الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدورة الثامنة لتظاهرة موسيقات: تونس تختزل ثقافات العالم

محمد أمين بن هلال

2013 / 9 / 24
الادب والفن


هل من الممكن ولو نظريا أن تجتمع ثمانية دول في صعيد واحد؟ وهل من المُتاح أن تُيمّم هذه الدول وجهها تجاه قبلة واحدة لا ريب فيها ولا اختلاف؟
وإن هي اجتمعت على كلمة سواء، فمن ذا الذي يقدر على توحيدها ورصّ صفوفها وراء قضية عادلة؟
مالي، إسبانيا، الأرجنتين، رومانيا، فينزويلا، إيران والبلد المُضيف تونس، هي الدول التي ستجتمع انطلاقا من الثالث من أكتوبر إلى الثاني عشر منه لتؤثث الدورة الثامنة من التظاهرة الثقافية موسيقات التي اختصت منذ إحداثها في البحث، بل والنبش في ثقافات العالم المختلفة، وحرصت على أن توحد بينها رغم اختلافها في قرية سيدي بوسعيد، تلك القرية التي تسحر اللبّ وتأخذ بمجامع القلب.
على ذات ربوة وتحديدا ضمن فضاء مركز الموسيقى العربية والمتوسطية -النجمة الزهراء- سيكون لعشّاق الموسيقى الأصيلة والأصليّة موعد مع صُنوف من تعبيرات موسيقية مستلهمة من تقاليد تلك الجغرافيا التي تبدو بعيدة في موقعها ولغاتها، غير أنّ رباط الموسيقى المقدس لا يلقي لتلك العوائق بالا ولا تعنيه حدود رسمها بنو آدم، ففرّقوا الأمم طرائق قِددَا.
الدورة الحالية ورغم الصعوبات المادية التي أشار إليها مدير فضاء النجمة الزهراء، بالنيابة، في ندوة صحفية، فإنها ستعرف توجها جديدا حيث سيتم التركيز على موسيقى الجهات وعدم الاكتفاء بالعواصم أو ما اشتهرت به تلك الدول في المجال الموسيقي، كالتّانغو الأرجنتيني على سبيل الذكر.
أولى المقطوعات ستكون بأنامل إفريقية سوداء من أعماق الصحراء مع مــع مجموعــة فيو فــاركــا توري الــذي تمزج موسيقــاه بين البلــوز والتقــاليــد الموسيقيــة لــغرب إفريقيــا، ثــم إلى بلاد الباسك ومنطقة قاسكونا الواقعتين على جانبي الحدود الإسبانيــة الفرنسيــة لنكتشــف، مع مجموعة خارنيجي، إرثا موسيقيا قديما متجددا يجمع بين الشعبين الباسكــي والقاسكوني، لتأخذنا مراكب الموسيقى بعد ذلك إلى الأرجنتين وتحديــدا مقاطعة كوريانتي لنتزيّن بلون موسيقيّ يعــرف بالشمــامــاي، وهو لون يمــارس أيضــا في البــارغواي وبعــض أنحــاء البرازيــل، ثم إلــى رومانيــا مع مجموعة شيواكــا التي تقترح علينــا مدونــة إقليمية (أوروبية شرقية) ممزوجــة بتــأثيــرات غجريــة (مانوش)، مع إبــراز آلة تحتــل مكــانة خاصة في التقاليد الموسيقية بتلك المنطقــة من أوروبــا وهي آلة السمبــالــوم. ومن أوروبــا الشرقــية، تأخذنــا موسيقات مجددا إلى أمريكــا اللاتينية حيث تقتــرح علينــا مجموعــة ريكوفيكــو موسيقــات تقليديــة أو مستلهمــة من التقــاليد متنوعــة الأنمــاط من كــل من فنزويــلا وكولومبيــا والبرازيــل..
إلى الشرق وسحره نشد الرحــال، تحديدا إلى بــلاد فــارس، رفقــة مجموعــة طــرب بقيــادة حســن تبــار التي تقترح علينا الغوص في بحور الموسيقــى الكلاسيكيــة الإيرانيــة المعروفة بـ"الرديف"، لتكون تــونس بعد ذلك، آخــر محطــات الدورة، التي تقترح علينــا إنتاجــا جديــدا لمركــز الموسيقــى العربيــة والمتوسطية يتمثــل في عرض للمــالــوف التــونســي، وتحديــدا لنوبة الصيكــة، في روايــة تاريخيــة مستمدة من الأرشيف الخاص للبارون "ديرلنجي" تعود إلى مطلع الثلاثينات، وهي من تدوين الباحث والمؤلــف الموسيقــي السوري الشيــخ علي درويــش الحلبــي عن روايــة غير متداولــة للشيــخ خميــس الترنــــان.
من قرّر القدوم حضور عروض موسيقات، سيكتشف موسيقى من نوع خاص، ولكنه سيكتشف نفسه أيضا، سيرى فيها توحّدا للحضارات وتكاملا في ما بينها، سيرى في كل مقطوعة جزءا من شخصية الإنسان، الذي قيل عنه ذات مرّة أنه ذئب لأخيه الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي