هي - قلبي سمكة تسبح في الماء ..
هو - كم يروق لي التحديق بسمكة تسبح على هواها في الماء ..
هي - قلبي يسبح في الهواء ..
هو - قلبك ِ العصفور فدعيه ينطلق في الغناء ..
هي - مادمت جائعا ً كما تقول , لم لا تذهب فتصطاد العصافير ..
هو - أنا شاعر والشعراء لا يأكلون لحم الملائكة ..
هي - وماذا يأكل الشاعر إذن ؟
هو - يتغذى الشاعر على الحب , يكفيه قليلا ً من الحنان ..
هي - أعطيك يدي تستطيع لو شئت أكلها ..
هو - يلمس أصابعها بوله , هذه ليست أصابع يد إنما براعم وردة
في منتهى الرشاقة والجمال ..
هي - حذار من الأشواك ..
هو - مثل هذه الأشواك الناعمة ليتها تنغرز عميقا ً في لحمي ..
هي - هل تحب اللحم ؟
هو - اللحم كالورد يصلح للشم ..
هي - رأسي يؤلمني , أشكو من الصداع ..
هو - هبيني ألمك ِ ليستقر في قلبي فهو مستودع للآلام ..
هي - لم أنم ليلة البارحة بسبب الأرق ..
هو - أهديني أرقك ِ فكل ليالي مؤرقة ..
هي - الأحلام تزورني خلسة من وقت لآخر ..
هو - وهل رأيتني في أحلامك ِ ؟
هي - رأيت موتى كثيرين , وجوه تتقاطر أمامي كالشلال ..
هو - ليتني كنت في عداد الموتى ..
هي - في الحلم كنت أستحم في النهر ..
هو - ليلة البارحة حلمت بأني نهر تسبح فيه امرأة ..
هي - أمس كانت عظامي تصطك من البرد ..
هو - أمس إنبجست النار من قلبي , ألم تشعري بها ؟
هي - ذاكرتي مغبشة وأنت تشوش لي أفكاري .. دعني أذهب أرجوك ..
هو - إصغي لصوت الدموع , إنها تتدفق من أعماق أعماقي ..
هي - أنت تدعوني إلى البحر وأنا لا أود الغرق ..
هو - في البحر المهتاج , كم جميل هو الغرق ..
كاتب من العراق يعيش في كاليفورنيا
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام