الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الإضراب العام والضرب العام للصحافة

خالد غميرو

2013 / 9 / 24
كتابات ساخرة



في الأيام القليلة الماضية حدثت واقعتين متزامنتين تقريبا، لهما علاقة بالصحافة والصداع الذي يأتي من وراءها، الحدث الأول في تونس حيث نفذ الصحافيون إضرابا عاما، إحتجاجا على ما تقوم به الحكومة هناك من تضييق على حرية التعبير والصحافة، وما يتعرض له مجموعة من الصحافيين من تهديد وإعتقال، فجاء الإضراب كردة فعل طبيعية على الوضع السياسي والحقوقي في تونس، التي لازالت تعاني من تبعات "ثورة الفل"، والتي جمعت فيها حركة النهضة بدعم فرنسي كل أزهار الفل من الشارع، وصنعت بها قلادات بدأت تبيعها للتونسيين، الدين أكتشفوا في ما بعد أن الفل فيها ليس فلا، وإنما هي سلاسل بيضاء برائحة الفل تخنق كل من يريد أن يتحدث عن أزهار الفل التي سُرقت، و رغم أن الإضراب العام للصحافة ليس كافيا، لأن الصحافة التونسية ملزمة بعد الإضراب بفضح الجرائم والسرقات التي حدثت للفل، الذي أنا متأكد من أن المسؤولين عنها يضعون إشهاراتهم على صفحات الجرائد التي يشتغل فيها أغلب الصحافيين المضربين، لكن يبقى الإضراب ردة فعل مهمة ويجب أن تأخذ أشكال متطورة وجريئة لإنقاد ما يمكن إنقاده من أزهار الفل..
أما الحدث التاني فلقد حدث عندنا هنا في المغرب، وهو اعتقال الصحافي المغربي "علي أنوزلا"، على خلفية اتهامه بنشر شريط في موقعه الإلكتروني عن تنظيم القاعدة بالمغرب، في الحقيقة عندما قرأت هذا الخبر، قلت مع نفسي أن هذا الاتهام أتفه من أن يُعتقل بسببه صحافي مثل علي أنوزلا، وأن نظامنا المغربي سيكون أذكى، لو وجه له تهمة نشر أسرار عن " قاعدة زعيم مملكة الشعب"(أرجوا أن لا يغضب مني الأستاد نيني)، فعلى الأقل هذه القاعدة أكبر وأهم من تنظيم القاعدة، الذي تصدع به رؤوسنا الوكالات الإخبارية "المأمركة" كل يوم، والذي نعلم أنها فزاعة تحركها السياسة الأمريكية بالطريقة التي تريد.
إن غباء هذا الاتهام يُظهر لنا كيف يمكن للنظام السياسي المغربي الحاكم، أن يجد التهم الصالحة والغير الصالحة لأن يعتقل المناضلين من أجلها بسهولة، حتى وإن إضطره الأمر لفبركتها، وأنا بصراحة أشك في سلامة نية الشريط الذي كان قد نشر أولا في موقع (اليوتوب) ، لأن نظامنا المغربي علمنا أن نشك في أي شيء حتى في أنفسنا.
ومن جهة أخرى يزيد إعتقال علي أنوزلا ليثبت لنا أن صحافتنا المغربية منذ أن حققت "استقلالها الشكلي"، تحول صوتها إلى صوت أشبه بالضجيج الذي يصدره الضرب العشوائي على "الطعريجة"،مع إحترامنا للصحافيين مثل "علي أنوزلا" على قلتهم، الذي يجب أن يكون ردة فعل الصحافيين الطبيعية على إعتقاله، هو الإضراب العام وذلك أضعف الإيمان..
إذن فبين الإضراب العام للصحافة التونسية، و الضرب العشوائي الذي تمارسه صحافتنا، لابد لنا من ضحايا يدخلون السجون أو يقتلون، ليقولون لنا أن صحافتنا "تبرطع" في حرية الرأي والتعبير، وأن صحافيونا على خير ما يرام، و هم يمارسون سلطتهم الرابعة علينا على أكمل وجه، رغم أني أكره أن يرتبط منطق الصحافة "بلا منطقية السلطة"...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجم الغناء الأمريكي كريس براون يعلق في الهواء على مسرح أثناء


.. طرد كوميدي شهير وصف نتنياهو بـ-النازي- في فرنسا.. ما القصة؟




.. أحمد فهمى و أوس أوس وأحمد فهيم يحتفلون بالعرض الخاص لفيلم -ع


.. أحمد عز الفيلم المصري اسمه الفيلم العربي يعني لكل العرب وا




.. انطلاق فيلم عصابة الماكس رسميًا الخميس في جميع دور العرض