الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال عن مستقبل الثقافة في الجزائر

أحمد التاوتي

2013 / 9 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الجزائر لم تكن في يوم من أيام تاريخها أكثر استقلالا و أكثر إرادة في شخصية مواطنيها و تحكما و عزما و حرية في جميع مبادراتها مثل أيام الثورة.. و تحديدا منذ 1954 إلى 1962. في هذه الفترة كان الشعب الجزائري يعيش أوج درجات حريته و يمارس إرادته الأكثر انعتاقا و تحررا و يفكر بملء عقله . و لذلك استطاع ان يطوع أعتى قوة في الحلف الأطلسي ، و الأغرب من ذلك، استطاع أن يطوي قرنا و نيف من الثقافة الاستعمارية المتمازجة مع جنيستها الثقافة التقليدية لمجتمع ما قبل الاستعمار...

هل استمرت هذه الروح بعد الاستقلال؟
كنت في مقال سابق ألمحت إلى ما أسميته الذهنية الماكيزارية التي سرت في السلوك و الممارسة.. و يمكن الاصطلاح عليها بالذهنية الطالبانية لأنها لا تختلف عنها مضمونا الا في درجة التعقيد الحداثي عندنا.

و قد بدأت هذه المرحلة الطالبانية منذ اللحظة التي فكر فيها جيش الحدود الاستحواذ على البلد و الانقلاب على المركزيين و تنحية حكومة الثورة، و بدا المشاورات مع الوزراء الخمسة انتهاء باختيار الرئيس بن بله.
و منذ ذلك الوقت وقع الانحراف عن الشخصية الجزائرية الثورية الحداثية التي سطعت في العالم العربي لمدة سبع سنوات..
كان من محاسن الصدف أن الحكم الطالباني لم يكن ليستغني عن كفاءة أجيال تكونت في حضن الثورة مشاركة و تعلما، و على أيدي قادتها و تشربت الثقافة التحررية الإنسانية مما أعطى للبلد دفعا قويا في الجيش و الإدارة بالعقدين الأولين، و مضت هذه الكفاءات تعمل في صمت إلى أن ناداها الواجب الوطني إلى السفور السياسي سنة1991، وحماية البلد من النتائج المنطقية و الطبيعية للحكم الطالباني..

تمضي الأحداث و التطورات بعد ذلك مكيفة على قوافي عولبة العالم ليكون للجزائر شرف تدشين أولى حكومات الربيع العربي المسبق سنة 1999، و يستمر الدوار...

كلنا نتساءل اليوم عن الجمهورية الثانية و موعدها.. و لكن لم نتساءل يوما عن شروطها.

برأيي أن الجزائر، أو الجزائريين بالأحرى، بحكم تكوينهم و موزاييك خبراتهم المتوسطية و احتكاكهم بهرج الشرق و الغرب معا، و برغم الشروخ و الإصابات الخطيرة التي لحقتهم بالزمن الطالباني لا يحتاجون الى كبير عناء من اجل فهم بسيط للمسألة.
لا يعدو الأمر أن نعود إلى كتابات و وصايا قادة الثورة و تصوراتهم لجزائر المستقبل.
ما هي خطتهم و برنامجهم للبلد قبل الاستقلال .. العربي بن مهيدي، عبان رمضان..، و أوان الاستقلال، محمد بوضياف..، فرحات عباس و غيرهم.
في تصوراتهم، لا يزالون أكثر طليعية من كثير من البرمائيات السياسية عندنا اليوم.

لنعد إلى حلم فرحات عباس مثلا عندما رأس أول برلمان جزائري..
إجرائيا، يغدو الأمر سليما لأننا لما نزل هناك.

لننشر الثقافة التحررية الحقيقية التي حركت قادة الثورة و لنبدأ معهم في البناء. نشرنا و سوقنا كثيرا عن المهاترات التي تخدم البرمائيات السياسية أكثر مما تخدم الجزائر. و لكن لا نكاد نسمع عن الدولة الحديثة كما يتصورها محمد بوضياف و النظام العلماني الصارم كما يتصوره فرحات عباس او المنظومة التربوية كما يتصورها مصطفي الأشرف .

لم اعد افهم الوصايات الثقافية الرسمية المنثشرة عبر الولايات كأضرحة الموالد.. أليس من مهمة السياسة الثقافية في الجزائر أن تتمثل استراتيجيا هذه المضامين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي اخي
Jugurtha bedjaoui ( 2013 / 9 / 23 - 21:31 )
تحياتي اخي واقول كانت الجزاءر فعلا ديمقراطية وناسها شاوية حرار ولكن لم تكن تسمى الجزاءر عربية ففي سنة 1962 كانت تسمى الجزاءر جزاءرية او كما كان يسمى باللغة الام للشعب الجزاءري ( لالجيري ميزرمان) بمعنى الجزاءر الاسلامية حتى جاء من غير لغتها واصلها في سنة 1963 وفي الخطاب التاريخي للرءيس الراحل احمد بن بلة الجزاءر عربية الجزاءر عربية الجزاءر عربية وكان دلك اليوم المشؤم الدي قبرت فيه الجزاءر ومعاها ثقافتها تملقا لجمال عبد الناصر حامل لواء القومية العربية حين داك و كدلك بعد تصفية الرجال العظام وقد دكرت عددا منهم و نسيت اوتناسيت اخرون من ابناء الشاوية الامازيغ الاحرار ( مصطفى بن بولعيد ديدوش مراد العربي بن مهيدي عميروش وووو وعلى راسهم كريم بلقاسم الممضي الوحيد على استقلال الجزاءر في إفيان ولكن لا استطيع المواصلة وقد سبقتني دموعي تحياتي


2 - الاخ المحترم يوغرطة
أحمد التاوتي ( 2013 / 9 / 24 - 22:40 )
شكرا على المرور.. الهوية القومية لاي بلد من البلدان ليست مفهوما او قيمة، و انما أداة لتمزيق البلد تناحرا في حالة تعدد الالوان أو معاقرة للذات في حالة وحدة اللون.
من جهتي صدقني يا عزيزي انا لا اعرف هل كان بن مهيدي و بن بولعيد شاويان او عربيان أو مسلمان أو يهوديان او بوذيان.. و لا يهمني ان اعرف.. و لكني اعرف جيدا بأنهما كانا انسانين حتى الثمالة. و أنهما دافعا عن بلدهما حتى الشهادة
اجرائيا، أنا معك في كون الفكر القومي العربي أو الفكر الغنائمي الفرنكفوني، و اضيف الفكر المحلي الينايري..، كلاهم تسبب في مشاكل و لكنها مشاكل تفاصيل و شعب حياة..
المقال مكرس للمشكل الاصلي و الاصيل في النظام الجزائري و هو ما اسميته الفكر الطالباني الذي بدأ مع أول نية لجيش الحدود في الانقلاب على حكومة الثورة و قادتها.
هذا الفكر الطالباني الذي تنكر لرموز الثورة ثم تنكر للشعب بعد ذلك ، و لست بحاجة الى التذكير بما قاله احد شيوخ هذا الفكر النكد من ان الجزائر لنا و لأبناءنا و لابناء ابناءنا و من لم يرض فاننا نعيد الجزائر الى فرنسا... او كما قال شيخ أخر منهم الشعب الجزائري لم يقم بالثورة، نحن الذين قمنا بها..
تحياتي

اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس